اعزاز.. غياب المحروقات يهدد بانقطاع العملية التعليمية

فصل في مدارس مخيمات أعزاز في ريف حلب شمالي سوريا - 26 من كانون الأول 2022 (نقابة المعلمين السوريين الأحرار بأعزاز/فيس بوك)

camera iconفصل في مدارس مخيمات أعزاز في ريف حلب شمالي سوريا - 26 من كانون الأول 2022 (نقابة المعلمين السوريين الأحرار بأعزاز/فيس بوك)

tag icon ع ع ع

تعاني مدارس مخيمات اعزاز بريف حلب شمالي سوريا، من تدهور العملية التعليمية وتسرب الطلاب بالتزامن مع أنباء عن تعليق الدوام بسبب البرد الشديد، وعدم توافر وقود التدفئة في المدارس.

ونشرت شعبة نقابة المعلمين السوريين في مخيمات اعزاز، الاثنين الماضي، عبر صفحتها في “فيس بوك“، أنه جرى تعليق الدوام في أغلب مدارس مخيمات اعزاز بسبب هطول المطر والبرد الشديد وعدم توفر وقود التدفئة في المدارس.

وتضم مدارس مخيمات اعزاز، ومعظمها مخيمات عشوائية، نحو 20 ألف طالب وطالبة، موزعين على 26 مدرسة.

وقالت شعبة النقابة في منشور منفصل إن عدم توافر مواد التدفئة “أرّق أولياء أمور الطلاب، واشتكى العديد منهم من تعرض الأطفال للأمراض بسبب البرد الشديد، كما امتنع البعض عن إرسال أبنائهم إلى المدرسة”، مشيرة إلى أن ذلك “فتح المجال واسعًا للمشكلات المدرسية بالتفاقم كالتسرّب وضعف التحصيل وغيرها”.

ونقلت الشعبة عن مشرف المخيمات العشوائية، زكريا قرندل، قوله إن مجلس مدينة اعزاز المحلي والمنظمات الإغاثية في المنطقة، وهي الجهة المسؤولة عن توريد المحروقات لمدارس المخيمات، لم تزود المدارس به حتى الآن.

وأشار مشرف المخيمات إلى أنه جرى تأمين كميات “قليلة جدًا” من مادة المازوت بجهود شخصية من التربية، في حين وعدت إحدى المنظمات بتزويد مدرستين بوقود التدفئة خلال يومين.

عنب بلدي تواصلت مع مسؤول نقابة المعلمين في المخيمات، وعضو مجلس فرع حلب، فهد عبد القادر، الذي أكد أن الدوام مستمر ومنتظم في المخيمات باعزاز، مشيرًا إلى أن الدوام توقف فقط في دوام النصف الثاني من يوم الاثنين بسبب شدة الأمطار.

وذكر عبد القادر بأن المدارس تعاني من فقدان مازوت التدفئة، أدى لانتشار وقفات احتجاجية للطلاب والمعلمين بعد نهاية الدوام المدرسي.

لا مدارس خوفًا من المرض

ماجد العمري أب لخمسة اطفال، ويقطن في أحد مخيمات بلدة شمارين التابعة لمدينة إعزاز، يرسل أولاده إلى المدرسة فقط في الأيام التي يكون فيها الجو مقبولًا.

وفي حالات البرد الشديد يمتنع عن إرسالهم بسبب عدم وجود التدفئة، وذلك ما تحقق به بنفسه، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

وأوضح ماجد أن دخل العائلة الشهري بالكاد يكفي لسد بعض الحاجات اليومية، دون تحمل تكاليف العلاج والدواء إذا تعرض أطفاله للمرض، مشيرًا إلى أن هذه المشكلة جاءت سريعًا بعد انتهاء إضراب المعلمين في الأشهر الأخيرة لمطالبتهم بتحسين المستوى المعيشي.

من جهته، قال المدرس في المرحلة الابتدائية في مدرسة “الزهور”، حسان العمر، لعنب بلدي، “جميع طلابي من النازحين والمهجرين من مختلف المدن والمحافظات ويقطنون في الخيام مع أهاليهم، ومؤخرًا تناقصت أعداد التلاميذ باستمرار بسبب البرد ونقص التدفئة”.

وأوضح حسان أن من يحضر من التلاميذ لا يستطيع استيعاب الدرس بشكل كامل من شدة البرد، وهو ما يؤثر سلبًا على تحصيلهم العلمي ويزيد من مستويات التسرب المدرسي، مشيرًا إلى ضعف التحصيل العلمي وعودة الطلاب “للأمية” بالرغم من مجهودات المدرسين.

وذكر تقرير صدر عن فريق “منسقو استجابة سوريا” في آب الماضي، أن 930 مخيمًا لا تحتوي على مراكز تعليم، وما يناهز 194 ألف طالب لا يتلقون التعليم في المنطقة، فضلا عن تسرّب 36.848 طالبًا من الدراسة في المخيمات، ما يعكس الواقع المتردي للتعليم في المنطقة التي يعاني سكانها من الفقر، ويعيشون أزمات وتهديدات مختلفة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة