"البنتاغون": الروس تخلوا عن مبدأ البروتوكولات المتبع

مقاتلات روسية تكثف اختراق أجواء قاعدة “التنف” الأمريكية

camera iconقاعدة "التنف" العسكرية الأمريكية جنوب شرقي سوريا - 2018 (AP)

tag icon ع ع ع

حلّقت مقاتلات روسية مسلحة فوق قاعدة “التنف” العسكرية الأمريكية في سوريا، بشكل شبه يومي خلال آذار الحالي، وهو ما ينتهك اتفاقًا بين الطرفين عمره أربعة أعوام، وينذر بالتصعيد، وفقًا لتصريح مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).

وجاء في تصريحات لقائد القوات الجوية في القيادة المركزية الأمريكية، أليكسوس غرينكويتش، لشبكة “NBC” الأمريكية، نشرتها اليوم، الخميس 23 من آذار، أن أحدث تحليق روسي فوق قاعدة “التنف” حدث الأربعاء، وأن الطائرات الروسية انتهكت المجال الجوي نحو 25 مرة حتى الآن هذا الشهر، دون أي اختراق في شباط الماضي، و14 انتهاكًا في كانون الثاني الماضي.

وأوضح غرينكويتش أن التحليق الروسي فوق القاعدة يكون بشكل منخفض على مسافة نحو 1.6 كيلومتر من الأرض، واصفًا إياه بالوضع “غير المريح”، مع وجود قوات أمريكية على الأرض خلال فترة التحليق.

وذكر الجنرال الأمريكي أن من بين الطائرات الروسية التي تحلّق فوق القاعدة الأمريكية مقاتلات “سو 34″، وبعضها يحمل ذخيرة من نوع “جو – جو”، وأخرى من نوع “جو – أرض”، وقنابل وصواريخ موجهة بالرادار وبالأشعة تحت الحمراء.

ولا يعتقد غرينكويتش أن الطائرات الروسية تعتزم استخدام الأسلحة ضد القوات الأمريكية، “لكن هذا التحليق يزيد من مخاطر سوء التقدير”، وفق تعبيره، مشيرًا إلى حادثة تحطم الطائرة الأمريكية دون طيار في البحر الأسود الأسبوع الماضي.

وقال غرينكويتش، “يبدو أن الروس قد تخلوا خلال الأشهر الماضية عن مبدأ البروتوكولات المتبع”، موضحًا التزام الولايات المتحدة ببقائها بعيدًا عن القوات الروسية البرية بحسب طلبهم.

وفي عام 2019، وضعت الولايات المتحدة وروسيا قواعد جوية في سوريا لتجنب المواجهات المباشرة المحتمَلة، واتفق الجانبان على أن التحليق المباشر فوق مواقع كل منهما على الأرض، وخصوصًا بالطائرات المسلحة، غير مقبول.

وعلى الرغم من استخدام الجيش الأمريكي خط منع التضارب مع الروس للاحتجاج على هذا التحليق الجوي، لم يتغير السلوك الروسي، مؤكدين عدم اعترافهم بأن المجال الجوي فوق “التنف” هو مجال جوي أمريكي، وفق غرينكويتش.

“نمط عدواني خطير”

في 16 من آذار الحالي، قال قائد القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، الجنرال إريك كوريلا، “إن المقاتلات الروسية التي تستهدف المواقع الأرضية، حلّقت فوق قواعد أمريكية داخل سوريا في محاولة منها للاستفزاز”.

وفسر كوريلا التصرفات الروسية بأنها وسيلة “لإعادة التفاوض بشأن بروتوكولات انعدام النزاع، التي يخرقونها كل يوم”.

وخلال مؤتمر صحفي، في 15 من آذار الحالي، أكد وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أن الولايات المتحدة تشهد “نمطًا عدوانيًا ومليئًا بالمخاطر، وغير آمن من الطيارين الروس في الأجواء الدولية”.

في حين قال رئيس هيئة الأركان المشتركة، مارك ميلي، الذي كان برفقته في المؤتمر، “إن الولايات المتحدة تعمل على تحليل نمط السلوكيات الروسية لتحدد بالضبط المسار التالي”، مشيرًا إلى أن هذه “السلوكيات” لا تستهدف الولايات المتحدة فحسب، بل أيضًا المملكة المتحدة ودولًا أخرى.

وتملك الولايات المتحدة حوالي 900 جندي في سوريا ضمن قاعدتين منفصلتين (التنف، حقل العمر)، للمشاركة في محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وتتعرض هذه القواعد لهجمات متواترة من طائرات مسيّرة، أو ضربات صاروخية، أحدثها في 13 من آذار الحالي، حين أعلنت “سينتكوم” عن تعرض قاعدتها العسكرية في حقل “العمر” النفطي شرقي سوريا لاستهداف بصاروخين دون معلومات عن أضرار بشرية أو مادية.

ويدعو قادة روسيا وإيران والصين، وانضمت إليهم تركيا في تموز عام 2022، أمريكا لسحب ما تبقى من قواتها العسكرية من سوريا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة