هل تغني عن زيارة الطبيب..

طبابة “أونلاين” في اسطنبول.. بين مرحب ومتردد

camera iconطبيب يقدم استشارة طبية أونلاين (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

تنشط في مدينة اسطنبول التركية مئات المراكز والعيادات التي تقدم خدمات طبية تقليدية للمرضى، تتمثل بالرعاية داخل مقار المراكز، خرج بعضها عن النمط المألوف، لتصبح المنصات الإلكترونية وجهة لبعض المرضى في مدينة اسطنبول التركية، على أنها بوابة للحصول على خدمات الرعاية الصحية المنزلية والاستشارات الطبية المجانية عن بعد.

يرى ماهر الفيزو (أحد المرضى) أن الخدمات الطبية التي تقدمها المنصات الإلكترونية أفضل وأسرع من تلك المقدمة في المستشفيات، في حين اعتبرت ديانا طه القصير أن زيارة طبيب معروف لدى المريض “أكثر سلامة”، منبهة إلى مخاطر “الخداع الإلكتروني”.

منصة إلكترونية

تعد منصة “تداوي” الإلكترونية واحدة من المنصات التي تقدم هذه الخدمات والاستشارات منذ حوالي عام في مدينة اسطنبول.

ومن الخدمات التي تقدمها المنصة الرعاية المنزلية، وتتضمن التحاليل والعلاج الطبيعي واستشارات طبية متخصصة وباقات صحية.

وتجري تحاليل متنوعة للمرضى، يصل عددها إلى 45 تحليلًا، وتتراوح أسعار التحاليل المنزلية بين 480 و2300 ليرة تركية، بحسب موقع المنصة.

وتقدم باقات صحية بأسعار مختلفة تشمل كلًا من التغذية والتحكم في الوزن، وصولًا إلى باقة طبيب العائلة (لمدة ستة أشهر)، وتصل إلى 5400 ليرة تركية.

سجل سعر صرف الدولار الأمريكي 18.8 ليرة تركية، كما سجلت قيمة الليرة أمام اليورو الواحد 20.5 ليرة تركية.

تحدث المدير التنفيذي لمنصة “تداوي”، الدكتور عدنان الماضي، لعنب بلدي، عن توجيه الخدمة إلى المجتمع العربي فقط، كما شرح أهم المعوقات التي واجهتهم، ومنها الصعوبة في إيجاد كادر طبي كفء لتقديم الخدمات الصحية بأجور مناسبة وجودة عالية، مضيفًا أن عدم كسب ثقة العالم في البداية سبّب قلقًا، وذلك لعوامل أهمها “الصورة النمطية لسوء الطبابة العربية في تركيا”.

أما عن آلية عمل المنصة، فيتم التواصل مع المريض في أقل من 24 ساعة بعد اختياره للخدمة المطلوبة، ويقوم الفريق المختص بزيارة المريض مع حقيبة طبية مختارة من القسم المخبري، مؤهلة للحفاظ على إيصال العينات إلى المخابر بسلامة، وتزويد المريض بالنتائج عبر اتصال هاتفي حين صدورها بعد ما يقارب 24 ساعة، بالإضافة إلى تقديم النصيحة له بشكل مجاني، على حسب قوله.

عقود مع مخابر تركية

أكد الماضي تعاون “تداوي” مع مستشفيات ومخابر مرخصة من وزارة الصحة التركية، ويتم ذلك بعد عدة خطوات تتخذها المنصة، للتأكد من توفر جميع الشروط المطلوبة، ومن هذه المراكز Biruni، Ahenk، Centro، Meili، Mavi.

وتابع الماضي أن المنصة تتحمل المسؤولية الكاملة في حال تأكد الفريق المختص من وجود خطأ طبي في أثناء مراجعة التحاليل، لتعيد إجراءها كافة على حسابها.

إقبال واستياء.. ما الأسباب؟

تحدث ماهر الفيزو (أحد المرضى) لعنب بلدي عن الأسباب التي دفعته إلى اختيار خدمة التحاليل الطبية المنزلية في منصة “تداوي”، إذ واجه صعوبة بسبب اللغة في أثناء تواصله مع المراكز الطبية التركية، بالإضافة إلى رغبته بالخضوع للخدمة الخاصة، وعبر ماهر عن امتنانه للمعاملة وسرعة الإجراءات على عكس المستشفيات، كما وجد متابعة كاملة من الطبيب لإكمال العلاج.

بينما اختلف سبب اختيار حسين فضل لمنصة “تداوي” قائلًا، “اختصار المسافات وتوفير الوقت كانا الدافع الأساسي لطلب خدمة التحاليل الطبية المنزلية”، مضيفًا أن التحاليل في المستشفيات تحتاج إلى وقت وتكاليف أكبر، وتابع أنه لم يحتج إلى أي علاج أو متابعة لظهور النتائج سليمة.

من جهة أخرى، وجدت ديانا طه القصير فكرة الاستشارات الطبية عن بعد ليست مشجعة، موضحة أن الخضوع للمعاينة في العيادات أكثر ضمانًا وسلامة لصحتها، وذلك لقدرتها على اختيار الدكتور المناسب لها، وعدم تعرضها للخداع الإلكتروني.

عملية “متكاملة”

وقال الدكتور مازن سريول لعنب بلدي، إن خدمة الرعاية الصحية المنزلية مفيدة للكبار في السن، أو ذوي الإعاقة، وبعض الأمراض الأخرى كـ”السكري و الضغط وغيرهما”، وهذه الخدمة غالبًا ما تفي بالغرض لمعرفة الوضع الصحي لهؤلاء الأشخاص فقط، ولكنها ليست متكاملة، ويجب على المريض زيارة الطبيب المختص لمتابعة الحالة الطبية.

هذه المنصات مشروع تجاري وخدمي جيد، ولن تعوق حركة المراكز الطبية والمستشفيات، بالإضافة إلى أن المريض لا يستطيع الاعتماد عليها بشكل كامل، والمعاينة السريرية المرجع الأخير للمرضى دائمًا، على حد قول سريول.

ويعاني بعض الأجانب في تركيا مشكلات بالحصول على الخدمات الطبية، أبرزها الأجور العالية في المنشآت الخاصة، وسوء تنظيم آلية الحصول على موعد معاينة في المراكز السورية المتخصصة، فضلًا عن شكاوى العديد من البيروقراطية في المستشفيات والمراكز المجانية التابعة للحكومة التركية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة