“فن التعامل مع الناس”.. ديل كارنيجي يكشف السر

tag icon ع ع ع

لنتذكر خلال معاملتنا مع الآخرين، أننا لا نتعامل مع مخلوقات منطقية، بل مع مخلوقات عاطفية ذات أنفس مليئة بالأهواء والكبرياء والغرور.

يستطيع أي أحمق أن ينتقد وأن يتهم وأن يلوم، ومعظم الحمقى يفعلون ذلك، لكن على المرء أن يسيطر على نفسه وأن يكون متفهمًا ومتسامحًا.

طرح المؤلف الأمريكي الشهير ديل كارنيجي، في كتابه “فن التعامل مع الناس”، قواعد أساسية من خبرته الطويلة في تدريس المهارات الذاتية والتدريب عليها، لكل شخص يبحث عن سر التعامل مع الناس.

في الفصل الأول من الباب الأول، تساءل الكاتب عن سبب التسرع في محاسبة الناس، ضاربًا أمثلة من حياة الرئيس الـ16 للولايات المتحدة الأمريكية، أبراهام لينكولن.

كما وضع ما سمّاه بـ”السر الأعظم في التعامل مع الناس” في الفصل الثاني من كتابه المؤلف من 186 صفحة، والذي يحتوي على أربعة تبويبات بمجموع 21 فصلًا، يقع القارئ في كل فصل على جوهرة يمكن أن يجدها في نفسه.

أثرى كارنيجي كتابه بالأمثلة لتوضيح كيفية عمل المصلحة الذاتية في مواقف الحياة المختلفة، باستخدام نهج محدد سواء في الحياة اليومية أو المهنية أو الأكاديمية.

لا يقدم كارنيجي وصفة سحرية للقارئ، بل يحث على تصميم طريقة خاصة في التعامل مع الناس وفق أسس رئيسة، لاكتشاف مدى سهولة الأمر الذي سيجعل الشخص يحمل الناس في راحة يده، بحسب تعبيره.

يعد كارنيجي من أوائل المؤيدين لما يسمى الآن بتحمّل المسؤولية، ويظهر ذلك بشكل دقيق في عمله المكتوب.

تتمثل إحدى الأفكار الأساسية في كتبه، بأن من الممكن تغيير سلوك الآخرين من خلال تغيير رد الفعل تجاههم.

لينكولن.. النموذج الأبرز

كان لينكولن يستمتع بانتقاد الآخرين، حتى إنه كتب رسائل وقصائد تسخر من الناس وتنتقدهم، تاركًا إياها في الأماكن العامة حيث يسهل العثور عليها.

في خريف 1842، كان لينكولن على موعد مع حادثة غيّرت مجرى حياته، عندما انتقد السياسي الأيرلندي جيمس شيلدز، في صحيفة “سبرينجفيلد”، برسائل سخرية واستهزاء دون أن يوقّع عليها.

بعد بحث وتدقيق عن كاتب هذه الرسائل، اكتشف شيلدز أنها تعود للينكولن، الذي كان محاميًا حينها، فطلبه للمبارزة، ولم يرد الأخير طلبه حفاظًا على كرامته، رغم أنه لم يكن ميالًا للقتال.

انتهى القتال قبل أن يبدأ، بتدخل كل من المرافقين الشخصيين، الذين سعوا لعقد الصلح بينهما، وخرج لينكولن من هذه الحادثة بدرس لا يُنسى في التعامل مع الناس، إذ لم ينتقد أو يستهزئ بأحد بعدها أبدًا، وخلص إلى مقولته الشهيرة “لا تنتقدهم.. هم فقط ما سنكون عليه في ظل ظروف مماثلة”.

كان كارنيجي كاتبًا ومحاضرًا ومطورًا لدورات شهيرة في تحسين الذات، والبيع، وتدريب الشركات، والخطابة ومهارات التعامل مع الآخرين.

ولد عام 1888، لأب مزارع فقير في ولاية ميسوري، وحقق نجاحًا كبيرًا مع كتابه الشهير “كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس”، ونُشر عام 1936، ولا يزال الكتاب يحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم.

وهو مؤلف السيرة الذاتية للرئيس الأمريكي، أبراهام لينكولن، بعنوان “لينكولن المجهول”، بالإضافة إلى العديد من الكتب الأخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة