“الأغذية العالمي”: سوء التغذية آخذ بالارتفاع في سوريا

camera iconأحد مراكز "الدفاع المدني" المتخصصة بمتابعة أمراض سوء التغذية لدى الأطفال في إدلب (عنب بلدي/ هدى الكليب)

tag icon ع ع ع

قال برنامج الأغذية العالمي (WFP) التابع للأمم المتحدة، إن متوسط الأجر الشهري في سوريا يغطي حاليًا نحو ربع الاحتياجات الغذائية للأسرة فقط، وإن حوالي 12.1 مليون شخص في سوريا، أي أكثر من نصف عدد السكان، يعانون انعدام الأمن الغذائي.

وجاء في بيان المنظمة الأممية، الصادر الثلاثاء 14 من آذار، أن سوريا من بين البلدان الستة التي تعاني أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي في العالم، وهناك 2.9 مليون شخص آخرين مهددون بخطر انعدام الأمن الغذائي.

وعزا البيان هذا التدهور في الأمن الغذائي إلى عدة أسباب، منها اعتماد البلاد الشديد على الواردات الغذائية، وآثار الصراع الطويل، بالإضافة إلى الدمار الذي خلّفه الزلزال في سوريا وتركيا مؤخرًا، حيث فاقم الاحتياجات الإنسانية.

وبحسب المنظمة، فإن أحدث البيانات تظهر أن سوء التغذية آخذ بالارتفاع، مع وصول معدلات التقزم بين الأطفال وسوء التغذية لدى الأمهات إلى مستويات “غير مسبوقة”.

وتساءل المدير القطري للبرنامج في سوريا، كين كروسلي، عن الوضع الذي يجب أن يصل إليه الشعب السوري ليقول العالم “كفى”، قائلًا، “قصف، وتهجير، وعزلة، وجفاف، وانهيار اقتصادي، والآن زلازل ذات أبعاد مذهلة. إن السوريين يتمتعون بمرونة كبيرة، لكنّ هناك حدودًا لما يمكن أن يتحمله الأشخاص”.

وأوضح البرنامج أن كارثة الزلزال جاءت في ظل ارتفاع لأسعار المواد الغذائية في سوريا، مشيرًا إلى أن سلة المواد الغذائية الأساسية التي يقيس عليها برنامج الأغذية العالمي نسبة تضخم أسعار الغذاء “تضاعف سعرها خلال 12 شهرًا، ومن المتوقع أن يستمر المسار التصاعدي لسعر السلة الغذائية التي هي الآن أغلى 13 مرة مما كانت عليه قبل ثلاث سنوات”.

وأدى تضرر البنية التحتية، وارتفاع تكلفة الوقود، والظروف الشبيهة بالجفاف، إلى هبوط إنتاج القمح في سوريا بنسبة 75%.

ضعف التمويل يهدد بتقليص المساعدات

يقدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية لـ5.5 مليون شخص في جميع أنحاء سوريا، لكن أزمة التمويل التي يواجهها البرنامج في البلاد تهدد بتقليص المساعدات في حين يعتبر الناس بأمس الحاجة إليها، بحسب ما جاء في البيان.

وطلب البرنامج تمويلًا عاجلًا بقيمة 450 مليون دولار أمريكي كحد أدنى لمواصلة المساعدات لأكثر من 5.5 مليون شخص في جميع أنحاء سوريا حتى نهاية العام الحالي، ويشمل ذلك 150 مليون دولار لتوفير المساعدات الغذائية لمدة ستة أشهر لـ800 ألف شخص تضرروا من الزلزال، مشيرًا إلى أن البرنامج سيضطر إلى تقليص عدد المستفيدين من خدماته “بشكل حاد” بحلول تموز المقبل إذا لم تتوفر الموارد الكافية.

المديرة الإقليمية لبرنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا الشرقية، كورين فلايشر، قالت، “إن العديد من السوريين يرددون عبارة (لقد نسينا العالم الآن)”، مشددة على حاجة البرنامج إلى الأموال لمواصلة توفير الغذاء لملايين العائلات، حتى يتمكن السوريون من تأمين غذائهم بأنفسهم من جديد.

وأشار البرنامج إلى أنه يعمل أيضًا على إيجاد حلول طويلة الأمد لمساعدة المجتمعات في سوريا للحد من اعتمادها على المساعدات الغذائية المباشرة، من خلال دعم إعادة تأهيل أنظمة الري والمطاحن والمخابز والأسواق في جميع أنحاء البلاد.

وفي 9 من آذار الحالي، نشر فريق “منسقو استجابة سوريا” بيانًا قال إنه صادر عن برنامج الأغذية العالمي بشأن تخفيض جديد لمحتوى سلال الأغذية الموزعة عن طريقه.

وذكر الفريق أن هذا التخفيض هو السادس من نوعه منذ عام 2020، لتصبح محتويات السلة 991 سعرة حرارية بدلًا من 1170 كانت توزع في أيار 2022، وسيطبق القرار الجديد بدءًا من نيسان المقبل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة