“أغانيات”.. عن عالم يثير الفضول

tag icon ع ع ع

يقدّم الروائي اللبناني سامي معروف في روايته “أغانيات” نظرة أقرب إلى عالم ربما يثير فضول الناظرين عن بُعد، بصرف النظر عن دقة هذه النظرة، إذ يوضح في المقدمة أن الرواية واقعية وليست حقيقية، وأن أي تشابه مع الحقيقة هو من قبيل المصادفة.

تدور الأحداث على امتداد نحو 300 صفحة انطلاقًا من الروتين والرتابة في حياة ريهام، الصحفية المتزوجة قبل بلوغها الـ20، ودخولها عالمًا آخر لا يشبه عالم العائلة بدفئها وأمانها، هو عالم السياسة والسلطة، لتكون شاهدة وضحية لما يجري في كواليس هذا العالم.

والقضية أن ريهام تلتقي، خلال حفل توقيع كتابها، سياسيًا يحاول التقرّب منها بشتى الطرق، وما يمكن أن تستنزفه هذه الطرق من أثمان عند تجريبها، لكن وصول هذا السياسي إلى مبتغاه لا يشكّل خاتمة الطريق، إذ إن هناك من يراقب عن كثب، وهناك من يتململ من علاقة زوجية برودتها إلى تصاعد.

تشكّل الرواية مزيجًا من لمحات عن عالم السياسة والسلطة والاستغلال والمؤامرة والخيانة والطمع والتعطش للانتقام، وكل ذلك في تداخل يصعب تفكيكه قصصيًا، ما يشكّل محرّك أحداث الرواية.

يصنّف بعض المهتمين “أغانيات” كواحدة من الروايات العربية المعاصرة الخارجة من مدرسة الأدب الإيروتيكي، فالرواية لا تخلو من جرأة في الطرح بما يخدم مناخها العام، ودون خروج عن إيقاع الحدث والانشغال بتفاصيل جانبية.

كما أن اللغة لدى معروف أكثر واقعية وأقرب للشارع، مع الاستخدام المقصود لاقتباسات أو جمل جاءت على لسان الأبطال كما هي، دون تعليبها بالفصحى، ما يوحي ربما بأن الحدث حقيقي أكثر، ويحدث في مكان ما، وليس حبيس الإنشاء والتدبيج.

ورغم اتجاه كثير من الأعمال في الأدب والدراما لتصوير حياة السلطة والفخامة والسياسة والمال، بخيرها وشرّها، فللأدب ربما مساحة أوسع للمناورة والإفلات من الرقابة ونقل الفكرة دون محسوبيات، تماشيًا مع جاذبية عالم كهذا للجمهور، وتحديدًا حين يكون متابعًا فضوليًا عن بُعد، لديه رغبة باكتشاف هذا العالم وفهم لغته، ربما كي لا يدخله غريبًا إن شاءت الأقدار له تجريب حياة مختلفة لها بريقها المادي.

سامي معروف رسام وشاعر وروائي لبناني، كتب في مختلف أنواع الأدب، ومنها في الرواية “رقصات التيه”، وفي الشعر “ذبيحة شفاه” و”قبور الشهوة”، وفي القصة “الأشياء التي تعمل معًا”.

كما كتب في قصص الأطفال “الجبل الذي يبكي”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة