من يقف وراء استهداف أصفهان ومنشآتها في إيران

انفجار يهز منشأة في أصفهان وسط إيران - 28 من كانون الثاني 2023 (ISNA)

camera iconانفجار يهز منشأة في أصفهان وسط إيران - 28 من كانون الثاني 2023 (ISNA)

tag icon ع ع ع

قالت السلطات الإيرانية اليوم، الأحد 29 من كانون الثاني، إن طائرات مسيرة محملة بقنابل استهدفت مصنعًا للدفاع الإيراني في مدينة أصفهان وسط البلاد، ما تسبب في بعض الأضرار بالمصنع.

لم تقدم وزارة الدفاع أي معلومات عن منفذي الهجوم، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار، الذي جاء وسط توتر مع الغرب بشأن أنشطة طهران النووية وتزويدها روسيا بالسلاح في حربها على أوكرانيا.

أين وماذا؟

قالت وزارة الدفاع في بيان نقله التلفزيون الإيراني الحكومي “قرابة الساعة 11:30 مساء أمس السبت، نُفذ هجوم فاشل باستخدام مركبات جوية دقيقة على أحد مواقع ورش العمل التابعة للوزارة”.

وأطلقت وزارة الدفاع على الموقع اسم “ورشة عمل” فقط، دون الخوض في تفاصيل ما تنتجه، ولا تزال بعض المواقع غامضة بشأن ما تنتجه، مع وجود لافتة فقط تحمل شعار وزارة الدفاع أو “الحرس الثوري”.

غالبًا ما تكون المواقع الدفاعية والنووية الإيرانية محاطة بالممتلكات التجارية والأحياء السكنية مع توسع المدن الإيرانية نحو الخارج.

وبثت قناة “Press TV” الحكومية، فيديو التقط باستخدام الهاتف، يظهر اللحظة التي ضربت فيها الطائرة من دون طيار على طول طريق الإمام الخميني السريع المزدحم الذي يتجه شمال غرب أصفهان.

وتتوافق لقطات الغارة هذه، بالإضافة إلى لقطات التداعيات التي حللتها وكالة “أسوشيتيد برس“، مع موقع في شارع “مينو” في شمال غرب أصفهان بالقرب من مركز تسوق ومتجر للإلكترونيات.

تقع أصفهان، على بعد حوالي 350 كيلومترًا جنوب طهران، وهي موطن لقاعدة جوية كبيرة، بُنيت لأسطولها من الطائرات المقاتلة الأمريكية الصنع من طراز “F-14” ومركز أبحاث وإنتاج الوقود النووي.

وتقع عدة مواقع نووية إيرانية في محافظة أصفهان، بما في ذلك موقع “نطنز”، محور برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، الذي تتهم إيران إسرائيل بتخريبه عام 2021.

بمن يشتبه؟

في تموز 2022، زعمت وزارة الاستخبارات الإيرانية، أنها ألقت القبض على فريق تخريب مؤلف من نشطاء كرد يعملون لحساب إسرائيل خططوا لتفجير مركز “حساس” لصناعة الدفاع في أصفهان، وفق ما نقلته وكالة “رويترز“.

سابقًا، استُهدفت طهران بضربات يشتبه في أنها بطائرات مسيرة إسرائيلية، وسط حرب ظل مع منافستها في الشرق الأوسط، مع انهيار اتفاقها النووي مع القوى العالمية.

عام 2020، ألقت إيران باللوم على إسرائيل في هجوم معقد أدى إلى مقتل عالم في الملف النووي العسكري.

واتهمت إسرائيل بشن سلسلة من الهجمات، بما في ذلك هجوم في نيسان 2021، على منشأة “نطنز” النووية تحت الأرض، مما أدى إلى تدمير أجهزة الطرد المركزي.

ونادرًا ما يقر المسؤولون الإسرائيليون بالعمليات التي نفذتها الوحدات العسكرية السرية في الدولة أو وكالة المخابرات التابعة لها.

وكان مقطع بثه التلفزيون الإيراني الرسمي في تشرين الأول 2022، تضمن اعترافات مزعومة من أعضاء في حزب “كومالا” الكردي المعارض، بأنهم خططوا لاستهداف منشأة جوية عسكرية في أصفهان بعد تدريبهم من قبل من قبل جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد.

من جانب آخر، ربط أحد كبار مساعدي الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الحادث مباشرة بالحرب هناك، وتتهم أوكرانيا إيران بتزويد روسيا بمئات الطائرات من دون طيار لمهاجمة أهداف مدنية في مدن بعيدة عن جبهات القتال.

وكتب ميخايلو بودولاك عبر “تويتر“، “منطق الحرب قاتل ولا هوادة فيه، ويصدر فواتير صعبة للمتآمرين”. وأضاف، “ليلة متفجرة في إيران.. لقد حذرتكم”.

عداء ينبئ بكارثة

تواجه الحكومة الإيرانية تحديات في الداخل والخارج على حد سواء، إذ تعمل طهران على برنامجها النووي بتخصيب اليورانيوم بسرعة، ووصلت إلى مستويات صنع الأسلحة الأسلحة منذ انهيار اتفاقها النووي مع القوى العالمية في 2015.

كما هزت الاحتجاجات على الصعيد الوطني البلاد منذ مقتل مهسا أميني في 16 من أيلول 2022، على أيدي قوات “شرطة الآداب” الإيرانية.

حذر أنور قرقاش، المستشار الرئاسي في دولة الإمارات، من أن هجوم أصفهان يمثل حدثًا آخر في “التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة”.

وكتب قرقاش عبر “تويتر“، “التفجير الذي استهدف أصفهان ليس في مصلحة المنطقة ومستقبلها، ورغم أن مشاكل المنطقة معقدة، لا بديل عن الحوار لتجنب التصعيد والحفاظ على الأمن الإقليمي”.

لطالما اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي عاد مؤخرًا إلى منصب رئاسة الوزراء، أن إيران تشكل تهديد وجودي لدولته.

وكانت الولايات المتحدة وإسرائيل، أجرتا مؤخرًا أكبر تدريب عسكري لهما على الإطلاق وسط التوترات مع إيران.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة