حملتان بإشراف "قسد" و"النظام"

مبادرات أهلية شرقي سوريا لدعم المناطق المتأثرة بالزلزال

camera iconخيمة بنتها الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا لجمع التبرعات لمتضرري الزلزال- 10 شباط 2023 (هاوار)

tag icon ع ع ع

الحسكة – مجد السالم

مع تكشّف حجم كارثة الزلزال المدمر الذي امتد بين تركيا ومناطق الشمال السوري، وسقوط آلاف الضحايا والمصابين، ووجود مئات الآلاف من المنكوبين في سوريا وحدها، انطلقت مجموعة من المبادرات الفردية الأهلية في مناطق مختلفة من الحسكة لمساعدة المتضررين.

دوافع عمل القائمين على هذه الحملات كانت الشعور بواجبهم تجاه أبناء جلدتهم من السوريين، بحسب ما قاله ناشطون من أبناء المنطقة لعنب بلدي، إلا أن مبادرات أخرى ظهرت، بإشراف “الإدارة الذاتية” أو مديرية الأوقاف التابعة لحكومة النظام، وليس واضحًا الجهة التي ستذهب إليها تلك التبرعات سواء المناطق المتضررة الواقعة تحت سيطرة النظام، أم مناطق شمالي غرب سوريا، الأكثر تضررًا.

 بعيدًا عن السلطات

الشاب مالك الحسين (25 عامًا)، وهو أحد القائمين على مبادرة أهلية في مدينة القامشلي، بدا متأثرًا خلال حديثه لعنب بلدي عن واجبه تجاه السوريين من المتضررين إثر الزلزال، معتبرًا أن هذا النوع من المساعدة هو أقل ما يمكن للفرد القيام به تجاه هذا الحجم من “المأساة”.

وينسق مالك مع مجموعة أخرى من الشباب عبر تطبيق “واتساب”، يجتمعون أيضًا بشكل دوري في مقاهي المدينة الشعبية، للحديث عما تمكنوا من جمعه خلال اليوم من تبرعات نقدية.

ونظرًا للشرخ الحاصل بين مناطق شمال شرقي سوريا ونظيرتها في الشمال الغربي، يعتمد الشباب في محافظة الحسكة على جمع الأموال لإرسالها عبر مكاتب الحوالات، كون الطرقات تقطعها خطوط الجبهة بين المنطقتين.

مالك قال لعنب بلدي، إن تفاعل المتبرعين معهم كان “إيجابيًا جدًا”، إذ تمكنوا من جمع مبلغ جيّد، رفض تحديده، بعد يومين من العمل، وسيتكفل بإيصاله عبر مكاتب الحوالات المالية إلى أحد معارفه “الموثوقين” في تركيا، ومنها إلى سوريا.

“هذه الطريقة الأفضل لضمان وصول المساعدات بعيدًا عن سلطات المنطقتين”، أضاف مالك.

 عبر “الإدارة الذاتية”

يعمل محمد العيدان (50عامًا) سائقًا لسيارة أجرة في مدينة الحسكة، دفع به نداء الواجب، بحسب ما قاله لعنب بلدي، إلى الانخراط مع رفاق له بحملة لجمع التبرعات لشراء مستلزمات إغاثية.

محمد قال لعنب بلدي، إنه تمكن ورفاقه من جمع مبلغ مالي يمكنهم من شراء بعض المواد الغذائية والأغطية وبعض الألبسة، ومن ثم تسليمها للمراكز التابعة لـ”للإدارة الذاتية” المسؤولة عن جمع التبرعات شمال شرقي سوريا.

وأضاف، أن رفاقه في المجموعة نفسها، تواصلوا مع أصحاب مستودعات الأدوية في المدينة، واستطاعوا جمع عدة صناديق من حليب الأطفال ومعدات للإسعافات الأولية، في حين لم يكتفوا بهذا النوع من التبرعات، بل وقدموا المال إلى جانب المستلزمات الطبية، بحسب محمد العيدان.

 بإشراف النظام و”قسد”

بالإضافة إلى المبادرات الفردية، رصدت عنب بلدي دعوات للتبرع والمساعدة أطلقها أئمة الجوامع في مدينة الحسكة، أثناء خطبة الجمعة في 10 من شباط الحالي، ومن أبرزها جامع “البشير” وجامع “زين العابدين” والجامع “الكبير”، والتي شهدت أيضًا إقامة صلاة الغائب على ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا.

وتشرف مديرية أوقاف الحسكة التابعة للنظام السوري على إيصال هذه المساعدات، وهي حملات تطلقها المديرية نفسها لجمع التبرعات كان أحدثها مطالبات بالتبرع “لدعم التعليم الشرعي في المحافظة”.

بينما أعلنت “الإدارة الذاتية” عما أسمته حملة “معًا من أجل الإنسانية” لمساعدة ضحايا الزلزال، إذ ستستمر هذه الحملة باستقبال التبرعات حتى 20 من شباط الحالي.

“الإدارة” قالت إنها ستستقبل التبرعات عبر 18 خيمة موزعة في مدن مختلفة من محافظة الحسكة أبرزها مدن القامشلي، وعامودا، والمالكية، واليعربية، والقحطانية، وتل حميس، ومعبدة، والجوادية، والدرباسية، ومدينة الحسكة، وتل براك.

وتستقبل هذه الخيام تبرعات نقدية وعينية كالأغطية، والملابس، والأطعمة، والأحذية، وغيرها.

وفي محافظة الرقة، أعلنت “لجنة الشؤون الاجتماعية ومكتب شؤون المنظمات” التابع “للإدارة” عن حملة “هنا سوريا”، لجمع التبرعات لمتضرري الزلزال.

بالمقابل، لم يسمح للمساعدات التي قدمتها “الإدارة الذاتية” بالدخول إلى مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة المعارضة، حسب ما ذكرت “الإدارة”، الخميس 9 من شباط.

وقالت الرئيسة المشترك للمجلس التنفيذي في “الإدارة الذاتية”، بيريفان خالد، “لم نلق الرد بعد وجميع الأطراف ترفض وتعيق دخول المساعدات”، وفق ما نقلته وكالة “هاوار”.

تواصلت عنب بلدي، في وقت سابق، مع أطراف في “الجيش الوطني السوري” الجناح العسكري للحكومة ”المؤقتة”، وإدارة معبر “عون الدادات” (الإنساني) الفاصل بين مناطق سيطرة “الحكومة المؤقتة”، ومناطق سيطرة “قسد” شمالي حلب، للاستيضاح حول منع دخول المساعدات وإمكانية فتح المعبر أمامها، لكنها دون أن تصلها أية ردود.

إقرأ أيضًا: الإدارة الذاتيةتقول إن النظام والمعارضة رفضا استقبال المساعدات




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة