إدلب.. الطلب على الخيام يضاعف أسعارها ويقلل الجودة

ورشة لتصنيع الخيام في إدلب- 3 من آذار 2023 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

camera iconورشة لتصنيع الخيام في إدلب- 3 من آذار 2023 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

tag icon ع ع ع

حشد يامن يسوف (32 عامًا) أصدقاءه أصحاب الخبرة في مهنة الحدادة، وزاد من مساحة ورشته التي تعمل مؤخرًا على مدار 24 ساعة لتأمين الطلب المتزايد على الخيام في إدلب شمال غربي سوريا بعد الزلزال.

يدير يامن “ورشة حدادة” في إدلب تنتج حاليًا ما يزيد على 100 خيمة يوميًا، وكان معظم عمله سابقًا يتركز على صناعة البيوت البلاستيكية المستعملة في الزراعة، لكن بسبب الطلب المتزايد على الخيام، صار عمل ورشته الأول صناعة الخيام.

ويصل عمال الورشة الليل بالنهار، بحسب ما قاله يامن لعنب بلدي، لتأمين طلبات الخيام من قبل المنظمات الإنسانية والمتعهدين والأهالي الذين تصدعت بيوتهم أو الخائفين من استمرار الزلازل والهزات الأرضية.

فرض الزلزال، وما تبعه من هزات ارتدادية شعر بها سكان الشمال السوري، المبيت خارج منازلهم المتصدعة أو المدمرة، فضلًا عن بقاء من لم يتضرر بيته خارجه نتيجة حالات الهلع التي تصيب الناس جراء الهزات الارتدادية.

تتراوح مساحة الخيمة التي تصنعها الورشة بين 16 و24 مترًا مربعًا، وتباع بحسب مساحتها، إذ يتراوح سعرها بين 150 و600 دولار أمريكي، وهي أرقام تضاعفت خلال الشهر الأخير فقط.

صاحب ورشة تصنيع الخيام يامن يسوف، عزا تضاعف أسعار الخيام في المنطقة إلى قلة توفر مستلزمات التصنيع، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار بعض المواد الأولية المتوفرة، لافتًا إلى ارتفاع تكلفة شراء طن الحديد من 800 إلى 1350 دولارًا.

الجودة أقل

جاء الطلب الكبير على الخيام لتلبية حاجة المتضررين من الزلزال، إلا أن قلة توفر المواد اللازمة لإنتاج الخيام بالمواصفات الجيدة، أدت إلى إنتاج خيام رديئة لا تقاوم العوامل الجوية المؤثرة، ما يجعل عمر هذه الخيام الافتراضي يتراوح بين عام واحد وعامين فقط.

ياسر السطوف (34 عامًا) يقيم في إدلب، ويدير ورشة خياطة خاصة بالخيام، قال لعنب بلدي، إنه يصنع الخيام بناء على المواد المتوفرة، التي تعد بدائية غير مناسبة لمقاومة عوامل الطقس.

وحول سبب نقص المواد قال ياسر، إن أغلب البضاعة التي تُستخدم في صناعة الخيام كانت تُصنع في تركيا وتحديدًا في ولاية غازي عينتاب، حيث دُمّر عدد من المعامل هناك، فيما اضطرت المعامل الأخرى لتلبية حاجة السوق التركية التي كانت بحاجة كبيرة أيضًا إلى هذه المواد.

ورغم غياب الإحصائيات الدقيقة لعدد المخيمات الناشئة استجابة للزلزال، أحصت منظمة “GLOCAL“وجود 78 مخيمًا معظمها في مناطق نائية أو متضررة من الزلزال.

وفي حين كانت المنظمات قبل الكارثة عاجزة عن سد احتياجات سكان المخيمات، صارت اليوم أكثر عجزًا أمام كارثة جعلت المنطقة “منكوبة”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة