ينتظرون فرصتهم.. مدربون خارج أسوار المستطيل الأخضر  

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – محمد النجار

في الوقت الذي تسعى فيه كبرى الأندية الأوروبية للعيش بحالة استقرار على الصعيد الإداري والفني، عبر امتلاكها مدربين محنّكين، يحملون آمال الأندية وتطلعات الجماهير، ويقودون دفة التدريب إلى تحقيق البطولات، يقبع مدربون كبار خارج الحسابات، رغم امتلاكهم خبرة واسعة تلبي طموح الأندية.

أسماء عريقة لها ثقلها التدريبي سطع نجمها فوق المستطيل الأخضر، متخمة بالإنجازات والألقاب، تنتظر فرصتها للعودة، بعد أسباب وظروف مختلفة تسببت برحيلها، سواء لخلاف مع الإدارة، أو لرغبة الجماهير برحيلها عقب نتائج مخيّبة للآمال.

زيزو وحنكته

لا يزال المدرب الفرنسي زين الدين زيدان (50 عامًا) بعيدًا عن عالم التدريب منذ استقالته من قيادة نادي ريال مدريد الإسباني عام 2021، رغم رغبة عديد من الأندية الأوروبية بالظفر بخدمات الفرنسي، بعد إنجازات كبيرة مع النادي الملكي، فارضًا اسمه كأحد أكثر المدربين نجاحًا في العالم.

بدأ زيدان مسيرته التدريبية في ريال مدريد كاستيا (الرديف)، من عام 2014 حتى 2016، قبل أن يتولى قيادة الفريق الأول في عام 2016، وصار أول مدرب يفوز بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية في أول موسمين ونصف.

فاز “زيزو” بكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية مرتين لكل منهما، بالإضافة إلى لقب وحيد لكل من الدوري الإسباني وكأس السوبر الإسباني، كما فاز بجائزة أفضل مدرب كرة قدم للرجال في 2017.

استقال في 2018، لكنه عاد إلى الريال عام 2019، وفاز بلقب آخر في كل من الدوري والسوبر الإسباني، ثم قدم استقالته، وأعلن ذلك نادي ريال مدريد في بيان عبر موقعه في 27 من أيار 2021.

صحيفة “AS” الإسبانية عنونت تقريرًا لها، في 19 من كانون الأول 2022، بـ”زيدان ينتظر ديشامب”، في إشارة إلى انتظاره تدريب منتخب فرنسا، وذكرت أنه يمكن لزيدان أن يقرر مستقبله، دون انتظار قيادة المنتخب.

وسبق أن أبدت أندية أوروبية عديدة رغبتها في التعاقد مع زيدان، وأوضحت الصحيفة الإسبانية أن زيدان رفض عرض باريس سان جيرمان، ولم يرغب بالاستماع إلى العروض الأخرى، في حين ذكرت صحيفة “The Sun” البريطانية، في 14 من كانون الأول 2022، أن البرازيل تريد زيدان ليحل مكان المدرب المستقيل تيتي.

إنريكي وفلسفته

مضى شهر على إعلان الاتحاد الإسباني لكرة القدم إقالة مدرب منتخبه الأول، لويس إنريكي، صاحب الألقاب والبطولات، ومطبّق فلسفة “تيكي تاكا”، وأحد المخلصين والمؤمنين بفكر الاستحواذ والكرة الشاملة الهجومية، والضغط العالي دفاعيًا.

لا يزال المدرب الإسباني بعيدًا عن تدريب أي نادٍ، منذ إقالته في 8 من كانون الأول 2022، وذلك بعد يومين من خروج الماتادور من دور الـ16 من نهائيات كأس العالم في قطر، عقب هزيمة تاريخية تعرض لها من قبل المنتخب المغربي.

يملك إنريكي (52 عامًا) تاريخًا حافلًا على صعيد التدريب، بدأه عام 2011 حين وقّع عقدًا امتد لسنتين لتدريب نادي روما الإيطالي، قادمًا من برشلونة بي (الرديف)، انتقل بعد ذلك لتدريب نادي سيلتا فيغو الإسباني في عام 2013- 2014، ومع نهاية الموسم تولى زمام التدريب في نادي برشلونة بعد المدرب الأرجنتيني تاتا مارتينيو في عام 2014- 2015.

سطع نجم إنريكي بقيادته للبارسا منذ أول موسم له بإحرازه خمس بطولات رسمية، بينها الثلاثية التاريخية الثانية لبرشلونة عقب فوزه ببطولة الدوري والكأس على حساب أتليتك بلباو، ودوري الأبطال أمام يوفنتوس، وكأس السوبر الأوروبي على حساب إشبيلية، وكأس العالم للأندية خلال عام 2015، وحصل على جائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) كأفضل مدرب لسنة 2015.

تولى إنريكي تدريب منتخب إسبانيا في 2018، وقاده لنصف نهائي كأس أوروبا 2020 (أُقيمت في 2021 لظروف فيروس “كورونا”)، وخسر نهائي دوري الأمم الأوروبية أمام فرنسا بهدفين لهدف في تشرين الأول 2021.

توخيل وعقلية الألمان

ينتظر المدرب الألماني توماس توخيل فرصة للتدريب والعودة إلى البساط الأخضر، بعدما أطاح به ملاك نادي تشيلسي في أيلول 2022، في مفاجأة للجماهير وللمدرب الذي حقق دوري أبطال أوروبا مع النادي اللندني موسم 2020- 2021.

وأعلن النادي عبر بيان رسمي إقالة توخيل (49 عامًا)، بعد يوم من هزيمة تشيلسي بهدف دون رد أمام نادي دينامو زغرب الكرواتي في أولى جولات دوري أبطال أوروبا، وفي 8 من أيلول 2022، أعلن نادي تشيلسي عن التعاقد مع الإنجليزي جراهام بوتر مدربًا للفريق الأول، خلفًا لتوخيل، ولا يزال يدرب البلوز حاليًا.

بدأ توخيل مسيرته التدريبية عام 2000، كمدرب لفريق الشباب في نادي شتوتغارت الألماني، وانطلق بعدها لتدريب ماينز في الدوري خلال خمسة مواسم قضاها في النادي، اكتسب سمعة طيبة ثم غادر ماينز عام 2014 نتيجة لخلافات مالية، وفي 2015، تسلّم قيادة بوروسيا دورتموند.

في عام 2018، تم التعاقد معه من قبل نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، وفاز بلقب الدوري مرتين، وبرباعية محلية في موسمه الثاني، وقاد النادي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، وأقال النادي توخيل عام 2020، ثم عيّنه نادي تشيلسي الإنجليزي عام 2021 قبل إقالته أيضًا.

بوكيتينو ينتظر الألقاب

يستمر ابتعاد المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو عن عالم التدريب، رغم إشارة عدة تقارير صحفية إلى أن أندية أوروبية وجّهت أنظارها للتعاقد معه، منذ إقالته من تدريب نادي باريس سان جيرمان في تموز 2022، وذلك قبل عام من انتهاء عقده مع النادي الباريسي.

بدأ بوكيتينو (50 عامًا) مشواره الاحترافي في عالم التدريب مع فريق إسبانيول، خلال الفترة من 2009 إلى 2012، ثم انتقل لتدريب فريق ساوثهامتون الإنجليزي في موسم 2013- 2014، ثم بقي في الدوري الإنجليزي ليقود فريق توتنهام هوتسبير خلال الفترة من 2014 إلى 2019، وحقق معه وصافة دوري أبطال أوروبا.

وفي 2 من كانون الثاني 2021، انتقل بوكيتينو إلى قيادة فريق باريس سان جيرمان، وحقق معه بطولة الدوري الفرنسي للدرجة الأولى، ولم يحقق أي بطولة محلية إضافية، كما أخفق بوكيتينو في تحقيق حلم جماهير وإدارة النادي الباريسي وهو دوري أبطال أوروبا.

ولا يملك الأرجنتيني سوى لقب الدوري الفرنسي في تاريخه التدريبي، ويتطلع إلى تحقيق ألقاب جديدة مع أندية في مشواره المقبل.

القائمة متخمة بالأسماء

ولا تقتصر قائمة المدربين الذين يمكثون خارج دكة تدريب الأندية على الأسماء المذكورة، إذ تضم القائمة شخصيات عريقة في عالم التدريب، أمثال الإسباني رافا بينيتيز (62 عامًا)، والألماني يواكيم لوف (62 عامًا)، كما أطاح كأس العالم في قطر 2022 بتسعة مدربين إلى جانب إنريكي.

وضمت لائحة المدربين الذي عصفت بهم رياح الإقالة في المونديال كلًا من مدرب البرتغال فرناندو سانتوس (68 عامًا)، ومدرب البرازيل ليوناردو باكي المعروف بـ”تيتي” (61 عامًا)، ومدرب هولندا لويس فان خال (71 عامًا)، ومدرب كوريا الجنوبية باولو بينتو (53 عامًا)، ومدرب أستراليا غراهام أرنولد (59 عامًا)، ومدرب غانا أوتو أودو (47 عامًا)، ومدرب بلجيكا روبرتو مارتينيز (49 عامًا)، ومدرب المكسيك جيرارد مارتينو المعروف بـ”تاتا مارتينو” (60 عامًا)، ومدرب إيران كارلوس كيروش (69 عامًا).




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة