تقرير حقوقي: تجنيد 49 طفلًا من قبل “الإدارة الذاتية” في 2022

camera icon"قوى الأمن الداخلي" التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) خلال تشييع أحد عناصرها- 14 من كانون الأول 2022 (مجلس منبج العسكري/ تويتر)

tag icon ع ع ع

وثّقت منظمة حقوقية سورية 49 حالة تجنيد أطفال في مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” بشمال شرقي سوريا خلال 2022، من قبل منظمة تدعى “حركة الشبيبة الثورية”، مرخصة لديها.

وجاء في تقرير منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” الصادر اليوم، الأربعاء 25 من كانون الثاني، أن “الإدارة الذاتية” أو أجهزة الأمن التابعة لم تحد من نشاط الحركة المكشوف، والمعروفة باسم “جوانن شورشكر”، كما لم تغلق مكاتبها ومقارها المعروفة في مختلف مناطق نفوذها.

وبحسب المنظمة، ترفض المؤسسات الأمنية التابعة لـ”الإدارة” تسجيل عديد من الشكاوى الخاصة بذوي الأطفال المجندين ضد “حركة الشبيبة الثورية”، على الرغم من تعهد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) و”الإدارة الذاتية” بوقف عمليات التجنيد وإعادة الأطفال المجندين إلى أهاليهم.

واستندت المعلومات الواردة في التقرير إلى مقابلات مع عدد من أهالي الأطفال حول حوادث التجنيد الخاصة بحركة “الشبيبة الثورية” في منطقتي منبج وعين العرب (كوباني)، مع تنويه المنظمة إلى أن الأعداد الفعلية أكبر مما هو موثّق، وذلك لأن معظم الأهالي الذين جُنّد أطفالهم امتنعوا عن توثيق شهاداتهم، خوفًا من تهديدات الحركة بطردهم من المنطقة في حال تحدثوا في الأمر.

وعن طريقة التجنيد القسري للقاصرين قال التقرير، إن “حركة الشبيبة الثورية” “تغري” فئة الأطفال (بين 14 و18 عامًا) بنشاطات “وهمية”، مثل لعب كرة القدم أو تعلم التصوير، بغاية استقطابهم إلى مكاتبها، لتخفيهم بعدها عن عائلاتهم، وتنقلهم إلى خارج المنطقة للخضوع لدورات عسكرية، بهدف تجنيدهم في صفوفها.

وذكر التقرير حالات لأطفال مجندين قسرًا، وردت فيها معلومات عبر مقابلة عدد من أهالي هؤلاء الأطفال.

وأوصى التقرير “الإدارة الذاتية” و”قسد” بالالتزام بمنع تجنيد الأطفال واستخدامهم في العمليات العسكرية، وفق الاتفاقيات الموقعة مع منظمة “نداء جنيف” في تموز 2014، أو مع الأمم المتحدة في حزيران 2019.

كما أوصى السلطات بحلّ التجمعات والهيئات التي تعمل على التجنيد، وعلى رأسها “حركة الشبيبة الثورية” و”اتحاد المرأة الشابة”، ومحاسبة جميع الجهات المتورطة، والتسريح الفوري للأطفال المجندين.

انتهاكات مشابهة لدى “الجيش الوطني”

في تقرير سابق لـ”سوريون”، في 7 من كانون الأول 2022، وثّقت بيانات 17 طفلًا تم تجنيدهم واستخدامهم في مهمات قتالية من قبل “حركة التحرير والبناء” التابعة لـ”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، مشيرة إلى استمرار الحركة بتجنيد الأطفال.

وذكر التقرير أن فصائل “التحرير والبناء”، وهي “أحرار الشرقية” و”الفرقة 20″ و”جيش الشرقية” و”صقور الشام”، جنّدت أطفالًا ضمن صفوفها.

وأشارت المنظمة إلى أن “أحرار الشرقية” و”الفرقة 20″ و”جيش الشرقية” ضمت 800 مقاتل جديد إلى صفوفها منذ مطلع العام الحالي، وتقدّر نسبة الأطفال المجندين بنحو 40%.

وأضاف التقرير أن “الحركة” تلاعبت ببيانات الأطفال الشخصية، مشيرًا إلى دور أهالي الأطفال الذين قدموا أوراقًا ثبوتية مغلوطة (هويات شخصية مزوّرة)، وأن استصدار تلك الهويات كان من مراكز السجل المدني التابعة للمجالس المحلية في المنطقة.

وينفي “الجيش الوطني” وجود عمليات تجنيد لأطفال، ويتعهد بمحاسبة المخالفين، وتسريح الأطفال في حال وجودهم.

وبالتزامن مع اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء، أوضح تقرير صادر عن “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في حزيران 2022، أن الأطفال السوريين تعرضوا للقتل والعنف الجنسي والتجنيد واستهداف المدارس والمستشفيات، إلى جانب محدودية وصول المساعدات الإنسانية، خلال الـ12 عامًا الماضية.

وحمّلت بيانات “الشبكة السورية” النظام السوري وحليفيه الروسي والإيراني المسؤولية عن النسبة العظمى من الانتهاكات بحق الأطفال، التي يبلغ بعضها مستوى الجرائم ضد الإنسانية، مثل الإخفاء القسري والتعذيب والتشريد القسري.

وأوضح التقرير الأممي الصادر في تموز 2022، أن سوريا هي أسوأ بلد في العالم من حيث تجنيد واستخدام الأطفال في النزاعات أيضًا، فقد جنّد واستخدم 1296 طفلًا في سوريا، عام 2021، كان لـ1285 طفلًا منهم دور قتالي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة