“المتهمة”.. كثير التذكّر يضني

tag icon ع ع ع

يندرج المسلسل المصري “المتهمة” في إطار أعمال الجريمة والإثارة التي بُنيت حبكتها على لغز، وقضية تعمل على حلحلتها وكشف تفاصيلها على مدار حلقات العمل.

وإذا كانت الأعمال الدرامية بعظمها تسير وفق أحد نسقي الحبكة، تصاعدي من البداية للنهاية، أو أسلوب “الخط خلفًا”، عبر البدء من النهاية، ثم إعادة تفسيرها ومنطقتها، فإن أعمال الجريمة تتيح الجمع بين الأسلوبين في عمل واحد، عبر سرد الأحداث في الزمن الحاضر بعد وقوع الجريمة، لتجسيد ظروف الأبطال، والعودة بالزمن أيضًا إلى ما قبل وقوعها لتقديم مبرراتها وشرح آلية تنفيذها وظروفها والغاية منها.

والحكاية أن “نورهان”، سيدة متزوجة، تشهد جريمة قتل زوجها قبل أن تهرب بسيارتها، فتتعرض لحادث سير يفقدها ذاكرتها القريبة، ما يعني نسيانها للجريمة، وما يتعلق بها، وما يضعها أيضًا في خانة الاتهام الأولى.

وما إن تدرك الزوجة المكلومة موقعها من الحادثة حتى تهرب من الشرطة، محاولة إثبات براءتها عن بُعد، ومنتظرة ما تجود به الذاكرة، في سبيل معرفة الجاني.

في العمل كما في الحياة، تغدو الذاكرة سلاحًا ذا حدين، فكثير التذكّر يضني، وقليله قد يحمي، أو يضني أيضًا، لكن لا بد من تفسيرات.

وعبر الاستعانة بـ”رضا”، شاب سائق سيارة أجرة، وصديقه المحامي، تسعى “نورهان” للبحث عن براءتها، وعلى طريق هذه البراءة، تتبدى جوانب مخفية من شخصية زوجها الضحية، وشخصيتها، إلى جانب المتهمين الآخرين، دونما يترك مجالًا للشك بالزوجة، ففقدانها للذاكرة يفقد القضية أي إشارة محتملة قد تصدر عنها بهذا الصدد.

ويعرض العمل عبر حلقاته العشر تفاصيل وأحداثًا كثيرة، وصولًا إلى لحظة الكشف التي تضع القاتل أمام المشاهد، وفق سيناريو غير متوقع.

يشير “المتهمة” إلى عالم خفي قد لا يكون بالإنسانية المنشودة في أروقة المستشفيات، في ظل احتمالية التزوير، وصولًا إلى تبديل الجثة، أو استئصال أعضاء وبيعها، بالإضافة إلى حالة الطمع والخيانة والمكيدة التي تشكّل توابل لجريمة القتل حين يكون الضحية ميسور الحال.

العمل من تأليف وإخراج تامر نادي، وسيناريو أحمد فوزي ونادين نادر، ومن إنتاج “سيدرز آرت بروداكشن”، عام 2022، وهو متاح للمشاهدة عبر منصة “شاهد”.

ويتشارك في البطولة كل من عادل كرم، ودرّة، ودياب، ومحمد عبد العظيم، ورشيد الشامي، ومحمد التاجي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة