طاولتان أمريكية وروسية في تركيا لنقاش العملية بسوريا

لقاء وزير الدفاع التركي خلوصي آكار مع المبعوث الأمريكي الخاص السابق إلى سوريا- 1 كانون الأول 2022 (الأناضول)

camera iconلقاء وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، مع المبعوث الأمريكي الخاص السابق إلى سوريا- 1 من كانون الأول 2022 (الأناضول)

tag icon ع ع ع

على وقع التهديدات التركية بعملية عسكرية قادمة داخل الأراضي السورية، يزور وفد روسي العاصمة أنقرة لبحث التطورات في سوريا، بعد أن سبقه الممثل الأمريكي الخاص السابق في سوريا، جيمس جيفري، والتقى مع مسؤولين أتراك في العاصمة التركية.

وبحسب بيان أصدرته وزارة الخارجية التركية، فإن أنقرة تستقبل، في 8 و9 من كانون الأول الحالي، وفدًا برئاسة نائب وزير الخارجية الروسية، سيرغي فيرشينين.

الاجتماع بحسب البيان جاء للتباحث مع وفد تركي يترأسه نائب وزير الخارجية، سادات أونال، حول قضايا سياسية أبرزها القضية السورية.

وجاءت الزيارة الأخيرة مع موجة التصعيد العسكري التركي شمالي سوريا ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، التي تعتبرها تركيا امتدادًا لحزب “العمال الكردستاني” (PKK) المحظور والمصنف إرهابيًا.

مطالب روسية- تركية

قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن بلاده اتفقت مع تركيا على “تحييد” الفصائل المعارضة التي يمكن أن تتحاور مع النظام السوري.

وأضاف خلال كلمة ألقاها في فعاليات “المنتدى الدولي لقراءات بريماكوف” بموسكو، الأربعاء، أن “روسيا اتفقت مع تركيا على تحييد مجموعات المعارضة المسلحة التي يمكن أن تتحاور مع الحكومة السورية عن المجموعات الأخرى”.

ولم يقدم الوزير الروسي أي تفاصيل تشير إلى هوية هذه الفصائل، أو آلية تنفيذ هذه الخطوة.

بينما نقلت قناة “الجزيرة” القطرية، عن دبلوماسي تركي لم تسمِّه، أن روسيا تجتهد لتلبية مطالب تركيا في شمالي سوريا، من أجل تجنب عملية برية من قبل الجيش التركي ضد مجموعات كردية في المنطقة.

ومن بين الشروط التركية انسحاب المجموعات الكردية المصنفة على قوائم الإرهاب لديها من مدن منبج، وتل رفعت، وعين العرب، وحل مؤسسات النظام السوري محلها.

وتركّز السياسة الروسية على مكاسب تريدها في شمال غربي سوريا، وصولًا إلى الطريق الدولي اللاذقية- حلب (M4).

بينما يركّز الأتراك على توسيع النفوذ شمال شرقي سوريا، على حساب “قسد” المدعومة أمريكيًا.

الأمريكيون حاضرون

المباحثات وتبادل الشروط من جانب تركيا وروسيا سبقته ببضعة أيام زيارة المبعوث الأمريكي السابق بشأن سوريا، جيمس جيفري، إلى أنقرة لإجراء مباحثات متعلقة بسوريا.

وقال جيفري، إن لدى أمريكا آمالًا كبيرة في أن تستمر “اللجنة الدستورية” بالسير على المسار السياسي، مشيدًا بموقف تركيا في دعم المسار السياسي.

وأضاف أن المرحلة العسكرية من “الصراع السوري” يجب أن تنتهي، إذ لم يعد هناك أي “منبر” يمكن أن يفوز به النظام السوري.

ويجب أن يعود النظام إلى طاولة المفاوضات والانتباه إلى “بقية المجتمع الدولي”، وهو ما تعمل عليه أمريكا مع حلفائها الأتراك في سوريا، بحسب ما قاله موقع “TRT” التركي.

موقع “AXIOS” الصحفي الأمريكي، نشر معلومات نقلها عن مصدرَين لم يسمِّهما، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية حذرت تركيا من أن الضربات في سوريا تعرض القوات الأمريكية للخطر.

وأضاف الموقع نقلًا عن مصدريه اللذين قال إنهما على صلة مباشرة بالاستخبارات، أن مدير وكالة المخابرات المركزية، بيل بيرنز، وجه لنظيره التركي “رسالة شديدة اللهجة”، يعارض فيها القصف التركي شمالي سوريا.

هدوء أنتجه ضغط أمريكي

قال القائد العام لـ”قسد”، مظلوم عبدي، إن الضغط الأمريكي على أنقرة كان له تأثير على تراجع حدة القصف التركي شمالي سوريا.

وجاء في حديث عبدي خلال لقاء أجرته معه صحيفة “الشرق الأوسط“، الأربعاء 7 من كانون الأول، أن أنقرة “خرقت تفاهمات كانت أجرتها سابقًا، سواء مع روسيا أو مع أمريكا، ما عرّضها لضغط كبير أدى إلى انخفاض القصف في نهاية المطاف”.

ونقلت قناة “الجزيرة” أيضًا عن النائب السابق في حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، رسول طوسون، أن العملية العسكرية البرية “لا مفر منها في الشمال السوري”، إلا في حال التزام واشنطن وموسكو بمطالب أنقرة.

واقترح الجانب الأمريكي، بحسب طوسون، إعادة هيكلة “قسد”، ومنح دور أكبر للمكوّن العربي في إدارة منبج وتل رفعت وعين العرب.

اقرأ أيضًا: شمال شرقي سوريا بانتظار خارطة تحالفات جديدة

الوضع الميداني عاد إلى شكله السابق

في 20 من تشرين الثاني الماضي، شنّ سلاح الجو التركي غارات على نقاط متفرقة من مناطق نفوذ “قسد” في أرياف حلب والرقة، تزامنًا مع إعلان وزارة الدفاع التركية عما أسمته “وقت الحساب”.

وقالت الوزارة حينها، إن “وقت الحساب على الهجمات الغادرة قد بدأ”، في إشارة منها إلى التفجير الذي ضرب منطقة تقسيم في مدينة اسطنبول غربي البلاد.

التصعيد العسكري استمر لبضعة أيام مع استمرار توالي التصريحات على لسان مسؤولين أتراك أن العمليات العسكرية لن تقتصر على القصف الجوي، ومن الممكن أن تتدخل القوات البرية فيها.

ومع استمرار التصريحات والتلويح بعمل بري انخفضت حدة القصف الجوي، وعادت وتيرة القصف إلى ما كانت عليه قبل بدء الضربات الجوية.

وتقتصر العمليات اليوم على قصف مدفعي وآخر جوي بين الحين والآخر تنفذه وحدات من الجيش التركي، أو “الجيش الوطني” المدعوم تركيًا، ومن الجانب الآخر تستهدف “قسد” مناطق نفوذ “الوطني” شمالي حلب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة