وفيات في حلب.. عرنوس في دير الزور

كيف تعاملت حكومة النظام مع انهيار مبنى في الشيخ مقصود

tag icon ع ع ع

تتجاهل حكومة النظام السوري، بشكل متكرر، حوادث انهيار المباني التي تحصل في حلب، شمالي سوريا، وتخلّف وفيات وجرحى بالعشرات، دون أن يستدعي الأمر زيارة لموقع الحادثة أو مؤتمرًا صحفيًا يفسّر ما جرى ويتناول خطة التعامل مع الموقف.

وتوفي، في 22 من كانون الثاني الحالي، ما لا يقل عن 16 شخصًا، إلى جانب إصابة أربعة آخرين، جراء انهيار مبنى سكني في حي الشيخ مقصود بحلب، شمالي سوريا.

ووفق ما نقلته الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، عن مصدر في محافظة حلب، فالبناء مكوّن من خمسة طوابق، موضحة أن أسباب الانهيار ترجع لتسرّب المياه إلى أساسات المبنى.

وفي الوقت الذي كانت أعمال البحث عن ناجين تحت الركام متواصلة، أعلنت “سانا” أن رئيس الحكومة، حسين عرنوس، بدأ على رأس وفد حكومي زيارة إلى دير الزور.

وذكرت “سانا” أن عرنوس افتتح مشاريع بمحافظة دير الزور بتكلفة 19 مليار ليرة سورية (2.84 مليون دولار أمريكي)، ونشرت مادة تشرح أبعاد وتفاصيل مرتبطة بالمشاريع التي افتتحها عرنوس، بالإضافة إلى تصريحاته حول مجريات الزيارة، برفقة وزير الموارد المائية، دون التطرّق لحادثة انهيار المبنى.

تضارب أرقام

رغم اتفاق الإعلام المحلي على العدد الأولي للخسائر البشرية جراء انهيار المبنى في الشيخ مقصود، فإن آخر التحديثات التي توقف الإعلام ذاته عندها وضعت القارئ أمام رقمين.

وذكرت “سانا” أن حصيلة وفيات المبنى وصلت إلى 16 حالة وفاة، وأربع إصابات، بينما ذكرت صحيفة “الوطن” المحلية أن 17 حالة وفاة حدثت إلى جانب ثلاث إصابات.

وعلى مستوى المتابعة، قدّمت إذاعة “شام إف إم” المحلية عدة تحديثات لأرقام الوفيات قبل التوصل إلى الرقم ذاته الذي نشرته “الوطن” (17 حالة وفاة وثلاث إصابات)، إلى جانب تغطيتها لتشييع الضحايا.

“فوضى أولويات”

قوبل انهيار المبنى وتصاعد عدد الوفيات بتغطية ضعيفة على مستوى الإعلام المحلي، باختلاف أنواعه، وصلت حد التجاهل.

كما أجرت قناة “السورية” اتصالًا هاتفيًا مع مراسلها فؤاد أزمرلي، الذي حمّل المسؤولية لـ”ما حدث خلال فترة وجود الجماعات الإرهابية المسلحة في حلب”، وفق تعبيره.

وفي العدد المطبوع لبعض الصحف، اكتفت صحيفة “الوطن” بخبر مقتضب تذيّل الصفحة الأولى من عددها الصادر الاثنين.

الصفحة الأولى من العدد المطبوع لجريدة "الوطن"_ 23 من كانون الثاني 2023

الصفحة الأولى من العدد المطبوع لجريدة “الوطن”_ 23 من كانون الثاني 2023

كما غاب خبر انهيار المبنى كليًا عن الأعداد المطبوعة لصحف “الثورة” و”تشرين” و”البعث” الحكومية في اليوم نفسه.

متكررة

في أيلول من عام 2022، انهار أيضًا مبنى من خمسة طوابق، في حي الفردوس، جنوب شرقي حلب، ما أسفر عن وفاة 13 شخصًا، بينهم سبع نساء وخمسة أطفال.

وجاء التعليق الرسمي على الحادثة حينها، على لسان رئيس مجلس المدينة، معد مدلجي، لـ”سانا”، وقال إن المبنى يقع ضمن منطقة مخالفات “تعرضت للدمار جراء الإرهاب”.

انهيار مبنى بحي الفردوس في حلب- 8 من أيلول 2022 (سانا)

من جهته، أمر محافظ حلب، حسين دياب، في 8 من أيلول 2022، بتشكيل لجنة من الفنيين من الأمانة العامة للمحافظة، ومجلس المدينة، ونقابة المهندسين، والخدمات الفنية، للكشف على البناء المنهار، وبيان أسباب انهياره، وتحديد عمره، وتقديم التقرير خلال 24 ساعة.

كما وجه المحافظ بإخلاء الأبنية المجاورة خوفًا من سقوطها، وتأمين سكن بديل في منطقة هنانو للمتضررين من أصحاب البناء المتهدم والأبنية المجاورة، وهي خطوة جرى اتخاذ ما يشبهها بعد انهيار المبنى في حي الشيخ مقصود، الأحد الماضي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة