التلفزيون للناس..

الإعلامي السوري عبد المعين عبد المجيد، أثناء تصوير أحد حلقات برنامج وين ما كنتو تكونوا - 4 حزيران 2019 (عنب بلدي / يوسف حمص)

camera iconالإعلامي السوري عبد المعين عبد المجيد في أثناء تصوير إحدى حلقات برنامج "وين ما كنتو تكونو"- 4 من حزيران 2019 (عنب بلدي / يوسف حمص)

tag icon ع ع ع

عبد المعين حمّص

مع كاميرا تلاحقه وميكروفون في يده، يجوب الإعلامي السوري القدير عبد المعين عبد المجيد، حارات وشوارع وأماكن عمل السوريين الذين حملهم الشتات إلى تركيا ليرصد حياتهم وواقعهم بطريقة بسيطة وعفوية، وليفسح لهم المجال ليحكوا لنا قصصهم بابتسامة وخفة رغم المصاعب والمآسي التي مروا بها.

تنجذب الكاميرا للأشخاص البسطاء، أولئك الذين تستطيع رؤية قصصهم واضحة على وجوههم، وخاصة كاميرا الأستاذ عبد المعين التي لا يشعر أمامها أحد بالتوتر، بل على العكس يطلبونها ويرغبون بمشاركة قصصهم معها، فهي تذكرهم بماضيهم وتعيد لهم بعضًا من سوريا في زحمة الغربة.

يدخل برنامج “وين ما كنتو تكونو” عامه السابع بعد انطلاقته الأولى في مؤسسة عنب بلدي في 2 من شباط 2017، مع مقدمه الشهير الذي عرف بعفويته وطبيعته مع الناس عبد المعين عبد المجيد.

لا كلفة ولا تكليف

في حديث مع معد ومقدم برنامج “وين ما كنتو تكونو”، الأستاذ عبد المعين عبد المجيد، في أثناء تصويرنا إحدى الحلقات مشيًا على الأقدام قال: هذا البرنامج بدأ عام 1988 حتى توقف عام 2012 في التلفزيون السوري، ثم عاد بحلة جديدة في تركيا مع مؤسسة عنب بلدي؛ في هذا البرنامج لا ننقل معدات ضخمة كالكاميرات والإضاءة وغيرها من المعدات التي نحتاجها في البرامج الأخرى، بل نعمل ببساطة ومن دون تكلف”.

اعتاد الأستاذ عبد المعين على مصور واحد يرافقه حاملاً الكاميرا على كتفه، بينما يحمل هو الميكروفون بيده، وكفريق مؤلفٍ من شخصين فقط، يسيران معًا في الشوارع بحثًا عن وجوه تحكي لنا قصصها وتفتح لنا أبواب قلوبها قبل بيوتها ومحالها. وبهذه السهولة كان برنامج “وين ما كنتو تكونو” قادرًا على دخول حياة الناس عن قرب ونقلها بواقعيتها وبساطتها، لأن الشعب السوري أبسط مما يتخيله الآخرون.

كان يُعتقد سابقًا أن الظهور التلفزيوني في سوريا يقتصر على الأشخاص المشهورين ورجال الأعمال وأصحاب السلطة والنفوذ، وأن الكاميرا آلة مهيبة لا تفسح مجالًا للأشخاص البسطاء ولا تقبل العفوية والبساطة، حتى جاء الأستاذ عبد المعين عبد المجيد ببرنامجه الشهير “التلفزيون والناس”، وعكس هذه الصورة وأدخل الكاميرا ليس فقط إلى محال وبيوت العامة من السوريين، بل إلى قلوبهم أيضًا.

سوريا في وجه عبد المعين عبد المجيد

في أثناء المشي لتصوير حلقات البرنامج نصادف العديد من السوريين الكبار منهم والصغار، يستوقفنا الكثيرون ممن يرغبون بتحية الأستاذ والتقاط الصور معه، وسط كلمة تكرر باستمرار: “ايييه سقى الله هديك الأيام، بس شوفك يا استاذ بترجعني لورا أقل شي 20 سنة”. هذا من دمشق وذاك من دير الزور وتلك من الحسكة وحماة والقامشلي وحلب ودرعا وحمص والسويداء وطرطوس واللاذقية… خلفيات متنوعة، ولكن الذاكرة واحدة، فالأستاذ عبد المعين جزء لا يتجزأ من ذاكرتنا السورية.

يستذكر عبد المجيد خلال لقاءاته مع الناس تاريخ مدن وبلدات وحارات سوريا على لسان الضيوف، من خلال سؤال يكرره في معظم حلقاته “شو بتتذكر من حاراتك؟” أو “مين بتتذكر من حوليك؟ ” ليسرد له الضيوف بابتسامة عريضة وعيون ملئية بحنين الذكريات تفاصيل حياتهم وماضيهم، تفاصيل وذكريات اعتبرها ضيوف “وين ما كنتوا تكونوا” لن تعود، لينهوا حديثهم بمقولة “إن شاء الله منرجع يا أستاذ ومنرجعها معنا”.

خلال السنوات الخمس التي مرت على برنامج “وين ما كنتو تكونو”، تصل آلاف التعليقات عليه، لم تحتوِِ إلا القليل القليل من التعليقات المسيئة، بينما تعود أغلبية التعليقات بالسوريين إلى ماضيهم وذكرياتهم من خلال وجه وصوت عبد المعين عبد المجيد:

  • اخخخ يا ولاد بلدي شو عملت فيكم الأيام. الله يفرجها علينا يارب… بس مع هيك ما شاء الله السوريين، بيرفعو الراس وين ما راحو… بيعرفو كيف يبدو دايمًا من جديد.. وكرامتهم فوق كل شي.. ألف تحية إلك أستاذ عبد المعين والله يطول بعمرك.
  • يا الله شو هالمذيع اديش كان ظريف ولازال، الله يطول بعمرو، والبرنامج أكتر من رائع ألف تحية لسوريا وللشعب السوري.
  • أستاااااااذ كبير وذكريات لا تنتسى، الله عليك يا استاذ عبد المعين.
  • إن شاء الله ترجع أيام زمان وتفرج على سوريا ونرجع بخير وسلامة.
  • أستاذ عبد المعين، ربي يطول بعمرك، ويحفظك والله بكيت.. ربي يردنا لبلادنا.

مسيرة عبد المعين عبد المجيد الإعلامية طويلة بدأت عام 1977 في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وخلال سنوات عمله أعدّ وقدّم وصوّر وأخرج العديد من البرامج، لكن كان يربط جزءًا منها بكلمة “الناس” مثل: التلفزيون والناس، العيد والناس، رمضان والناس، الشباك والناس، لأنه يؤمن أن التلفزيون للناس.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة