“تسوية” في القنيطرة.. لا رغبة بالانضمام للجيش لكن لا مهرب

مركز التسوية في مدينة القنيطرة- 25 تموز 2018 (كتائب البعث مركز القنيطرة/ فيس بوك)

camera iconمركز "التسوية" في مدينة القنيطرة- 25 من تموز 2018 (كتائب البعث مركز القنيطرة/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

يجري النظام السوري “تسوية أمنية” جديدة في محافظة القنيطرة، للمتخلفين عن الخدمة الإلزامية في الجيش، والمطلوبين لخدمة الاحتياط، بغرض إسقاط تهم التخلّف عن الخدمة وإلحاقهم بقواته.

وأفاد مراسل عنب بلدي في القنيطرة أن حزب “البعث”، الممثل للنظام السوري في القنيطرة، أعلن، في 5 من كانون الثاني الحالي، عن إطلاق “تسوية” تمتد بين كانون الأول 2022 وشباط المقبل، وأوضح أن هذه “التسويات” صارت ملجأ للمطلوبين لـ”تسوية” أوضاعهم مؤقتًا.

أمين فرع القنيطرة لحزب “البعث”، خالد أباظة، قال لصحيفة “الوطن” المحلية، إن قيادة الجيش وافقت على مقترح “اللجنة الأمنية” في القنيطرة، بإجراء “تسوية أمنية” لأبناء المحافظة المتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية.

بينما نشرت الصحفة الرسمية لمحافظة القنيطرة عبر “فيس بوك” في يوم الإعلان عن “التسوية” نفسه، أن على من سجلوا أسماءهم لـ”تسوية” أوضاعهم، الالتحاق بمقر شعبة “الخطوط الأمامية لحزب البعث” في 15 من الشهر نفسه، لتنظيم نقلهم إلى نقطة الالتحاق العسكرية.

لتجنب الملاحقة الأمنية

بلغ عدد المسجلين لـ”التسوية” في القنيطرة 400 شاب، بحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي بشكل غير مباشر من عضو فرقة حزبية بالقنيطرة يعمل في الجانب التنظيمي خلال “التسويات” الأمنية الأحدث.

وينحدر معظم المسجلين من بلدة جبا، وخان أرنبة، بريف القنيطرة.

هاني (21 عامًا)، من بين المتخلفين عن الخدمة الإلزامية الملتحقين بـ”التسوية”، ورغم أنه عبر مرارًا عن عدم ارتياحه للإجراءات والتسهيلات المقدمة من جانب النظام، فإنه يريد التخلص مما أسماه “شبح الملاحقات الأمنية” ودفع الرشى لشعبة التجنيد، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

ووصف هاني السنوات الماضية بأنها كانت متعبة فيما يتعلق بتهربه من الالتحاق بالتجنيد الإجباري، إذ كان يضطر لدفع الرشى للحصول على تأجيل مدته ستة أشهر، أو إذن للسفر.

ورغم عدم ارتياحهم الواضح لـ”التسوية”، فإن عددًا من الملتحقين ممن قابلتهم عنب بلدي، قالوا إن الالتحاق أفضل الحلول للتخلص من الملاحقة الأمنية، خصوصًا بالنسبة لمن لا يملك المال منهم للهجرة إلى الخارج.

وكان من بينهم جمال (35 عامًا) من بلدة خان أرنبة، الذي قال لعنب بلدي، إنه توجه إلى مركز “التسوية” بعد فقدانه الأمل بتسريحات جديدة قد تنجيه من الخدمة.

وأضاف لعنب بلدي أن مشكلته أكبر من غيره كونه كان موظفًا في إحدى دوائر الدولة، وتوقف عن عمله لأنه لم ينهِ الخدمة الاحتياطية، إذ يرى أن لا رغبة فعلية له بالانضمام للجيش، لكن في الوقت نفسه، لا مهرب من الالتحاق.

رافضون لـ”التسوية”

حسن (43 عامًا)، وهو أيضًا أحد المتخلفين عن الخدمة الاحتياطية، ومقاتل سابق في “الجيش الحر”، يعارض الالتحاق بالخدمة الإلزامية مهما كانت الأسباب وجيهة بالنسبة للبعض.

ويرى حسن أن المنشقين عن النظام منذ بداية الثورة، إما اعتُقلوا وإما قُتلوا، والالتحاق بالخدمة هو نسيان لـ”دماء المنشقين”، بحسب قوله.

خليل، ينحدر من بلدة طرنجة بريف القنيطرة الشمالي، ويبلغ من العمر 37 عامًا، يعرّف عن نفسه بمعارض للنظام، ومعتقل سابق في سجونه، وهو متخلف عن الخدمة الإلزامية، كان طالبًا في كلية الهندسة قبل اعتقاله وتوقف عن الدراسة بعد اعتقاله لعامين.

وعند خروجه من المعتقل التحق بـ”الجيش الحر” حتى منتصف عام 2018، عندما دخل ضمن اتفاق “التسوية” الأول.

ويرفض خليل اليوم إجراء “تسوية”، أو الالتحاق بالخدمة العسكرية، إذ يهدف للخروج من سوريا بأي طريقة ممكنة.

وكانت قوات النظام السوري سيطرت على محافظة القنيطرة، في إطار “تسويات” بالجنوب، عام 2018، مقابل إعطاء مهل للمتخلفين عن الجيش أو المطلوبين لـ”تسوية” أوضاعهم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة