وسائل الانقطاع الاجتماعي.. هل لديك حقًا 3000 صديق؟

tag icon ع ع ع

منذ فجر البشرية، تهكم الناس حول فكرة “الخلود”. لكننا من خلال التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي اقتربنا إلى الفكرة من زاوية أخرى، وهي قدرتنا على التقاط كل لحظة من وجودنا وتخليدها في العالم الرقمي.

أصبح المشهد الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي جزءًا من حياتنا اليومية، ويبين موقع الإحصاءات statista.com أن عدد مستخدمي فيسبوك النشطين شهريًا بلغ 1.55 مليار مستخدم، و303 مليون مستخدم لموقع تويتر، و400 مليون مستخدم لموقع انستغرام.

الاجتماعي بدون “اجتماعية”

مع أن وسائل التواصل الاجتماعي توفر التواصل والتشارك بين الناس، فإنها لا تسمح لهم بالانخراط وجهًا لوجه مع بعضهم البعض بشكل يومي، وبالتالي فإن العلاقات على الشبكة تكون سطحية جدًا، بحسب تعريف “الاجتماعية” في معجم “ميريام وبستر”، والذي ينص على أنها “الاتصال أو الاشتراك بالنشاطات المختلفة، حيث يقضي الناس وقتهم بالتكلم مع بعضهم البعض ويتعاونوا على إنجازها”.

أكثر إلهاءً عن التواصل الحقيقي

نحن نخدع أنفسنا بالاعتقاد أننا نستطيع القيام بعدة مهام في آن واحد، إذ تصرفنا وسائل التواصل الاجتماعي عما يحدث حولنا.

وبحسب تقرير لموقع marketingcharts يمضي الأمريكي ثلاث ساعات يوميًا على الشبكات الاجتماعية، كمعدلٍ وسطي، وهو قدر كبير بالمقارنة مع ما يقضيه من وقت في العمل أو في المدرسة أو ساعات النوم. هذا أمر قد يؤثر على الأطفال سلبيًا لصرفه الآباء عن إنشاء محادثات هادفة مع أطفالهم، أو إعطائهم الاهتمام الكامل.

في العصر الرقمي، لم تعد وكالات الأنباء مصدر الأخبار العاجلة، فكثيرًا ما نسمع عن الأحداث الكبرى في مجتمعنا أو حتى في العالم عبر وسائل التواصل.

ويمكن معرفة أكثر من ذلك، مثل أن صديقك منذ الصغر، الذي لم تره منذ عشرين عامًا، يأكل خبز النخالة هذا الصباح، وقد يسأل أحد الصبيان أمه: “لماذا يا أمي تأخذين صورًا للإفطار وتضعينها في الفيسبوك؟”

هل لديك حقًا 3000 صديق؟

تشير إحدى الدراسات الأمريكية، التي نشرتها شبكة CBC، أن وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر على مفاهيمنا حول الصداقة والعلاقة الحميمة، بسبب الإحساس بالانتماء للمجتمع الذي نعاني منه في العالم الافتراضي، رغم أنها خالية من الاتصال الشخصي والتفاعل.

عندما يُظهر ممثل كوميدي مشهور صفحته على موقع فيسبوك يسأله أحد الأطفال: “هل لديك حقًا 3000 صديق؟”، ودعمًا للدراسة المنشورة في “CBC” قال الصبي، البالغ من العمر 11 عامًا، “عندما أكبر أريد أن أكون صداقات مع الجميع في فيسبوك”.

متوسط عدد أصدقاء​ مستخدم ​فيسبوك حوالي 300 صديق، ولكن هل كلهم أصدقاء فعلًا؟ هل نحن حقًا بحاجة إلى تبادل الكثير من حياتنا مع الكثير من الناس في وقت واحد؟

لا نحاول تشويه صورة الإعلام الاجتماعي، إنما نريد أن نكون أكثر إدراكًا لأهمية توازن حياتنا الرقمية على الإنترنت، ونعيد التفكير في الوقت الذي نصرفه عليها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة