تقييم الأضرار مستمر.. ألف بناء غير صالح للسكن في جنديرس

شوارع مدينة جنديرس بريف حلب بعد الزلزال الذي ضرب شمالي غربي سوريا - 24شباط 2023 (عنب بلدي/ أمير خربطلي)

camera iconشوارع مدينة جنديرس بريف حلب بعد الزلزال الذي ضرب شمالي غربي سوريا - 24شباط 2023 (عنب بلدي/ أمير خربطلي)

tag icon ع ع ع

ريف حلب – ديان جنباز

“افترشنا الطرقات مع هطول الأمطار والبرد القارس، استيقظنا من نومنا نركض حفاة الأقدام، جراء الخوف والهلع لحظة وقوع الزلزال في 6 من شباط، لم يكن لدينا مكان نذهب إليه”.

هكذا وصف غازي الحمد (46 عامًا) من سكان ناحية جنديرس بريف عفرين شمالي حلب، لحظة خروجه من منزله مع عائلته المكوّنة من خمسة أشخاص، إثر الزلزال المدمر الذي أودى بحياة العشرات من أقاربه تحت أنقاض منازلهم، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

لم تكن لدى غازي سيارة يلجأ للمبيت داخلها، كالعديد من العوائل التي اتخذت من سياراتها ملاجئ مؤقتة، ما اضطره للبقاء تحت المطر والبرد الشديدين في تلك الليلة.

يملك غازي شقتين سكنيتين في جنديرس، ومع ساعات الزلزال الأولى فوجئ بدمار منزله الثاني بشكل كامل، بينما تصدع منزله الذي كان يقطنه ما جعله غير قابل للسكن، ليجبَر على الإقامة في الخيام لحين ترميمه.

حتى الخيام لا تكفي

خلّف الزلزال الذي ضرب شمال غربي سوريا أضرارًا مادية كبيرة في المنطقة، إذ تعرضت العديد من المباني لانهيار تام أو جزئي، كما تسبب بحدوث الكثير من التشققات في الجدران والأعمدة التي ترتكز عليها الأبنية، ومع تكرر الهزات الارتدادية، أُجبر مالكو المنازل المتصدّعة على اللجوء إلى مراكز الإيواء والخيام.

ورغم غياب الإحصائيات الدقيقة لعدد المخيمات الناشئة استجابة للزلزال، أحصت منظمة “GLOCAL” وجود 78 مخيمًا، معظمها في مناطق نائية أو متضررة من الزلزال، وفي حين كانت المنظمات قبل الكارثة عاجزة عن سد احتياجات سكان المخيمات، صارت اليوم أكثر عجزًا أمام كارثة جعلت المنطقة “منكوبة”.

ألف بناء غير صالح للسكن

تتشابه حال معظم أصحاب البيوت المتضررة في الشمال السوري جراء الزلزال، من ناحية غياب القدرة المادية على الترميم، أو وجود خيارات بديلة للسكن بعيدًا عن الخيام أو مراكز الإيواء المؤقتة، دون حلول قريبة تلوح في الأفق.

رئيس المجلس المحلي في جنديرس، محمود حفار، قال لعنب بلدي، إن عدد الأبنية المتصدعة جراء الزلزال في المنطقة بلغ أكثر من ألف بناء غير صالح للسكن، مضيفًا أن أكثر من 270 بناء انهار بشكل كامل.

وأوضح حفار أن الزلزال ألحق الضرر بسبعة آلاف عائلة، أربعة آلاف منها طالتها الأضرار بشكل مباشر، بينما لجأت العائلات المتبقية لمراكز الإيواء لأن منازلها لم تعد صالحة للعيش.

وأضاف أن المدينة تحتاج لإعادة تأهيل البنى التحتية، منها الصرف الصحي وشبكة المياه، مشيرًا إلى تضرر سبع محطات بشكل كلي، مشيرًا إلى أعمال التأهيل الجارية حاليًا لخزاني مياه لتدعيمهما وإعادة تفعيلهما.

ثلاثة تصنيفات

نقيب المهندسين السوريين الأحرار في اعزاز، المهندس باسم نعناع، قال لعنب بلدي، إنه بعد وقوع الكارثة بساعات، شكّلت نقابة المهندسين خلية لجان لتقييم وكشف المباني المتضررة من الزلزال، وصلت إلى ما يقارب 22 لجنة هندسية، وذلك بالتنسيق مع المجالس وبعض المنظمات المحلية للاستجابة الطارئة.

وأضاف المهندس أن كل لجنة يرأسها ثلاثة مهندسين (استشاري، مدني، إنشائي)، بالإضافة إلى لجنتي “السلامة العامة” التي تضم كل منهما خمسة مهندسين استشاريين، وتعمل تلك اللجان ضمن خطة هندسية مدروسة وفق ثلاثة تصنيفات لكل منزل متضرر، هي البيت سليم أي صالح للسكن، أو متوسط الضرر، وبالتالي يتم إخلاؤه لحين الترميم، أو شديد الضرر، وهنا يعاد التقييم من قبل لجنة “السلامة العامة” لتقديم تقرير نهائي بالحالة الفنية للبناء، ثم اتخاذ القرار بالإصلاح أو الهدم.

وتجري اللجان المختصة مسحًا شاملًا لمباني اعزاز وصوران ومارع وأخترين وعفرين وجنديرس، بحسب المهندس.

وقدّر “الدفاع المدني السوري” عدد العائلات التي شُردت جراء الزلزال بحوالي 40 ألف عائلة، بينما بلغ عدد الأبنية المدمرة بالكامل نحو 550 بناء، والمتضررة بشكل جزئي أكثر من 1570 بناء، إلى جانب مئات الأبنية المتصدعة.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة