عبد اللهيان يلتقي الأسد..

دعم إيراني لـ”تقارب” النظام مع العرب وموقفه في “الرباعية”

camera iconمن لقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، خلال زيارته إلى دمشق- 9 من آذار 2023 (سانا)

tag icon ع ع ع

قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، خلال لقائه رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في دمشق، إن بلاده لديها “ثقة كاملة بالمواقف والقرارات السورية، وستدعم هذه المواقف في الاجتماعات الرباعية المقبلة” المقرر عقدها الأسبوع المقبل بمشاركة تركيا وروسيا في موسكو.

ورحب الأسد خلال اللقاء، الذي جرى مساء الخميس 9 من آذار، بانضمام إيران إلى الاجتماعات المتعلقة بتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، مؤكدًا وجوب وجود “تحضير جيد للاجتماعات يستند إلى أجندة وعناوين ومخرجات محددة وواضحة”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

ودعم عبد اللهيان مسار التقارب بين النظام والدول العربية، معبرًا عن ارتياح بلاده لهذا المسار، وأنه يصب في “مصلحة الطرفين والمنطقة برمتها”.

وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره السوري، فيصل المقداد، قال عبد اللهيان، “إن المحادثات الثنائية والحوارات في المنطقة هي الحل الوحيد للأزمات، ونرحب بالاجتماعات الرباعية المرتقبة في موسكو بهدف الوصول إلى تعاون متزايد والخروج من هذه الأزمات”.

وأشار إلى ضرورة احترام وحدة الأراضي السورية، وخروج القوات الأجنبية الموجودة بشكل غير شرعي على أراضيها، دون تحديدها، كما أفاد بأن إيران ستعمل على “تقريب وجهات النظر بين سوريا وتركيا”.

وذكر عبد اللهيان أن إيران “مرتاحة” للتطور الإيجابي في المواقف الإقليمية والدولية تجاه دمشق، في إشارة إلى مسارات التقارب العربية والتجميد المؤقت للعقوبات الغربية على النظام.

المقداد: “الرباعية” تركّز على خروج القوات الأجنبية

من جانبه، اشترط المقداد لعودة الأوضاع في سوريا إلى طبيعتها وتحقيق الاستقرار فيها، “القضاء على الإرهاب وإنهاء الاحتلال الأجنبي”، وأضاف أن الأولويات المشتركة للبلدين تتركّز حول ضرورة خروج القوات الأجنبية غير الشرعية من سوريا، سواء كانت في الشمال الغربي أو الشرقي، ومواصلة الحرب على الإرهاب.

وقال المقداد، إن المحادثات في الاجتماعات الرباعية المقبلة بموسكو، ستركز على بحث “إنهاء كل أشكال الاحتلال بأقصى سرعة”، وأضاف أنه جلب للمنطقة وشعوبها “الإرهاب والدمار”، مرحبًا بدوره بانضمام طهران إلى هذه الاجتماعات.

وأكد المقداد أن الحديث بين عبد اللهيان والأسد لم يقتصر على الزلزال، بل تطرقا أيضًا للمواقف الإقليمية والدولية ومواقف البلدين تجاه تلك التطورات، مشيرًا إلى أن مواقف البلدين “متشابهة إن لم تكن متطابقة”.

تنديد بالعقوبات

تطرق المؤتمر الصحفي لوزيري الخارجية إلى مواضيع أخرى بعيدة عن موضوع الاجتماعات الرباعية المقبلة والتقارب السوري- التركي، إذ أخذ موضوع شجب العقوبات الغربية وربطها بمضاعفة آثار الزلزال حيّزًا كبيرًا في المؤتمر، كما تطرق الطرفان إلى إدانة عمليات إسرائيل في سوريا وفلسطين.

وامتدح المقداد الدور الإيراني المساعد بعد كارثة الزلزال، قائلًا إن إيران كانت من “الدول الأولى التي أسهمت في عمليات البحث والإنقاذ بعد الزلزال”، ويأتي عدد الطائرات الإيرانية المحمّلة بالمساعدات إلى مناطق نفوذ النظام في المرتبة الرابعة بعد الإمارات وليبيا والعراق، بواقع 15 طائرة، حتى 5 من آذار الحالي، وفق رصد باحثين بالمصادر المفتوحة.

المقداد اتهم الدول الغربية التي تفرض العقوبات بمفاقمة معاناة الشعب السوري، وحرمانه الغذاء والدواء ومقومات الحياة، وأنها عرقلت جهود مواجهة تداعيات الزلزال، واصفًا إياها بـ”الكارثية” بنفس درجة الزلزال.

وجدد المقداد خطاب النظام بالتنديد بجميع العقوبات الغربية المفروضة على سوريا، وإيران، وروسيا، معتبرًا أنها “تمثّل شكلًا من أشكال الإرهاب الاقتصادي والعدوان على الإنسانية”.

وطالب المقداد برفع العقوبات عن سوريا، وعدم الاكتفاء بـ”خطوات تجميلية الهدف منها إعطاء انطباع إنساني كاذب استجابة للمناشدات السورية والأممية”، وفق تعبيره.

بدوره، أعرب عبد اللهيان عن أسفه لعدم مراعاة بعض الدول “المعاناة” الناتجة عن العقوبات المفروضة على سوريا، وهو ما وصفه بـ”المعايير المزدوجة للولايات المتحدة والدول الغربية التي تدعي الإنسانية”، مطالبًا برفع العقوبات وتقديم المساعدات دون تسييس، وذكر أنه طرح مسألة رفع العقوبات خلال الاجتماعات الأخيرة لمجلس حقوق الإنسان في جنيف.

رفض “التوربينات” الإسرئيلية بالجولان

وعلى الصعيد الإسرائيلي قال المقداد، إن سوريا وإيران ترفضان وتدينان “مخطط التوربينات التهويدي” في الجولان المحتل، كما ندد بالعمليات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

أما عبد اللهيان فقد أدان القصف الإسرائيلي المتكرر على الأراضي السورية، مبرزًا الغارة الأحدث على مطار “حلب” الذي يستقبل المساعدات الإغاثية لمتضرري الزلزال، قائلًا إنها تشكّل انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة.

قادم من تركيا

وصل وزير الخارجية الإيراني اليوم إلى اللاذقية، حيث بدأ جولته بتفقد الأماكن المتضررة والمتضررين، قادمًا من جولة مشابهة في تركيا، حيث التقى نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو.

وكشف وزير الخارجية التركي عن عقد اجتماع رباعي على مستوى نواب وزراء الخارجية في موسكو الأسبوع المقبل، بمشاركة النظام السوري وتركيا وروسيا وإيران.

وخلال مؤتمر صحفي لوزيري الخارجية التركي والإيراني، في 8 من آذار الحالي، أكد جاويش أوغلو إمكانية عقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية في المرحلة المقبلة، عندما “يراه الجميع مناسبًا”.

وحول مشاركة إيران في المحادثات بين تركيا والنظام، قال جاويش أوغلو، إن إيران أبدت رغبتها في المشاركة بالاجتماع الثلاثي مع الطرف السوري وتركيا رحبت، مشيرًا إلى أن اجتماعات “أستانة” هي “المسار الوحيد الذي يعمل حتى الآن في القضية السورية”.

من جانبه، أبدى عبد اللهيان ترحيب بلاده بالمشاركة في إعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق قائلًا، “نرحب أيضًا بعودة العلاقات التركية- السورية، ونحن مهتمون بالعمل على حل سوء التفاهم بين سوريا وتركيا”، وفق ما نقلته وكالة “إرنا” الإيرانية عن المؤتمر.

وبدأت التحركات الفعلية نحو تسوية العلاقات بين النظام وتركيا بلقاء وزراء الدفاع بوساطة روسية في موسكو نهاية عام 2022، لتبدي بعدها إيران رغبتها بدخول المفاوضات، وهو ما أكدت عليه دمشق وموسكو لاحقًا.

وبحسب المتحدث باسم “الكرملين”، ديمتري بيسكوف، فإن هناك خطة لزيارة رئيس النظام السوري إلى روسيا، دون تحديد موعد الزيارة، مشيرًا إلى أنه سيعلن عنها في وقت محدد، لأسباب “أمنية”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة