انحباس الأمطار يثير مخاوف المزارعين ومربي المواشي بالحسكة

camera iconأرض زراعية لمحصول القمح المروي تُسقى بالرذاذ في ريف القامشلي الجنوبي- 26 من شباط 2023 (عنب بلدي/ مجد السالم)

tag icon ع ع ع

الحسكة – مجد السالم

تفاءل مزارعو الحسكة مطلع شباط الماضي، بعد أن عادت الأمطار للهطول مجددًا عقب أشهر من قلتها في المنطقة، لكن حالة التفاؤل لم تستمر طويلًا، إذ انقطعت الأمطار لاحقًا.

الجفاف الذي يضرب المنطقة هذا الشتاء، تسبب بإخراج العديد من الأراضي المزروعة بالمحاصيل البعلية من الإنتاج، نتيجة لفشل الحبوب في عملية الإنبات، بحسب ما قاله مزارعون من المنطقة لعنب بلدي.

بينما شارفت مساحات مزروعة أخرى على الخروج من توقعات الإنتاج، بحسب ما قاله المهندس الزراعي طارق العايد، وهو من سكان المنطقة نفسها، لعنب بلدي.

إنقاذ لبعض المحاصيل

المهندس الزراعي اعتبر أن الهطولات المطرية السابقة جاءت في “لحظة حرجة”، ولو استمرت أيامًا قليلة أخرى، كانت ستؤثر إيجابيًا على المحاصيل البعلية العطشى.

كما أن مزارعي المحاصيل المروية أيضًا كانوا سيستفيدون من هذه الهطولات كثيرًا، لأن الأمطار تعني أنهم سيتوقفون عن ري محاصيلهم عن طريق الآبار التي يكلّف تشغيلها مئات الآلاف من الليرات يومًيا ثمنًا للمحروقات وغيرها.

معاون مدير زراعة الحسكة في حكومة النظام، المهندس عز الدين الحسو، قال في حديث سابق لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن الأمطار الهاطلة مطلع شباط كانت “منقذة للمحاصيل البعلية، ولا سيما محصولي القمح والشعير”.

وأضاف أن “فعاليات المنخفض الجوي سترفع نسبة إنبات المحصولين من 35% إلى الضعف”، ولها “دور كبير في مساعدة محاصيل البقوليات على الإنبات”.

توقعات الحسو لم تنعكس على الواقع بالنسبة لمزارعي المحافظة، إذ توقفت الأمطار منذ 10 من شباط الماضي، ما أعاد المحاصيل البعلية إلى “مرحلة الخطر” مرة أخرى.

المهندس طارق العايد قال من جانبه، إن الأيام المقبلة “حرجة جدًا” للمحاصيل البعلية التي تعتبر في بداية مرحلة الإنتاج، وتحتاج إلى المياه بشكل كبير.

وأضاف أن عودة توقف الأمطار وارتفاع الحرارة النسبي، أديا إلى تبخر المياه من سطح التربة وجفافها، في حين أن حالة المحاصيل المروية جيدة على الرغم من الصعوبات التي تواجه المزارعين في تأمين المحروقات الكافية لتشغيل آبار السقاية.

واعتبر المهندس أن ارتفاع أسعار الأسمدة وربطها بسعر صرف الدولار حصرًا، صعّب أيضًا على مزارعي المحاصيل المروية مراحل دورة الإنتاج، إذ يبلغ سعر الطن الواحد من سماد “اليوريا” نحو 750 دولارًا أمريكيًا في السوق السوداء.

من جانبها، أعلنت “الإدارة الذاتية“، صاحبة النفوذ شمال شرقي سوريا، في 5 من آذار الحالي، أنها حددت سعر طن سماد “اليوريا” بـ630 دولارًا.

بينما تكمن مشكلة السماد المقدم من سلطات المنطقة، بحسب ما رصدته عنب بلدي من عدة مزارعين، في تأخر توزيع وتوفير المادة من قبل “الإدارة” وعدم كفايتها للجميع.

وتبلغ مجمل المساحة المزروعة بمحصولي القمح والشعير المروي والبعل في الحسكة نحو 707 آلاف هكتار، بحسب وكالة “سانا“.

 مربو المواشي يعانون أيضًا

مربو الثروة الحيوانية بدورهم تحدثوا عن مصاعب تواجههم في تربية وتجارة المواشي.

هايل محمد رشيد (30عامًا)، وهو مربي أغنام من ريف القامشلي الجنوبي، قال لعنب بلدي، إن الأمطار تحسن من المراعي الطبيعية، إذ يعقبها نمو العشب والحشائش التي توفر طعامًا مجانيًا للمواشي بعد الغلاء “الكبير” في أسعار الأعلاف.

ارتفاع أسعار الأعلاف الناتج عن سوء المحاصيل الزراعية لهذا العام، أدى إلى خسائر بالنسبة لمربي الماشية.

هايل قال أيضًا، إن تساقط الأمطار يشجع السكان على تربية وشراء المواشي، ففي مطلع شباط الماضي، شهدت أسواق بيع الماشية أو ما يُعرف محليًا باسم “علوة الغنم”، تحسنًا في حركة البيع والشراء والأسعار، وسجل سعر “الغنمة” الواحدة مع خروفها الصغير نحو مليون و500 ألف ليرة سورية، ومن دون صغيرها نحو 800 ألف ليرة سورية، بينما بلغ سعر “الكبش” مليوني ليرة سورية، والماعز نحو 500 ألف ليرة سورية.

وتتحكم وفرة الأعلاف ومدى انخفاض أسعارها ووفرة المراعي المجانية بأسعار المواشي في الحسكة.

وتعتبر الأراضي الخضراء “مراعي مجانية” بالنسبة لمربي المواشي، وهي تتأثر بتوفر الأمطار أو حالة الجفاف.

حسن السيد (52 عامًا)، مربي ماشية من ريف بلدة الجوادية الجنوبي، قال لعنب بلدي، إن وضع المراعي تحسن في الآونة الأخيرة، وخفف من عبء توفير الأعلاف على المربين.

حسن عبّر أيضًا عن خوفه من استمرار انحباس الأمطار بعد أن كانت الهطولات جيدة مطلع شباط الماضي، باعتبار أن الجفاف سيؤدي إلى انخفاض أسعار الماشية مرة أخرى.

وأضاف أن الأعلاف التي تقدمها “الإدارة الذاتية” لا تكفي قطيع المواشي الذي يملكه، وهو عبارة عن 35 رأسًا من الأغنام، كونها تعتمد على إحصائيات قديمة لتقديم المخصصات، علمًا أن أعداد المواشي تتغير بين اليوم والآخر.

من جهته، أعلن مكتب الثروة الحيوانية في لجنة الزراعة والري عبر موقع “الإدارة الذاتية” الرسمي، أنه بدأ “بتسليم الدفعة الثالثة من مادة النخالة لمربي المواشي في محافظة الرقة”.

وبحسب الإعلان، “بلغت مخصصات الرأس الواحد من الأغنام كيلوغرامين من النخالة، أما مخصصات الأبقار والجمال فبلغت عشرة كيلوغرامات للرأس الواحد، ومخصصات الخيول 35 كيلوغرامًا للرأس”.

بينما لم تبدأ عمليات التوزيع حتى لحظة تحرير هذا الخبر، بحسب ما رصدته عنب بلدي خلال حديثها مع مربين للمواشي في الحسكة.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة