“واحد تاني”.. الرضا والسخط عن الذات عبر الكوميديا

camera iconأحمد حلمي بدور مصطفى في أحد مشاهد فيلم “واحد تاني”

tag icon ع ع ع

يقدّم الفيلم المصري “واحد تاني” فكرة ذاتية قابلة للتعميم من شأنها فتح باب الأسئلة أو الحوار مع الذات حول الشخصية وتكوينها، ومستوى الرضا عنها.

والقضية أن “مصطفى”، الذي يعمل اختصاصيًا اجتماعيًا في مصلحة السجون، يكتشف بمحض المصادفة، أن حياته تسير على إيقاع روتيني غير جذّاب، خالية من كل الأشياء التي كان يتمناها أو يصبو لتحقيقها.

خلال لقاء برفاق مقاعد الدراسة أتى بعد سنوات انقطاع، يستعرض كل منهم مغامراته وقصصه وإنجازاته على مدار سنوات الفراق، إلا “مصطفى”، ينتهي حديثه قبل أن يبدأ، مفقدًا الأجواء بهجتها.

وعلى شرف التغيير، لأجل نفسه، ولأجل “فيروز”، الحب القديم الذي عاد إلى الواجهة بلقاء الرفاق، يقرر “مصطفى” أخذ “لبوسة” أو “تحميلة” قادرة على قلب شخصيته وإحياء الشغف في حياته مجددًا، لكن العملية لا تسير على النحو المطلوب، ما ينتج عنه انقسام الشاب إلى شخصيتين، لكل منهما حالتها النفسية وطاقتها ورؤيتها المختلفة للحياة، وفي ظل غياب إمكانية تدخل طبي يرضي الشاب التواق للتغيير، لا بد من التعايش مع حالتين منفصلتين وشخصيتين في جسد واحد، لا علاقة لإحداهما بالأخرى، على مستوى المنطق والذائقة والسلوك، ولا حتى الذاكرة.

يقدم الفيلم كمختلف أعمال بطله، أحمد حلمي، رسائل كثيرة، قالبها وإطارها العام كوميدي، الرضا أو السخط عن الذات، وتقبّل الذات أو الآخر، والسعي للتغيير، والتضحية في سبيل الحب، واستدراك الفرص الضائعة، والإيمان بالذات، كلها “ثيمات درامية” واضحة الحضور في الفيلم، إلى جانب تقديم الحدث وفق مناخ درامي محرّض، ومطالب بالتغيير حين لا يكون الواقع مصممًا على مقاس الآمال.

كما يستند العمل في الوقت نفسه إلى بطولة جماعية، ورغم حضور البطل الطاغي كمحور ومحرّك أحداث، فإن فريق العمل يضيف عامل جاذبية آخر يشجّع على المشاهدة.

يترك الفيلم مساحة جيدة لتخيلات المشاهد التي لا يساعد نص الفيلم المكتوب بعناية على تحقيقها، فالمفاجأة حاضرة، والأحداث صعبة التوقع، طالما أن الفكرة ككل غير واقعية، حاليًا على الأقل.

صدر الفيلم منتصف عام 2022، من تأليف هيثم دبور، وإخراج محمد شاكر خضير، ومتاح للمشاهدة عبر تطبيق “شاهد”.

فيلم “واحد تاني” الذي يمتد لـ111 دقيقة، من بطولة أحمد حلمي، وروبي، وسيد رجب، وعمرو عبد الجليل، ونور إيهاب، وأحمد مالك.

واستطاع العمل الترويج لنفسه بقوة عبر أغنية رافقت الفيلم وسبقت طرحه في دور العرض، وهي من غناء أحمد حلمي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة