صربيا وكوسوفو.. صراع قديم يتجدد

أفراد من القوات المسلحة الإيطالية تابعون لقوات حفظ السلام (KFOR) في كوسوفو، ينظرون إلى محتجين صرب بالقرب من الجزء الشمالي من بلدة ميتروفيتشا المقسمة عرقيًا، كوسوفو، 22 من كانون الأول 2022 (رويترز)

camera iconأفراد من القوات المسلحة الإيطالية تابعيين لقوات حفظ السلام (KFOR) في كوسوفو، ينظرون إلى محتجين صرب، بالقرب من الجزء الشمالي من بلدة ميتروفيتشا المقسمة عرقياً، كوسوفو، 22 كانون الأول 2022. (رويترز)

tag icon ع ع ع

قال حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إن إحدى دوريات قواته تعرضت لإطلاق نار في الجزء الشمالي من كوسوفو، حيث أقام السكان الصرب حواجز على الطرق لمنع الشرطة الكوسوفية من القيام بدوريات في المنطقة التي تشهد توترًا بين الحكومة الكوسوفية والسكان الصرب.

وقالت بعثة “الناتو” في كوسوفو (KFOR) عبر بيان، الأحد 25 من كانون الأول، إنها فتحت تحقيقًا لتحديد هوية المهاجمين، مضيفة أنه لم تقع إصابات أو أضرار مادية، وأنها تعمل على إثبات كل الحقائق.

ومع التخطيط لعقد اجتماعات بين جميع الأطراف، أكدت البعثة أن “من المهم لجميع الأطراف تجنب أي خطاب أو أفعال يمكن أن تسبب التوترات وتصعيد الموقف”.

ويوجد حوالي 3760 جنديًا من قوات “الناتو” لحفظ السلام في كوسوفو.

وأقام الصرب في كوسوفو البالغ تعدادهم نحو 50 ألف نسمة حواجز في المناطق ذات الأغلبية الصربية، بعد أن ألقت الشرطة، في 10 من كانون الأول الحالي، القبض على شرطي صربي سابق بتهمة الاعتداء على ضباط الشرطة.

وطالب القوميون الصرب المدعومون من بلغراد بالإفراج عن الشرطي المعتقل وبمطالب أخرى قبل رفع الحواجز، بينما طالبت حكومة كوسوفو بعثة “الناتو” بإزالة الحواجز، لكن البعثة رفضت استعمال القوة، وسعت للوصول إلى اتفاق من خلال الحوار.

واستقال رؤساء بلديات وقضاة ونحو 600 من ضباط الشرطة من أصول صربية، الشهر الماضي، احتجاجًا على قرار حكومة كوسوفو استبدال لوحات ترخيص السيارات الصادرة من صربيا بأخرى صادرة عن بريشتينا.

وكانت الحكومة الكوسوفية خططت لاستبدال ضباط الشرطة في الشمال ذي الأغلبية الصربية بضباط ألبان، لكنها واجهت اعتراضًا من الصرب الذين لا يعترفون بكوسوفو كدولة، ويسعون للانضمام إلى صربيا مجددًا، بعد 14 عامًا من إعلان بريشتينا الاستقلال عن بلغراد.

وقال الرئيس الصربي، ألكسندر فوسيتش، إنه يدعم بشكل كامل صرب كوسوفو بمطالبهم المشروعة، حسب وصفه.

في 16 من كانون الأول الحالي، طلبت الحكومة الصربية من قوة حفظ السلام (KFOR) السماح بدخول ألف عنصر من الجيش الصربي إلى كوسوفو، لحماية المناطق ذات الأغلبية الصربية والمواقع الدينية المسيحية الأرثوذكسية.

وهذه هي المرة الأولى التي تطلب فيها بلغراد نشر قواتها في كوسوفو منذ إصدار قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم “1244” الذي أنهى الحرب بين الطرفين عام 1999، وقصف خلالها “الناتو” يوغوسلافيا (صربيا والجبل الأسود) لحماية كوسوفو ذات الأغلبية الألبانية.

وقال المبعوث الأمريكي إلى بلغراد، كريستوفر هيل، إن صربيا لها الحق في مطالبة بعثة حفظ السلام لنشر قواتها هناك، لكنه أضاف أن “هذه تظل قضية سياسية، وبالتالي تتطلب حلًا سياسيًا. نحن بحاجة إلى تهدئة الوضع حتى يتسنى لأفراد المجتمع الصربي الذين يعيشون في تلك المنطقة أن تكون لديهم توقعات واضحة بشأن مستقبلهم”.

ولا تعترف صربيا باستقلال كوسوفو وتعتبره إقليمًا صربيًا، لكنها وافقت على إجراء محادثات لتطبيع العلاقات بوساطة الاتحاد الأوروبي عام 2013، لكن منذ بدء المحادثات لم يتم إحراز تقدم.

وتهدف صربيا إلى الانضمام للاتحاد الأوروبي، لكن علاقاتها مع موسكو وقضية كوسوفو تظل عقبة أمام استكمال عملية عضويتها، بينما قدمت كوسوفو أيضًا طلبًا لعضوية الاتحاد الأوروبي، في 15 من كانون الأول الحالي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة