قوبلت بالتشكيك حول وجهتها

تبرعات بإشراف “البعث” تثير استياء في القنيطرة

camera iconمن عمليات جمع التبرعات التي نظمها الحزب القومي السوري في محافظة القنيطرة- 11 شباط 2023 (الحزب القومي / فيس بوك)

tag icon ع ع ع

القنيطرة – زين الجولاني

قوبلت حملة أطلقها فرع حزب “البعث” في محافظة القنيطرة لجمع التبرعات المادية والعينية لإغاثة المتضررين من الزلزال بالتشكيك، لعدم ثقة الأهالي بوصول هذه التبرعات إلى وجهتها.

وأطلق حزب “البعث”، الممثل للنظام السوري، الحملة لإغاثة متضرري الزلزال في محافظات حلب واللاذقية وحماة.

وعبّر مدنيون من أبناء محافظة القنيطرة ممن قابلتهم عنب بلدي عن استيائهم، كون التبرعات جاءت عبر حزب “البعث”، وبالتالي فإن الامتناع عن المشاركة قد يعرّض للمساءلة.

وعبّر آخرون عن رفضهم المشاركة في حملة تنظمها جهات تابعة للنظام قصفت منازلهم لسنوات طويلة.

“أبو عدي”، وهو من سكان المحافظة، طلب عدم الإشارة إلى اسمه الحقيقي لأسباب أمنية، عبّر عن رفضه وعائلته تقديم التبرعات والظهور عبر شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي كداعم لحكومة النظام في محاولاتها الظهور “بوجه حسن”.

وقال لعنب بلدي، إن حملات التبرعات نُظّمت بتنسيق مع محافظ القنيطرة، وأمين فرع “حزب البعث” في القنيطرة، خالد أباظة، إذ انطلقت كل جمعية إلى قرية مختلفة لتغطية مساحة جغرافية كبيرة بعمليات جمع التبرعات.

وأُبلغ الأهالي عبر مكبرات الصوت في مساجد القرى والبلدات بضرورة المشاركة في الحملة، إلى جانب دعوات أُطلقت عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ومن أبرز الجمعيات المشاركة في الحملة، جمعية “نهضة الريف” في بلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة الشمالي، وجمعية “الخيرية” في بلدة جبا، كما نشطت فيها بلدية مدينة “البعث” و”الفرقة الحزبية” في بلدات خان أرنبة، والكوم، وريف القنيطرة الجنوبي.

المشاركة بدافع الخوف

“أبو عدي” الذي ينحدر من ريف القنيطرة الجنوبي، حيث يملك محلًا لبيع المواد الغذائية في محافظة القنيطرة، قال لعنب بلدي، إن أعضاء من “الفرقة الحزبية” دخلوا إلى محله قبل أيام، وطلبوا منه 50 ألف ليرة كتبرع منه للمناطق المتضررة من الزلزال.

وأضاف أن لا رغبة له بالمشاركة، لكن بالنظر إلى واقع الحال في المنطقة، فإنه لا يستطيع الرفض ببساطة، إذ يخاف من أن يكتب أحد أعضاء “الفرقة” تقريرًا قد يؤدي به إلى السجن.

وفي ظل الأوضاع المعيشية القاسية التي تعانيها محافظات الجنوب السوري، أبدى بعض التجار وأصحاب المحال التجارية استعدادهم للمشاركة بهذا النوع من الحملات، لكن عدم ثقتهم بالجهة المنظمة، تجعل التبرع بنظرهم “جمعًا للإتاوات”.

تجار آخرون ممن قابلتهم عنب بلدي، قالوا إنهم لم يجاهروا برفضهم لهذه الحملة، خوفًا من الاعتقال، أو زيارة الأفرع الأمنية.

أسباب الرفض

عبّر “عبد الله” (اسم مستعار لأسباب أمنية) المنحدر من بلدة جباتا الخشب، عن استيائه من إشراف حزب “البعث” على هذه الحملات، لافتًا إلى أنه من معارضي النظام، ولا يمكن أن ينخرط في نشاطات أو فعاليات ينظمها.

“لو أن هذه المساعدات متجهة إلى الشمال السوري وبعيدة عن إشراف النظام، لكنت أول المشاركين فيها”، أضاف “عبد الله”.

في حين شارك العديد من أبناء المنطقة بهذه التبرعات، منهم أعضاء في حزب “البعث”، وآخرون معارضون اعتبروا أن مساعدة المنكوبين “واجب”، أسوة بأبناء المحافظات الأخرى.

قوافل من القنيطرة

في 11 من شباط الحالي، انطلقت قافلة تحمل مواد إغاثية إلى المحافظات المتضررة من الزلزال ضمن مناطق سيطرة النظام السوري، بحسب صور نشرتها حسابات إخبارية محلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت شبكة “القنيطرة 24“، إنه بالتعاون مع مديرية الشؤون الاجتماعية التابعة لحكومة النظام في محافظة القنيطرة، جُمعت تبرعات ومساهمات في حملة أُطلق عليها اسم “الحملة الوطنية لمساعدة متضرري الزلزال”.

وأرسلت الجمعيات الخيرية قافلة تبرعات من مركز “مؤسسة مبادرة أهل الشام” ومركز “دعم وتمكين الشباب واليافعين في القنيطرة” إلى المحافظات والأماكن المتضررة في سوريا.

بينما نشرت “الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون” تسجيلًا مصوّرًا قالت إنه من وقفة تضامنية نظمها “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا” و”اتحاد شبيبة الثورة” في محافظة القنيطرة، حدادًا على أرواح المتضررين من الزلزال.

كما نظّم “الحزب القومي السوري” حملته الخاصة لجمع التبرعات أيضًا في محافظة القنيطرة، وتركز نشاط الحزب، المعروف بقربه من النظام السوري، على جمع التبرعات المالية، إذ أشار في منشور على صفحته الرسمية عبر “فيس بوك” إلى أن التبرعات سُلمت بعد جمعها إلى رئيس بلدية تجمع شبعا، محمد بكار، الذي سلّمها بدوره إلى اللجنة الإغاثية في محافظة القنيطرة.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة