“مختصر تاريخ العالم”.. كتاب في الحضارات البشرية

tag icon ع ع ع

بدءًا من عصور ما قبل التاريخ، وانتهاء بالقرن الـ20، وبترتيب زمني منظم، يغطي كتاب “مختصر تاريخ العالم” مجموعة واسعة من موضوعات حضارات البشرية الأولى والثقافات القديمة إلى عصر النهضة والتنوير والعصر الحالي.

كتاب “مختصر تاريخ العالم” للكاتب الألماني إي إتش غومبريتش، يحكي تاريخ العالم بشكل سردي ومختصر، ورغم اتساع المادة وطول الفترة الزمنية، فإن الكاتب تمكن من الحفاظ على السرد بشكل جذاب وسهل، باستخدام لغة واضحة، ورواية قصص حية لإضفاء الحيوية على كل فترة.

الكتاب مقسم إلى 40 فصلًا، كل منها يشرح فترة زمنية معيّنة، إذ يبدأ الكاتب من عصر ما قبل التاريخ وأقدم الحضارات الإنسانية، مثل حضارتي ما بين النهرين ومصر، ثم ينتقل إلى اليونان القديمة وروما، والعصور الوسطى في أوروبا وعصر النهضة.

ويغطي الكتاب مختلف الأحداث التاريخية الرئيسة، مثل الثورة الفرنسية، والثورة الصناعية، والحرب العالمية الأولى والثانية.

ويسلّط الكاتب الضوء على أهمية الفنون البصرية في تاريخ البشرية، مثل أهمية لوحات الكهوف وتطوير أنظمة الكتابة.

أحد الجوانب الأكثر جاذبية في كتاب “مختصر تاريخ العالم” هو تأكيد غومبريتش على العنصر البشري في التاريخ، وبدلًا من التركيز حصريًا على الأحداث السياسية والعسكرية، يسلّط الضوء على قصص الناس العاديين وحياتهم اليومية، ويصف تطور الزراعة وظهور المدن والبنية الاجتماعية والمعتقدات القديمة، وإنجازات الفلاسفة والفنانين اليونانيين.

ويوضح الكاتب الجوانب المظلمة للتاريخ البشري، مثل الحرب والعبودية والقمع، دون الخوض في ذلك بشكل مفرط.

كما يناقش تأثير الدين والأيديولوجيا على المجتمع، مع الحفاظ على الحياد واحترام وجهات النظر المختلفة.

وفي الفصل السادس، يناقش الكاتب تاريخ الإسلام وتأثيره على تطور الحضارة الإسلامية، ويقدم حياة الرسول محمد، وتشكيل نظام اجتماعي وسياسي جديد قائم على هذه التعاليم.

ويؤكد غومبريتش أهمية الإسلام في تشكيل تاريخ الشرق الأوسط والعالم، والأهمية المستمرة لتعاليمه وتقاليده في يومنا هذا.

كما يسلّط الضوء على تنوع العالم الإسلامي، من حيث تقاليده الثقافية والدينية وهياكله السياسية والاجتماعية.

الكتاب ليس كتابًا شاملًا في التاريخ، ولكن تحظى فيه الموضوعات التاريخية التي أثرت على المجتمعات والثقافات باهتمام أكبر من غيرها.

نُشر الكتاب باللغة الألمانية عام 1935، وتُرجم لاحقًا إلى الإنجليزية ولغات أخرى، وتُرجم للعربية عام 2013، وأصبح منذ ذلك الوقت مقدمة كلاسيكية لتاريخ العالم لجميع قراء التاريخ.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة