“أكبر سجن على الأرض”.. باحث إسرائيلي يشخّص أيديولوجيا الاحتلال 

tag icon ع ع ع

يقدم كتاب “أكبر سجن على الأرض” سردًا مختلفًا لتاريخ الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة، بدءًا من الأحداث التي سبقت حرب الأيام الستة عام 1967 وحتى يومنا هذا، ويكشف وثائق تقدم دليلًا ملموسًا على أن حرب 1967 لم تكن نتيجة حتمية لتصاعد التوتر بين إسرائيل وكل من سوريا ومصر.

الكتاب من تأليف الباحث والأكاديمي الإسرائيلي إيلان بابيه، الذي يُعرف بكشفه عن مخططات إسرائيل من خلال العديد من مؤلفاته، ولا سيما كتابي “التطهير العرقي لفلسطين” و”عشر خرافات عن إسرائيل”.

ويوضح الكتاب أنه بعد أيام قليلة من الاحتلال عام 1967، وضعت إسرائيل قبضتها على مليون فلسطيني بالضفة الغربية وحوالي نصف مليون في غزة، وتحول هؤلاء إلى لاجئين في نظر “الصهيونية” ويجب طردهم.

يشرح بابيه في مقدمة كتابه أن السجن العملاق الذي أنشأته إسرائيل ليس الهدف منه الحفاظ على الاحتلال، بل هو استجابة عملية للمتطلبات الأيديولوجية للصهيونية، ولخلق مبدأ الأغلبية اليهودية في المنطقة.

وهذا الهدف أدى إلى التطهير العرقي لفلسطين سنة 1948، ووصل إلى سياسة الحرب عام 1967، وأصبحت تلك المتطلبات المغذي الأول للأعمال الإسرائيلية اليوم.

ووفقًا للكاتب، فإن إسرائيل وضعت خطة احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة منذ مطلع الستينيات، وأُطلق وقتها على الخطة اسم “خطة شكم”، وعُرفت بعدها باسم “غرانيت”، التي قسمت الضفة الغربية إلى ثماني مقاطعات.

وقبل أن يوضع شكل السجن الكبير النهائي، كان هناك مشروعات رئيسان، مشروع خارجي يعتمد على تقطيع الضفة الغربية وغزة إلى شرائح عبر إقامة المستوطنات، ومشروع داخلي يتمثل في إصدار مراسيم وقوانين لا تنتهي أبدًا.

والغرض من هذه المشاريع الاستعمار التدريجي، والحد من النمو الطبيعي والعضوي للمجتمعات الفلسطينية عبر منع البناء والتوسع الاستعماري.

ويشرح الكاتب رؤية وزير الشؤون الخارجية السابق، يغال آلون، التي لا تزال، حتى يومنا هذا، توجه سياسة إسرائيل في الاستيطان.

وجوهر هذه الرؤية يقوم على حكم المناطق السكانية المكتظة بالسكان بشكل غير مباشر، والسعي في نفس الوقت إلى ضم مناطق من مختلف الأراضي الفلسطينية.

ويذكر بابيه أحد الضباط الكبار بالجيش الإسرائيلي، وهو مردخاي غور الذي تقدم بمشروع للحكومة الإسرائيلية عام 1967، يقضي بخلق ظروف صعبة تجبر الفلسطينيين على الرحيل، والعمل على ترسيخ الشعور بعدم الأمل بالبقاء أو النصر.

وما يميز هذا الكتاب هو تحديد هوية السياسيين والأكاديميين الذين وضعوا سنة 1967 آلية التطويق والحبس، بالإضافة إلى المسؤولين والضباط الذين تولوا إدارة هذا السجن، ويصفهم الكاتب بأنهم بيروقراطية الشر.

يعتمد بابيه في كتابه الصادر عام 2016، والمترجم للعربية في عام 2020، على مجموعة من المصادر، بما في ذلك الوثائق الرسمية للحكومة الإسرائيلية، ومنظمات حقوق الإنسان الفلسطينية والإسرائيلية، والشهادات الشخصية من الفلسطينيين والإسرائيليين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة