مفاوضات لتبادل “أسرى” عقب اقتحام المتاعية في درعا

اجتماع وجهاء درعا البلد مع قياديين من اللواء الثامن في مدينة درعا- 7 تشرين الثاني 2022 (درعا 24)

camera iconاجتماع وجهاء درعا البلد مع قياديين من اللواء الثامن في مدينة درعا- 7 تشرين الثاني 2022 (درعا 24)

tag icon ع ع ع

داهمت دورية عسكرية تابعة لـ”اللواء الثامن” بلدة المتاعية شرقي درعا، واعتقلت عددًا من المدنيين، بعد حكم قضائي صدر بحق عنصر سابق في “اللواء” يقيم في الشمال السوري، بموجب دعوى قدمها أحد أبناء البلدة شمالي حلب.

ولا تزال القضية حديث أبناء محافظة درعا، وسط تخوف الوجهاء من أن تتحول المشكلة إلى خلاف عشائري في المنطقة.

ما القضية؟

وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن “اللواء الثامن” بدأ، في 5 من كانون الثاني الحالي، بمداهمة منازل يقطنها مدنيون في بلدة المتاعية جنوب شرقي محافظة درعا، واعتقل مدنيًا يعمل ممرضًا في المنطقة إلى جانب آخرين من أقاربه.

القيادي السابق بحركة “أحرار الشام” محمد الكفري، الملقب بـ”أبو ثابت”، من أبناء مدينة المتاعية ويقيم في الشمال السوري، قال لعنب بلدي، إن “اللواء” اعتقل شقيقين له واثنين من أبنائهما، بعد دعوى قدمها الكفري ضد مقاتل سابق في “اللواء” ينحدر من مدينة بصرى، وجرى اعتقاله في مدينة اعزاز شمالي حلب من قبل “الجيش الوطني”.

ونشر القيادي، الاثنين 9 من كانون الثاني، صورة للحكم القضائي الصادر بحق عنصر سابق في “اللواء الثامن”، مشيرًا إلى أن خلافه مع “اللواء” وليس مع عشائر بصرى أو أبنائها.

وقال الكفري لعنب بلدي، إن أحد إخوته الذين اعتقلهم “اللواء الثامن” أصيب بطلق ناري، خلّف تفتتًا في العظام، وبحاجة إلى رعاية صحية خاصة، في حين لا يزال محتجزًا لدى “اللواء” في بصرى الشام، كما تُمنع أسرته من زيارته.

 

نفي مضاد

العنصر السابق في “اللواء” اسمه مصطفى المقداد، وهو متهم بقتل شقيق “أبو ثابت”، خلال مداهمة نفذتها مجموعة من “اللواء الثامن” لبلدة المتاعية منتصف عام 2021، إلا أن والد العنصر أشار عبر حسابه في “فيس بوك”، إلى أن ابنه غادر إلى الشمال للعمل وإعالة أسرته.

ونفى والد العنصر في “اللواء” من جانبه أن يكون لابنه مصطفى المقداد أي علاقة بقضية مقتل شقيق محمد الكفري، خلال مداهمة عام 2021، بحسب ما نشره عبر حسابه في “فيس بوك“.

وأوضح والد العنصر أن شقيق الكفري قُتل عن طريق الخطأ، وتوفي في أحد مستشفيات دمشق.

واعتبر أن ابنه حوكم في الشمال السوري بناء على شهادة الكفري فقط، وتحت ضغوط حركة “أحرار الشام”، وما زال في السجن منذ عام ونصف.

وساطات لوجهاء

مع تعدد الروايات حول قضية اعتقال إخوة “أبو ثابت” وضلوع مصطفى المقداد بقضية قتل عمرها أكثر من عام، قال الكفري، إن عددًا من وجهاء المنطقة توجهوا، الأحد، إلى مدينة بصرى، واستمعوا لمطالب “اللواء” الذي طالب بإطلاق سراح مصطفى المقداد المسجون في اعزاز مقابل الإفراج عن إخوة “أبو ثابت”.

الكفري قال لعنب بلدي، إنه غير قادر فعليًا على إخراج مصطفى من السجن بسبب ما يُعرف بـ”الحق العام” في القضية، فحتى لو أسقط الدعوى عنه، فلن يحكم القضاء بإطلاق سراحه.

وأضاف أن الحكم على مصطفى جاء بعد “معركة قانونية”، إذ وكّل الخصم محامي دفاع، ووكل الكفري محاميًا من جانبه، ولكن “اللواء الثامن” استعمل صفته العسكرية واختطف إخوته للضغط عليه لإنهاء القضية.

محمد المقداد والد مصطفى، قال لعنب بلدي، إن ابنه معتقل في الشمال السوري منذ نحو عام ونصف، بسبب دعوى قدمها “أبو ثابت الكفري” متهمًا إياه بالمشاركة في مقتل شقيقه جعفر الكفري، الذي توفي بأحد مستشفيات دمشق.

وأضاف أنه أرسل عديدًا من الوجهاء للوساطة في القضية، إلا أن الكفري رفضها جميعًا، وطالب “هيئة الإصلاح في حوران” بمبلغ 45 ألف دولار لإسقاط الدعوى عن مصطفى.

وحول محاكمة ابنه في الشمال السوري قال محمد المقداد، إن “أبو ثابت الكفري” بصفته قائدًا سابقًا في فصيل “أحرار الشام”، فإن “الجلاد والقاضي والمحكمة هم جهة واحدة”.

ماذا حصل في المتاعية عام 2021

في تموز 2021، داهمت دورية من “اللواء الثامن” المدعوم من روسيا حينها بلدة المتاعية، وأحرقت عددًا من المنازل، واعتقلت مدنيين على خلفية مقتل أحد قيادييها في كمين على طريق البلدة.

في حديث سابق لعنب بلدي، قال قيادي في “اللواء الثامن”، إن مجموعة عسكرية تابعة له كانت متجهة إلى قرية المتاعية من أجل حل خلاف بين أحد المتهمين بجريمة قتل وإحدى القبائل الأخرى في المنطقة، التي دائمًا ما تشهد خلافات عشائرية، عندما تعرضت المجموعة لكمين أدى إلى مقتل القيادي طلال الشقران.

وكرد فعل على الكمين العسكري، اقتحمت مجموعات عسكرية من “اللواء” البلدة، وأحرقت منازل لمدنيين فيها، بالإضافة إلى تفجير منزل آخر وسط القرية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة