تركيا.. ما قانونية جمع التبرعات عبر الحسابات الشخصية لمتضرري الزلزال 

tag icon ع ع ع

أطلق عشرات الناشطين السوريين المقيمين في تركيا، خلال الأيام الماضية، حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لجمع تبرعات استجابة لكارثة الزلزال.

وتوجه العديد منهم لجمع التبرعات عبر حسابات بنكية شخصية معتمدين على تبرعات أقاربهم ومعارفهم لمساعدة المتضررين من الزلزال، مبررين ذلك بإهمال المنظمات لبعض الاحتياجات الأساسية في المناطق المنكوبة وعدم قدرتها على تغطية الاحتياجات.

وبعد إطلاق تلك الحملات بدأت التحذيرات من قانونية جمع التبرعات دون امتلاك ترخيص، ما أثار مخاوف لدى السوريين ودفعهم للاعتماد على جمع المساعدات العينية.

حملات غير قانونية

رئيس “تجمع المحامين السوريين الأحرار” المحامي غزوان قرنفل، قال لعنب بلدي، إن القانون التركي يمنع جباية التبرعات دون إذن رسمي من وزارة الداخلية.

ويشترط لذلك وجود جمعية أو منظمة مرخصة وفق معايير القانون التركي، وأن يكون لدى الجمعية حساب مصرفي باسمها، وفق ما قاله قرنفل.

وأضاف، أن مسؤولية جمع التبرعات دون ترخيص تقع على عاتق جامع التبرعات، إذ تُحجز الاموال المجموعة من قبله ويحال للقضاء بجريمة جباية الأموال خلافًا للقانون والإثراء بلا سبب.

بينما لا يتحمل المتبرع أي مسؤولية عن تقديمه التبرعات النقدية، إلا في حال أُثبت أن مصدرها غير مشروع.

رقابة الحسابات البنكية

تخضع حسابات الجمعيات والمنظمات المرخصة في تركيا لرقابة محكمة ولا يجوز السحب منها دون تقديم مستندات توضح أسباب الاموال السحوبة، وفق ما قاله المحامي غزوان قرنفل.

كما يجري سحب الأموال بعد إشعار الجهات المختصة من قبل إدارة الجمعيات عن رغبة الجمعية أو المنظمة بشراء سلعة ما أو دفع رواتب وأجور معينة، مع ضرورة تغطيتها بالإيصالات والفواتير اللازمة.

ولا يسمح القانون بإبقاء أي سيولة نقدية خارج الحساب تتجاوز عشرة آلاف ليرة تركية لشراء احتياجات طارئة ويجب تبرير إنفاقها بفواتير قبل سحب غيرها.

كما تخضع الحسابات الشخصية المستخدمة لغرض جمع التبرعات للرقابة ذاتها، إذ يجب تبرير سبب استلام مبالغ كبيرة من قبل صاحب الحساب وبيان مصدر المبلغ، بحسب ما ذكر قرنفل.

السوريون متضررون

تضرر مئات السوريين المقيمين في جنوبي تركيا جرّاء الزلزال، إذ يقيم حوالي مليون و750 ألف لاجئ سوري في تلك المنطقة، بينما يبلغ إجمالي عدد اللاجئين السوريين في تركيا حوالي 3.5 مليون لاجئ.

ونعى خلال الأيام الماضية مئات السوريين أقاربهم في تركيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبينهم عائلات فقدت أفرادها بالكامل تحت الأنقاض، جراء الزلزال.

بينما يحاول الناجون منهم البحث عن مأوى ودعم يساعدهم على تأمين مستلزماتهم الأساسية بعد أن غادروا منازلهم تاركين كل ما يملكونه.

وتستجيب لتلك الاحتياجات العديد من منظمات التركية، إلى جانب “فريق ملهم التطوعي” الذي يواصل عمله على مساعدة المتضررين في الجنوب التركي والشمال السوري.

ورغم غياب الإحصائيات حول عدد الوفيات في الجنوب التركي من اللاجئين السوريين، قدّر الناشط الحقوقي المتخصص بقضايا اللاجئين السوريين طه الغازي عددهم بالاستناد إلى منظمات غير حكومية بنحو 6100 حالة وفاة جرّاء الزلزال حتى 15 من شباط الحالي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة