إحباط محاولة تهريب أكبر شحنة “كبتاجون” إلى الأردن

camera iconإحباط محاولة تهريب حبوب "كبتاجون" عبر معبر "الكرامة" الحدودي الأردني- 25 من كانون الأول 2022 (الجمارك الأردنية)

tag icon ع ع ع

أحبطت الجمارك الأردنية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية “أكبر وأضخم” عملية تهريب لـ”الكبتاجون” المخدر وصلت إلى ستة ملايين حبة بما يعادل ألف كيلوغرام.

وقال الناطق الإعلامي باسم دائرة الجمارك الأردنية اليوم، الأحد 25 من كانون الأول، عبر صفحة الجمارك في “فيس بوك”، إن “كوادر الجمارك العاملة في مركز جمرك (الكرامة) الحدودي مع العراق، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، تمكنت من إحباط تهريب ستة ملايين حبة من (الكبتاجون)، بما يعادل ألف كيلوغرام، وُجدت مخبأة داخل عجينة التمر”.

وأضاف أن هذه العملية تعد واحدة من “أكبر وأضخم” عمليات ضبط حبوب “الكبتاجون”، التي حاول تجار المخدرات إدخالها إلى الأردن.

وأوضح الناطق الإعلامي أنه في أثناء تفتيش شاحنتين تحملان لوحة أجنبية قادمتين من “إحدى الدول المجاورة”، دون أن يذكر الدولة، وُجدت الحبوب المخدّرة مخبأة “بطريقة احترافية وبشكل يصعب كشفها” داخل عجينة التمر ضمن شحنة كراتين التمر.

بدوره، قال مدير عام الجمارك الأردنية، جلال القضاة، “نعمل بكافة الإمكانيات على تجفيف منابع دخول المخدرات من خلال تعزيز الرقابة في المنافذ الحدودية، وضرب أوكار تجار السموم ومروّجيها في ظل توسع مدى انتشار المؤثرات العقلية، ودخول أنواع جديدة مُصنّعة كيماويًا”.

وتنشط عمليات تهريب المخدرات من الحدود السورية نحو الأردن، التي يعلن عنها الجيش الأردني بشكل متواتر، كما تعلن دائرة الجمارك الأردنية كشف كميات من المخدرات مخفية ضمن الشاحنات الواصلة إليها.

وفي 20 من كانون الأول الحالي، ضبطت الجمارك الأردنية في مركز جمرك “جابر” محاولة تهريب 72.5 كيلوغرام من مادة “الكبتاجون” وُجدت ضمن مخبأ سري داخل الجسور الموجودة في أرضية إحدى الشاحنات.

وفي 13 من الشهر نفسه، صرح مصدر في القوات الأردنية بإحباط محاولة تسلل وتهريب كميات من المواد المخدرة قادمة من سوريا، حيث رصدت قوات حرس الحدود مجموعة من المهربين تجتاز الحدود لتفعل قواعد الاشتباك بالرماية المباشرة عليهم، ما أدى إلى إصابة عدد منهم وفرار الآخرين إلى داخل سوريا.

وبيّن المصدر أنه بعد تكثيف عمليات البحث والتفتيش للمنطقة، عُثر على 1.2 مليون حبة “كبتاجون”، و581 “كف حشيش”، ثم جرى تحويل المضبوطات إلى الجهات المختصة.

سلاح النظام غير العلني

نشر الصحفي والكاتب الأردني بسام البدارين عبر موقعه اليوم، الأحد، مقالًا يتحدث عن حرب الأردنيين مع “الكبتاجون السورية”، التي أصبحت يومية، قادمة عبر مجموعات موالية للنظام السوري مسلحة غير سورية، وبينها إيرانية وعراقية ولبنانية، تستثمر ماليًا في تهريب “الكبتاجون” وغيره ولأغراض التدفق المالي لراتب ومكافآت ونفقات مسلحيها في الجنوب السوري، وفق الكاتب.

وأضاف أن سلطات النظام السوري سمحت باستخدام المخدرات كسلاح خلال سنوات الصراع بعد 2011، ما تسبب بإنتاج كميات كبيرة منه في مصانع صغيرة وورشات عمل خاصة داخل سوريا لا تخضع للملاحقة “لأهداف سياسية” بالمقام الأول.

ونقل الكاتب عما وصفه بـ”المراجع الأردنية المختصة”، أن إغراق الساحات المجاورة بكميات ضخمة من “الكبتاجون السوري” كان سعيًا نحو هدفين، الأول هو إغراق الدول التي أسهمت في حصار النظام السوري اقتصاديًا وأمنيًا وعسكريًا بعد بدء الثورة.

والثاني ضمان تمويل وتحقيق أرباح لتمويل مجموعات مسلحة حاولت تعبئة الفراغ في الجنوب السوري، بحسب البدارين.

وأثبتت العديد من التحقيقات الغربية ضلوع النظام السوري في تهريب المخدرات نحو القارة الأوروبية، وبالأخص علاقة “الفرقة الرابعة” بهذه التجارة.

وكشف تحقيق نُشر في صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، في 19 من أيلول الماضي، أنه تم ضبط نحو 250 مليون حبة “أمفيتامين” حول العالم، منذ مطلع العام الحالي، أُنتجت في سوريا التي أصبحت دولة تهريب للمخدرات.

وبحسب التحقيق الذي ترجمه موقع “فرانس بالعربي“، استهدف تصدير المخدرات من سوريا بالدرجة الأولى المملكة العربية السعودية.

ووقّع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، السبت، على ميزانية الدفاع الأمريكية عن السنة المالية لعام 2023، التي قدمها مجلس النواب الأمريكي (الكونجرس)، متضمنة قانون مكافحة المخدرات التي يديرها النظام السوري.

ويشترط مشروع القانون “تعطيل وتفكيك شبكات إنتاج المخدرات والاتجار بها المرتبطة بالأسد”.

وخلال موعد لا يتجاوز 180 يومًا من تاريخ سنّ هذا القانون، يجب على وزارة الدفاع، ووزارة الخارجية، ووزارة الخزانة الأمريكية، ومدير إدارة مكافحة المخدرات، ومدير الاستخبارات الوطنية، والإدارة الأمريكية، ورؤساء الوكالات الفيدرالية ذات الصلة، تقديم استراتيجية مكتوبة لـ”لجان الكونجرس ذات الصلة”، لتعطيل وتفكيك إنتاج المخدرات والاتجار بها، والشبكات التابعة للنظام السوري.

ومطلع العام الحالي، ناقشت عنب بلدي في تحقيق بعنوان “المخدرات.. وصفة الأسد للاقتصاد وابتزاز الجوار” مدى ضلوع النظام واستخدام عائلة الأسد نفوذها في إنماء هذه التجارة في ظل تهالك الاقتصاد السوري، واعتمادها مصدر الدخل الأول، إلى جانب استعمال النظام المخدرات ورقة ضغط ومساومة لتحقيق مصالحه، دون محاسبته أو العمل على إيقاف توسعه فيها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة