لماذا أغلق معبر “عون الدادات” شرقي حلب

سيارات وأشخاص ينتظرون قرب معبر “عون الدادات” الفاصل بين مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” ومناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية ” (قسد) بريف حلب الشمالي الشرقي (نورث برس)

camera iconسيارات وأشخاص ينتظرون قرب معبر “عون الدادات” الفاصل بين مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” ومناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية ” (قسد) بريف حلب الشمالي الشرقي (نورث برس)

tag icon ع ع ع

أغلقت “الشرطة العسكرية” التابعة لـ”الجيش الوطني السوري” و”الحكومة السورية المؤقتة” معبر “عون الدادات” (الإنساني) الواصل بين مناطق نفوذ “الجيش الوطني” و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

ويسيطر “الجيش الوطني” بدعم تركي على ريفي حلب الشمالي والشرقي، ومدينتي رأس العين وتل أبيض شمال شرقي سوريا، وجميعها متصلة مع الحدود التركية، كما تفصلها معابر داخلية مع مناطق سيطرة النظام، ومناطق “قسد” الذراع العسكرية لـ”الإدارة الذاتية”، المسيطرة على شمال شرقي سوريا بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

وأفاد مراسل عنب بلدي شمالي حلب، أن المعبر أغلق في 16 من آذار الحالي، دون إعلان رسمي، في حين علِق عشرات المدنيين داخل المعبر معظمهم من النساء والأطفال.

ونشر ناشطون تسجيلات مصوّرة تظهر تجمع العشرات من المدنيين بانتظار افتتاح المعبر، عقب ساعات من إغلاقه.

ما الأسباب

 مسؤول في المعبر قال لعنب بلدي، إن الإغلاق جاء بعد تراكم المشكلات لمعظم المراجعين، بسبب صعوبة حصولهم على كفلاء يخولونهم العبور بين مناطق نفوذ “قسد” و”الجيش الوطني”.

وأضاف المصدر، طلب عدم ذكر اسمه لعدم حصوله على إذن بالحديث إلى الإعلام، أن إدارة المعبر أخلته من المسافرين خلال اليومين الماضيين، إذ لا يوجد مدنيون داخله اليوم، وأعيد معظم المسافرين إلى وجهتهم التي جاؤوا منها.

وعن موعد إعادة افتتاح المعبر، قال المصدر، إن “الشرطة العسكرية” تنسق مع وزارة الدفاع في “الحكومة المؤقتة” لحل مشكلة الكفالات، وسيعاد افتتاح المعبر خلال الأيام القليلة المقبلة حال التوصل إلى حل للمشكلة.

إغلاق المعبر جاء في وقت أتيحت فيه الإجازات بالنسبة للسوريين المقيمين في تركيا عقب الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا والشمال السوري، لزيارة عائلاتهم، إذ عبر مدنيون من مناطق “الوطني” باتجاه مناطق “قسد” عبر المعبر نفسه، ويتوقع عودتهم بالطريقة نفسها بعد أيام.

وجاء إغلاق المعبر عقب شهر على افتتاحه، إذ أعلنت “المؤقتة“، في 2 من شباط الماضي، عن افتتاح معبر “عون الدادات”، مشيرة إلى أن المعبر جاهز لعبور المدنيين وفق شروط معيّنة.

بينما لم تصدر “الإدارة الذاتية” المظلة السياسية لـ”قسد” أي بيانات أو توضيحات حول فتح المعبر، واقتصر الحديث عن ذلك فقط على “الحكومة المؤقتة” المظلة السياسية لـ”الوطني”.

حاولت عنب بلدي التواصل مع “الشرطة العسكرية” التابعة لـ”الحكومة المؤقتة” للوقوف عند أسباب إغلاق المعبر، لكنها لم تتلقَّ أي رد.

كما لم تصدر وزارة الدفاع في الحكومة “المؤقتة” أي توضيحات حول أسباب الإغلاق.

شروط العبور

سبق أن حددت إدارة “الشرطة العسكرية” شروطًا لكل راغب بالانتقال من وإلى مناطق سيطرة “قسد” والنظام السوري عبر المعبر، وكانت:

-تأمين كفيلين يحملان هوية مجلس محلي، وسيتم تسجيل المعلومات الكاملة عن كل كفيل، ويجب أن يكون الكفيل العسكري حاصلًا على الهوية العسكرية، ويجب تحديد درجة القرابة بحسب الأصول (أب، ابن، أخ، أخت، أم، بنت، زوجة، زوج).

-تقديم صور عن بطاقة الوافد الشخصية وصورة شخصية حديثة له.

-تحديد مدة الزيارة وتعتبر “مؤقتة” لمدة شهر، و”دائمة” من شهر فما فوق، وسيحصل بموجبها (الدائمة) على ورقة تخوله استخراج هوية من المجلس المحلي.

-توقيع تعهّد بعدم الدخول إلى تركيا، وفي حال حدث ذلك ستُفرض بحقه غرامة مالية (دون تحديد قيمتها).

-يُمنع الذكور من 18 إلى 30 سنة من مغادرة مناطق سيطرة “الجيش الوطني” باتجاه مناطق سيطرة “قسد” والنظام.

شروط وأوراق مطلوبة للدخول عبر معبر “عون الدادات” الفاصل بين مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” شمالي سوريا، ومناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية ” (قسد) في ريف حلب الشرقي (إدارة المعبر)

شروط وأوراق مطلوبة للدخول عبر معبر “عون الدادات” الفاصل بين مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” شمالي سوريا، ومناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية ” (قسد) في ريف حلب الشرقي (إدارة المعبر)

إغلاقات متكررة

تكرر إغلاق المعبر من قبل طرفي السيطرة عبر السنوات الماضية لفترات متقطعة، بعضها لسنة، وبعضها لأشهر أو لأيام أو ساعات.

وتنوعت أسباب الإغلاق بين الوقاية من مخاطر انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، وأسباب أمنية متعلقة بتفجيرات تعرّضت لها مناطق سيطرة “الجيش الوطني”، أو للصيانة.

خلال فترات فتح المعبر وإغلاقه، اتُهمت العديد من فصائل “الجيش الوطني” بإدارة عمليات التهريب، سواء للبضائع التجارية أو للبشر، مقابل الحصول على المال، كما تُتهم بفرض مبالغ إضافية على القادمين من مناطق سيطرة “قسد” والنظام الراغبين بدخول الحدود التركية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة