بعد ثلاثة أشهر على بدئها..

قادة غرفة العمليات المشتركة يكشفون تفاصيل معارك المرج

tag icon ع ع ع

هيثم بكار – الغوطة الشرقية

“بيوت مدمرة، مساجد مهدمة، أراض محروقة، تهجير وحرب دمرت البشر والشجر والحجر، الله ينتقم من بشار وروسيا وإيران وكل من أعانهم”، عبارات وصف بها أبو هلال، أحد سكان منطقة المرج في الغوطة الشرقية، حال المنطقة بعد الحملة العسكرية الأخيرة التي دخلت شهرها الثالث، التي يعتبرها القادة العسكريون الأعنف بين محاولات النظام استعادة المناطق التي خسرها نهاية عام 2012.

حمزة بيرقدار، الناطق باسم هيئة أركان جيش الإسلام، أكّد لعنب بلدي أن المعارك ماتزال مستمرة منذ ثلاثة أشهر، بدأتها قوات الأسد باقتحام مزارع المرج المحاذية لسكة القطار، واستخدمت فيها سياسة الأرض المحروقة، التي تمثلت بالقصف العنيف والمكثف بالمدفعية الثقيلة وصواريخ أرض- أرض مع تغطية جوية من الطيران الروسي.

وسيطرت قوات الأسد بعدها على مزارع “العدمل” وما حولها، ثم انتقلت إلى المطار الاحتياطي، فبلدة مرج السلطان، واعتبر بيرقدار أنها النقطة التي بدأت فيها معارك الكر والفر، “التي مكنت المجاهدين من استعادة نقاط مهمة على تلك الجبهة ومن مختلف المحاور”.

كيف تُدار الجبهات في المرج؟

المتحدث الرسمي باسم فيلق الرحمن، أبو نعيم يعقوب، وصف غرفة العمليات بأنها “حقيقية وليست شكلية”، إذ تدير المعركة كاملة من جهة المرج، بعد أن قُسّمت الجبهة “على حسب قوة الفصائل الموجودة وتفرغها”.

الفصائل المشاركة في القتال ساهمت كل منها بعدد يتناسب مع حجمها وقوتها، بحسب يعقوب، وأكد في حديثه لعنب بلدي أنها استخدمت عبر غرفة العمليات، كافة الأسلحة التي تملكها من دبابات وشيلكا و BMP، إضافة إلى مدافع محلية الصنع، “أثخنت في النظام”.

40 غارة في اليوم الأول والنظام يلتف

قائد أركان الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، أبو القاسم، شبّه معركة المرج بمعركة المليحة من حيث الاستمرارية، ووصفها بـ “غير العادية”، كما اعتبرها من أشرس المعارك التي خاضتها فصائل المعارضة ضد النظام.

أكثر من 40 غارة استهدفت منطقة المرج في اليوم الأول لبداية الحملة، منتصف أيلول الماضي، وفق “أبو القاسم”، وأوضح أن النظام ضغط من قطاعين، الأول كان الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام يرابط فيه، والثاني رابط فيه مقاتلو جيش الإسلام.

النظام اعتمد سياسة الالتفاف على الجبهة، بأن يسيطر على نقطة ويلتف على أخرى، في محاولة لاختصار المسافات، والسيطرة على أكبر قدر من المساحة، إذ تقدم منتصف الشهر الثاني من المعركة، وسيطر على بلدة مرج السلطان بالكامل بعد تضييق الخناق عليها، وحصارها.

كما سيطر على مواقع عسكرية مهمة منها مطار المرج الاحتياطي، وكتيبة الرادار، ومطار المرج الرئيسي، إضافة إلى كتيبة الإشارة وبعض المواقع الحكومية، كالمداجن والبلدية.

أربع نقاط اقتحام للوصول إلى تل فرزات الإستراتيجي

المتحدث الرسمي باسم فيلق الرحمن، أوضح أن معارك المرج لا تتوقف، “لأن النظام يغير منطقة اقتحامه في كل هجوم له على المنطقة”، إذ تقتحم قوات الأسد المنطقة من أربع نقاط، وهي: جوبر وعربين ودوما وحرستا.

قوات الأسد لجأت إلى الأراضي الفارغة معتمدةً على الآليات والمدرعات التي لا يملك المقاتلون مضادات لها، وفق يعقوب، الذي قال إنها لم تستطع دخول المدن، “بسبب الكفاءة العالية للإخوة المقاتلين في الأبنية”.

يعقوب أشار إلى أن استراتيجية النظام تكمن في الوصول إلى تل فرزات الإستراتيجي، ما يعني أنه سيسيطر على عدد من بلدات الغوطة الشرقية، وبالتالي خسارة مناطق زراعية كثيرة منعت النظام من حصار الغوطة بشكل كامل، إذ يلجأ الأهالي لزراعتها، إضافة إلى “استنزاف الثوار والمجاهدين في الجبهة الشرقية وهي ناحية المرج”.

وعزا يعقوب تقدم قوات الأسد، إلى التمهيد الجوي الروسي ووصفه بـ “العنيف”، موضحًا أن القوات حاولت في الفترة الأخيرة اقتحام المنطقة من جهة مزارع “الفضائية”، لكنها لم تستطع الوصول إليها، بل سيطرت على بعض النقاط في محيطها، إلا أن المقاتلين استعادوها وحدّوا من تمدد القوات.

وجود غرفة عمليات مشتركة، مكنت الفصائل المقاتلة من إيقاف تقدم النظام، وفق يعقوب، الذي اعتبر أن لها فضلًا كبيرًا في منعه من التقدم نحو مناطق الغوطة الجنوبية والوسطى.

450 قتيلًا للنظام وميليشياته في المعارك

ومنيت القوات ومن يدعمها بخسائر وصفها بيرقدار بـ “الفادحة والكبيرة”، منذ بداية المعركة وحتى اليوم، إذ قتل ما يزيد عن 450 عنصرًا من جنود الأسد، ومقاتلين من جنسيات مختلفة، بعضهم من حزب الله وآخرون مجندون حديثًا، ولا تتجاوز أعمارهم 18 عامًا، وفق بيرقدار.

كما خسر النظام السوري أكثر من 20 آلية ومدرعة، بعضها عُطب والآخر دُمر بشكل كامل، إضافة إلى تدمير بعض المناطق التي تحصن فيها ضمن الأماكن التي سيطر عليها.

واعتبر بيرقدار أن غرقة العمليات المشتركة على جبهة المرج، حققت تقدمًا ملحوظًا، وكان لها أثر إيجابي من الناحية العسكرية، من خلال استعادة نقاط ومواقع مهمة على تلك الجبهة، منعًا لمحاولات الأسد تقطيع أوصال الغوطة الشرقية والسيطرة على المساحات الزراعية التي تعد “الخزان الغذائي لسكانها”.

الأهمية الإستراتيجية لمنطقة المرج

قوات الأسد سيطرت على منطقة المرج لأهميتها الإستراتيجية، بحسب قائد أركان الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، أبو القاسم، وقال إن أهميتها تكمن في أنها تحيط ببلدة نولة من الشمال، وحرستا القنطرة من الشرق، والبلالية من الجنوب، والتي سيطر عليها النظام منذ قرابة أسبوعين.

وتأتي السيطرة على المنطقة، بحسب القائد العسكري، لتضييق الخناق على المقاتلين وقطع طرق الإمداد، واعتبر أن قوات الأسد استغلت مواقع الضعف في الجبهة، قبل دعوة الاتحاد لتوحيد الجهود، الذي لم يطبق إلا قبل سقوطها بأيام.

وحدد أبو القاسم المناطق التي سيطرت عليها قوات الأسد خلال المعركة، وهي: بلدة مرج السلطان بالكامل بما تحتويه من قطع عسكرية ومنشآت حكومية، والبلالية، وتقدم إلى حرستا القنطرة.

أما عن قدرة غرفة العمليات على استرجاع النقاط التي خسرتها، اعتبر أبو القاسم أن الإمكانيات العسكرية والخبرات القتالية، في ظل توحد الفصائل وتضافر الجهود، يمكنها من استعادة أي منطقة.

بدأت الحملة العسكرية على الجبهة الشرقية من الغوطة، ومنطقة المرج خصوصًا، صباح الخميس 17 أيلول 2015، بغارات مكثفة للطيران الحربي على المدن والبلدات في المنطقة.

ثم ولدت غرفة عمليات المرج في 14 كانون الأول 2015، بعد استشعار الفصائل المقاتلة، بخطر سقوط منطقة المرج، الواقعة في القسم الشرقي من الغوطة الشرقية لدمشق، كما تضم فصائل عديدة منها، جيش الإسلام، وفيلق الرحمن، و الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، و أحرار الشام، وجبهة النصرة.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة