“أقل من عادي”.. ربما في قلب المأساة أمل

camera iconأبطال مسلسل أقل من عادي (بوستر العمل الرسمي عبر شاهد)

tag icon ع ع ع

يقدّم المسلسل السوري “أقل من عادي” فكرة جوهرية قابلة للتعميم في الحياة، مفادها أن المأساة يمكن أن تظهر من قلب اللحظات السعيدة، مع إمكانية أن تنقلب الآية في أي لحظة، خلافًا للمخطط أو المأمول، وبما لا يلغي الأمل أيضًا.

تدور أحداث العمل حول عائلة “كريم” الثرية، والخلافات السطحية التي تنشب بين أفرادها، بدافع الاستئثار بالمال والثروة، دون مجرد التفكير بأن ما قد يبدو ثروة في الظاهر، يمكن أن يكون في جوهره ملكًا زائلًا أو مرهونًا حتى تحت ثقل الديون.

وتبدأ المشكلات بوضوح بعد دعوة “كريم” ابنته “مايا”، التي أنجبها من زوجة سابقة، للإقامة في لبنان، حيث يمتلك فندقًا ضخمًا ويستقر بعائلته وأعماله، ومع قدوم الفتاة، تأتي المشكلات التي سترافق العائلة والعمل، حتى اللحظة الأخيرة، فقدومها يشكّل عقدة العمل التي تستند إليها مختلف الأحداث، حتى تلك البعيدة عنها في الظاهر، بينما تأتي المشكلات برعاية ومباركة زوجة الأب التي أورثت أبناءها كرهًا غير مبرر لأختهم.

المحرّك في دعوة الأب التي جاءت بعد إهماله ابنته لسنوات، رغبته بحفظ إرثه بطريقة لا تخلو من التفاف على القانون، ما يضع الفتاة الغضة أمام جبل من المسؤوليات فجأة، ملقيًا بتأثيرها على مزاجها من جهة، وعلى المناخ الدرامي للأحداث ككل من جهة أخرى، فيقدّم حالة ضجر بين الأبطال تسلك طريقها إلى المشاهد، بما يبعده نسبيًا عن جو الأحداث.

ورغم أن العمل من تأليف يم مشهدي، التي كتبت في وقت سابق “قلم حمرة”، الذي سجّل حضورًا قويًا ومكانة على لائحة أبرز الأعمال السورية بمختلف الجوانب، وتحديدًا غنى الحوار وقيمته، فإن “أقل من عادي” لم يمتلك “الثيمة” الدرامية التي ميّزت سلفه، للكاتبة ذاتها، فالحوارات تتجه للعام جدًا حدّ التنظير، أو الخاص جدًا حدّ الغموض، مع استخدامات غير موفقة أحيانًا للحوار الداخلي (المونولوج)، وغياب المبرر الدرامي في أماكن أخرى.

ينتمي العمل لبيئة الأعمال القصيرة السريعة الهضم، التي يلائم عرضها منصات المشاهدة المأجورة، مع إتاحة المجال أمام المشاهد لمتابعة العمل في أسبوع فقط، على اعتبار أنه يتكون من 13 حلقة فقط.

أُنتج “أقل من عادي” في 2023، وعُرض لأول مرة عبر منصة “شاهد”، وهو من إخراج نور أرناؤوط، كما يتقاسم بطولة العمل كل من جهاد سعد، وهيا مرعشلي، وترف التقي، وملهم بشر، وكارمن لبس، وشيرين الحاج، ووسام صباغ.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة