غداء بأقل التكاليف.. عروض المطاعم خيار مرضٍ لأهالي إدلب

camera iconشخص يبحث عن عروض المطاعم في إدلب(تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – إدلب

تتابع ليلى باهتمام صفحات المطاعم في إدلب عبر “فيس بوك”، أملًا بالعثور على عروض أو حسومات تؤمّن من خلالها وجبة غداء لأسرتها بسعر مقبول.

وتريح عروض المطاعم ليلى من البحث عن نوع طعام يمكن أن تقدمه لأطفالها بالمبلغ الزهيد الذي يتركه زوجها قبل الذهاب إلى عمله، وفق ما قالته ربة المنزل ليلى السيد (38 عامًا) لعنب بلدي.

ويعد تحضير الطعام من أكثر ما يؤرّق ربات المنازل هذه الأيام، في ظل الظروف المتردية والأسعار المرتفعة، تابعت ليلى.

عروض المطاعم حل مرضٍ

وجدت العديد من العائلات بإدلب في عروض المطاعم حلًا لمشكلة البحث عن وجبة طعام بتكاليف تناسب دخلها، بحسب ما رصدته عنب بلدي.

وفي حين لا تكفي 100 ليرة تركية لإعداد وجبة طعام لأسرة مؤلفة من أربعة أشخاص، منحت عروض المطاعم للعائلات فرصة الحصول على وجبة تكفي احتياجهم بتكلفة تتراوح بين 60 و75 ليرة تركية، وفق ما قالته ليلى.

بدوره، قال عامل المياومة عبد العزيز خليل (35 عامًا)، إن اللحوم والوجبات الجاهزة كانت رفاهية بالنسبة لفئة كبيرة من العائلات في إدلب، إذ إن أجرة العامل تصل إلى 75 ليرة تركية في أفضل الأحوال، أي ما يعادل ثمن ثلاث سندويشات “شاورما دجاج”.

في المقابل، مكّنت عروض المطاعم عمال المياومة من إدخال أصناف من الأطعمة إلى منازلهم حُرموا منها سابقًا، كاللحوم والوجبات الجاهزة.

مخاوف من الغش

رغم توجه العديد من العائلات للاعتماد على عروض المطاعم، تثير تلك العروض مخاوف عديدة بالنسبة للبعض حول جودة وجبات الطعام في ظل انخفاض تكلفتها.

ويرى الشاب سهيل عبد الله (37 عامًا) المقيم في إدلب، أن الأسعار الرخيصة “غير معقولة”، إذ تكون في بعض الحالات أقل من تكلفة الإنتاج.

وأضاف أن هذه الأسعار تثير تساؤلات حول صلاحية المواد المستخدمة في إنتاج هذه الأطعمة، وجودتها.

كما تتوجه بعض المطاعم لتخفيض كمية الوجبة مقابل تخفيض سعرها، إذ اصطدم سعيد محسن (25 عامًا) بحصوله على نصف كمية الوجبة التي اشتراها خلال العروض من أحد المطاعم.

ويعتمد سعيد على وجبات المطاعم بمعظم الأيام، كونه طالبًا جامعيًا ويقيم وحده في إدلب.

ويرى أنس العيدي أن جودة الأطعمة خلال العروض غالبًا ما تكون شبه منعدمة، إذ يحاول صاحب المطعم تقليل تكاليف إنتاج الوجبة لتتناسب مع سعرها.

وأضاف أن المطاعم خلال فترات العروض تتلقى طلبات كثيرة، ما يقلل جودتها بشكل أكبر.

فرصة للترويج

يهدف أصحاب المطاعم إلى استقطاب مزيد من الزبائن والترويج لعملهم من خلال العروض.

صاحب مطعم “الحميدية” سالم زيوانة، قال لعنب بلدي، إن مطعمه يقدم عروضًا مناسبة لجميع الفئات، وتشمل تلك العروض تقديم وجبة متكاملة مكونة من الطبق الرئيس والمقبلات، بنصف الثمن الاعتيادي للوجبة.

وبحسب سالم، تندرج تلك العروض ضمن مساعي إدارة المطعم للترويج والدعاية وجذب زبائن جدد، لتجاوز مشكلة موقع المطعم البعيد عن الشوارع الرئيسة.

ودفعت العروض العديد من الزبائن لارتياد المطعم بشكل دائم، خصوصًا بعد نشرها عبر صفحته على “فيس بوك”، بحسب ما قاله سالم.

وأضاف صاحب المطعم أن مدة العرض تختلف من مطعم لآخر، إذ يحدد البعض مدة العروض زمنيًا، بينما يعتمد آخرون على كمية محددة من المواد الأولية.

في المقابل، تستمر العروض لدى بعض المطاعم حتى تحقيق الدعاية المرجوة.

مصالح متبادلة

صاحب مطعم “الحميدية” سالم زيوانة قال، إن تجار المواد الغذائية الذين يتعامل معهم يشجعون المطعم على الإعلان عن العروض من خلال تخفيض أسعار المواد الأولية.

ويهدف تجار المواد الغذائية من مساعدة أصحاب المطاعم لزيادة مبيعات الوجبات الغذائية التي يقدمها المطعم، إذ تنعكس مبيعات المطعم بشكل إيجابي على التجار وتسهم بزيادة مبيعاتهم، وفق ما قاله سالم.

من جهته، قال تاجر المواد الغذائية صالح العدنان لعنب بلدي، إنه يحاول مساعدة زبائنه من أصحاب المطاعم على تقديم العروض، باعتبار نجاح هذه المطاعم وزيادة مبيعاتها يعني زيادة مبيعات المواد الغذائية.

ويحاول صالح تخفيض أسعار السلع والمواد الغذائية، وتقديم بعض الأصناف مجانًا أحيانًا لأصحاب المطاعم، وفق قوله.

وتعاني ما بين 75 و80% من العائلات في سوريا باستمرار فجوة في الدخل والإنفاق لتلبية الاحتياجات الأساسية، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

وبحسب تقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، يعاني 3.3 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي في شمال غربي سوريا، بينما يبلغ عدد الأشخاص المحتاجين إلى مساعدات نحو 4.1 مليون شخص.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة