الأداء والنتائج تعيد برشلونة إلى الزمن الجميل

camera iconلاعبو نادي برشلونة يحققون لقب كأس السوبر الإسباني بالفوز على ريال مدريد- 15 كانون الثاني 2023 (FCB)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – محمد النجار

عاد نادي برشلونة الإسباني إلى سكة التتويج والانتصارات من بوابة كأس السوبر الإسباني على حساب غريمه ريال مدريد، معيدًا لنفسه ولجمهوره السمعة الحسنة بكونه أحد أعرق الأندية الأوروبية والعالمية.

أرقام عديدة يسجّلها النادي الكتالوني، بدءًا من تتويج بعد موسم صفري وعام مليء بالخيبات، إلى تحقيق أول الألقاب في عام 2023، وصدارة الدوري الإسباني، وسجل دفاعي قوي على مستوى إسبانيا وأوروبا.

أرقام ليست بالإعجازية أو المستحيلة على نادٍ عرفت أوروبا بطولاته وتغنى جمهوره بها، لكنها مؤشر على عودة البطل إلى ساحات الجلد المدور، فارضًا نفسه بقوة في مستقبل الساحرة المستديرة على المستوى المحلي والأوروبي.

سوبر إسبانيا أول ألقاب 2023

بالأداء والنتيجة أعاد، برشلونة إلى أذهان خصومه قبل جماهيره ومحبيه، ذكريات تألقه في مباريات الكلاسيكو، التي كان يقدم فيها دروسًا في الاستعراض على حساب غريمه ريال مدريد، حين فاز عليه بكأس السوبر الإسباني، في 15 من كانون الثاني الحالي، بثلاثة أهداف لهدف، على استاد “الملك فهد” في العاصمة السعودية الرياض.

وشهدت المباراة سيطرة من البارسا واستحواذًا على مجريات اللقاء، وسط تألق نجمه جافي، الحاصل على جائزة الفتي الذهبي لعام 2022، الذي سجل هدف البارسا الأول وصنع الهدفين الثاني والثالث.

وحقق برشلونة البطولة الأولى له بعد موسم صفري العام الماضي محليًا وأوروبيًا، وثلاث سنوات عجاف قضاها غائبًا عن منصات التتويج.

وهذه البطولة الأولى في رصيد المدرب تشافي هيرنانديز مع البارسا منذ قدومه من تدريب نادي السد القطري في تشرين الأول 2021، في مباراة تفوّق فيها على المحنّك الإيطالي مدرب مدريد كارلو أنشيلوتي.

دفاع صلب وهجوم حاضر

يتصدر برشلونة الإسباني قائمة أفضل الدفاعات في الدوريات الأوروبية الكبرى هذا الموسم، فبعد مضي 17 جولة من عمر الليغا الإسبانية، اهتزت شباكه ست مرات فقط.

ويعتلي البلوغرانا المقدمة، مقارنة مع الفرق الأخرى في الدوريات الأوروبية، يليه نيوكاسل يونايتد الإنجليزي بـ11 هدفًا، ولنس الفرنسي بـ13 هدفًا، ونابولي الإيطالي الذي اهتزت شباكه 14 مرة، وبايرن ميونيخ الألماني الذي تلقّى 15 هدفًا.

ومع خط الدفاع الصلب، يتصدر برشلونة الدوري الإسباني برصيد 44 نقطة، فاز في 14 مواجهة وتعادل مرتين، وخسر مباراة واحدة أمام ريال مدريد، وهو في وصافة عدد تسجيل الأهداف حاليًا، برصيد 36 هدفًا بفارق هدفين عن الريال.

ويتصدر المهاجم البولندي ليفاندوفسكي قائمة الهدافين في الدوري، برصيد 13 هدفًا، رغم غيابه ثلاث مباريات عن نادي برشلونة، كما يملك كل من عثمان ديمبلي خمسة أهداف، وبيدري أربعة أهداف، وأنسو فاتي ثلاثة أهداف.

جدار برلين عينه على “زامورا”

مع كل مباراة، يزداد تألق حامي عرين النادي الكتالوني الحارس الألماني تير شتيجن، والذي كان له الدور الأكبر في الحفاظ على نظافة الشباك، بتصديه لكرات صعبة ومستحيلة كادت تكون أهدافًا محققة.

وتألق جدار برلين كما يلقبه عشاق البلوغرانا، وقاد برشلونة للانتصار على ريال سوسيداد، في ربع نهائي كأس ملك إسبانيا، على ملعب “سبوتيفاي كامب نو” بنتيجة هدف دون رد، وبحسب شبكة “أوبتا” للإحصائيات، فإن شتيجن تصدى لـ18 من 21 تسديدة على مرماه، بنسبة نجاح تزيد على 85%، منذ بداية عام 2023 في مختلف المسابقات، واستقبلت شباكه ثلاثة أهداف فقط.

ومع صلابة دفاع البارسا المكون من بالدي، كريستنسن، كوندي، وأراوخو ووسط ملعبه النشيط بوجود بيدري ودي يونج وجافي وبوسكيتس، فإن عودة شتيجن لمستواه المعهود بعد إخفاق الموسم الماضي، جعلت من برشلونة فريقًا قويًا بشباك نظيفة.

يعيش شتيجن حالة تألق غير عادية لم يشهدها منذ انضمامه لصفوف برشلونة في 2014، ويطمح الألماني للفوز بجائزة “زامورا” كأفضل حارس في الدوري الإسباني، والأقل استقبالًا للأهداف، لأول مرة في تاريخه.

ولم يسبق أن توج شتيجن بالجائزة، وكان أحدث حارس مرمى من صفوف برشلونة، ينال الجائزة هو التشيلي كلاوديو برافو موسم 2014- 2015، ومنذ ذلك الحين سيطر يان أوبلاك حارس مرمى أتلتيكو مدريد على الجائزة لأربعة مواسم متتالية، ثم كورتوا حارس مرمى ريال مدريد موسم 2019- 2020.
وعاد أوبلاك ليحصد جائزة “زامورا” مجددًا موسم 2020- 2021، وتوج في الموسم الماضي النجم المغربي ياسين بونو حارس إشبيلية بها.

تشافي وعودة الروح

منذ أن تسلم قيادة البارسا، في 5 من تشرين الثاني 2021، قاد تشافي هيرنانديز (43 سنة) ثورة شجاعة داخل برشلونة، قادمًا إلى فريقه الذي أمضى به سنوات “المجد” كلاعب، من بوابة تدريب السد القطري.

وارتكز تشافي بالأساس في نهجه التكتيكي على فلسفة المدرب الهولندي، يوهان كرويف، مع ثلاثة مدافعين وأربعة لاعبي وسط ميدان منهم لاعبا رواقين سريعان، إضافة إلى جناحين في الخط الأمامي ومهاجم صريح.

وأظهر النجم الإسباني بصمته الواضحة على طريقة اللعب، ويتطلع زرقاء اليمامة إلى حصد المزيد من الألقاب بصفته مدربًا للنادي، بعد سنوات قضاها على منصات التتويج كلاعب في خط وسط البارسا.

فاز تشافي كلاعب بثمانية ألقاب في الدوري الإسباني وأربعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، وجاء في المركز الثالث بجائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2009، وفي المركز الثالث بجائزتي الكرة الذهبية في 2010 و2011، وكان وصيفًا للاعب ليونيل ميسي بجائزة أفضل لاعب في أوروبا عام 2011، ورحل عن برشلونة إلى نادي السد القطري عام 2015.

فاز تشافي مع منتخب إسبانيا ببطولة العالم للشباب في عام 1999، وحقق الميدالية الفضية الأولمبية في أولمبياد 2000، وشارك لأول مرة مع المنتخب الإسباني الأول في عام 2000، ولعب 133 مباراة للمنتخب، وكان شخصية مؤثرة في نجاحات المنتخب.

لعب تشافي دورًا أساسيًا في فوز إسبانيا بكأس العالم 2010، وفاز أيضًا في بطولتي أمم أوروبا لعامي 2008 و2012، وحصل على جائزة أفضل لاعب في بطولة 2008، واختير ضمن فريق البطولة في عامي 2008 و2012.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة