حمص خارج التغطية.. الكهرباء تعطّل الاتصالات

أسلاك لشبكة الكهرباء في مدينة حمص في 2019 (CN)

camera iconأسلاك لشبكة الكهرباء في مدينة حمص في 2019 (CN)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – حمص

تعاني مدينة حمص وأريافها غياب التغطية الخلوية وخدمة الإنترنت، بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي، وتزداد وتيرة الانقطاع في أثناء فصل الشتاء، دون حلول حكومية للظاهرة المستمرة منذ سنوات.

وخلال الشتاء الحالي، أوقف غياب أشعة الشمس القوية عمل منظومات الطاقة الشمسية التي تزوّد الأبراج بالتيار الكهربائي، في حين وصلت ساعات “التقنين” إلى ساعة وصل مقابل سبع ساعات قطع، ما جعل البطاريات غير قادرة على الشحن، وأدى إلى توقف الأبراج عن العمل بشكل شبه كلي.

وتعتبر خدمة الاتصالات في معظم أحياء مدينة حمص المتطرفة وعموم أريافها مشلولة خلال معظم ساعات النهار، إذ قد تعمل لمدة لا تتجاوز ثلاث ساعات خلال الـ24 ساعة.

يعطّل الخدمات

يعطّل غياب شبكة الاتصال أعمال المقيمين في المنطقة، إذ تعتمد عديد من المؤسسات والشركات على خدمة الإنترنت والاتصالات في متابعة عملها، كما تعاني محطات الوقود صعوبة في قطع بطاقات البنزين بسبب حاجتها إلى الشبكة.

حسين الشمير (32 عامًا)، من سكان مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي، قال لعنب بلدي، إنه اضطر للانتظار أكثر من ساعتين في مكتب شركة “الهرم” لتسلّم حوالة مالية بسبب غياب شبكة الإنترنت، موضحًا أن هذه المشكلة “مزمنة” في الشركة.

أما أحمد (43 عامًا)، الذي يملك محطة وقود بالقرب من مدينة تلبيسة، فقال لعنب بلدي، إن توقف الشبكة عن العمل يعوق عملية قطع “البطاقات الذكية”، إذ تحتاج أجهزة “تكامل” إلى الإنترنت، مضيفًا أنه قد يضطر للابتعاد عن المحطة مسافة ثلاثة كيلومترات ليتمكن من قطع البطاقات.

كما يعوق توقف أبراج الاتصالات عن العمل التواصل بين السكان، ويزيد من مدة المكالمات مع تقطع الصوت وفصل الخط أكتر من مرة.

بخصوص المكالمات الهاتفية، ذكر عبد الرحمن العزو (29 عامًا)، وهو من سكان حي الخالدية في مدينة حمص، أن جودتها سيئة جدًا منذ بدء فصل الشتاء، بسبب تشويش الخط وتقطيع الصوت وفصل الخط أكثر من مرة، إذ يضطر الناس إلى إجراء المكالمة الواحدة أكثر من ثلاث وأربع مرات، ما يضاعف من مصروف الاتصالات.

وتحدث مدير المبيعات السكنية وخدمات الزبائن في “الشركة السورية للاتصالات”، محمد فارس، مؤخرًا، عن زيادة طلبات إلغاء اشتراكات الهاتف الأرضي وبوابات الإنترنت التي قدمها مواطنون، خلال الفترة الماضية.

وأوضح فارس لصحيفة “البعث”، أن زيادة ساعات “التقنين” الكهربائي عام 2022، أضعفت خدمات الاتصالات، وقلّصت من ساعات توفرها، بعد أن كان الإقبال على الاشتراك في خطوط الهاتف الثابت يعود لرغبة المشتركين في تركيب بوابات الإنترنت.

وبحسب فارس، أثّرت الصعوبات التي تواجه واقع الاتصالات وعدم توفر حوامل الطاقة على وصول الخدمة للمتعاملين خصوصًا في الأرياف، ما دفع مشتركين لاتخاذ قرار توقيف طلباتهم، أو إلغاء الخدمة.

شكاوى دون فائدة

تخصص شركتا الاتصالات “سيريتل” و”MTN” أرقامًا محددة لتسجيل الشكاوى المتعلقة بضعف الخدمة ومتابعتها، وعلى الرغم من تسجيل الشكاوى، فإن الشركتين لا تستجيبان لطلبات إصلاح الأعطال.

وذكر زاهر المحمود، من سكان مدينة الرستن، أنه اتصل بشركة “سيريتل” للإبلاغ عن سوء شبكة الاتصالات، فأخبره الموظف أن السبب يعود لعطل أصاب البرج الرئيس الذي يغذي المنطقة بالإنترنت، وبعد مرور شهر ونصف على الشكوى لم تُحل مشكلة البرج، على الرغم من الاتصالات الكثيرة التي يجريها سكان المنطقة.

قطع الكهرباء قد يستمر لأيام

قالت صحيفة “الوطن” بتقرير نشرته في 5 من كانون الثاني الحالي، إن الواقع الكهربائي في مدينة حمص متردٍّ منذ دخول فصل الشتاء، جراء كثرة الأعطال وتكرارها، والانقطاع الطويل للتيار الكهربائي الذي قد يصل إلى أيام متتالية، إضافة إلى فصل الكهرباء عن المنازل بعد دقائق من إيصال التيار وحدوث أعطال جديدة.

بدوره، برر مدير عام شركة كهرباء حمص، محمود حديد، ذلك بأن هناك احتياجات كبيرة للشبكة الكهربائية المغذية في المدينة، وهي بشكل عام ضعيفة وليست مثالية فنيًا، لكونها شبكة باتت قائمة على أمراس (موصلات) الألمنيوم بنسبة 90% من أطوال شبكات التوتر المنخفض الهوائية.

وبحسب حديد، تنقسم الأعطال التي تحدث في التيار الكهربائي إلى نوعين، إما بمراكز التحويل، نتيجة الحمولات الزائدة والاعتماد على الكهرباء في جميع الاستخدامات المنزلية، وإما أعطال تحدث على الشبكة لكون كثافة وناقلية أمراس الألمنيوم ومتانتها أقل من النحاس، وهذا ما يتسبب بحدوث تدلّي الأمراس وانقطاعها.

وفاقمت السنوات العشر الأخيرة الأوضاع الخدمية المرتبطة بالكهرباء إلى حد كبير في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، حيث أصبح نصيب الفرد من استهلاك كهرباء الدولة 15% مما كان عليه في عام 2010، وفق دراسة بحثية أعدها الباحثان سنان حتاحت وكرم شعار، في أيلول 2021.

وأجبرت الساعات الطويلة لـ”تقنين” الكهرباء السكان على الاعتماد على بدائل، كـ”الأمبيرات” أو مولدات الكهرباء، لكن ارتفاع الأسعار والتكاليف طال هذا الخيار أيضًا، نتيجة للارتفاع المتكرر بأسعار المحروقات ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة