عاصفة بافارية.. ناغليسمان يدفع الثمن

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

اعتادت أروقة النادي البافاري في ألمانيا نوعًا معينًا من العواصف وأساليب التغيير التي لطالما كانت في أغلبها سريعة عاصفة ومثيرة للجدل، وشهدت السنوات الماضية رعب أوروبا من نادي بايرن ميونيخ في البطولة الأوروبية الكبرى “الشامبيونزليج”، سواء كان البايرن سيد البطولة أو منافسًا عليها في الإقصائيات، وسيطرة مطلقة أو شبه كاملة على البطولات المحلية في الدوري والكأس والسوبر، حيث لم تذهب بطولة أو لقب إلى نادٍ آخر إلا فيما ندر.

العواصف التي تدك حصون القلعة البافارية غالبًا ما تكون داخلية وغير مفهومة، إما استعجالًا وإما لتأخرها بحق مدرب أو تعاقد أو مسيرة نتائج، واعتاد النادي الألماني البطل إقالة المدربين منتصف الموسم، ولربما التضحية بما تبقى من الموسم بسبب هذا الإجراء على عجلته أو تأخره.

هكذا كانت الحال مع كارلو أنشيلوتي ومن ثم نيكو كوفاتش، واليوم مع ناغليسمان الذي أقيل قبل يومين ليكون الألماني توماس توخيل بديلًا له في الصراع البافاري على ثلاث بطولات، وعلى الرغم من أن كل مدرب خرج على وضع لا يشابه غيره، فإن السؤال دائمًا كان يفرض نفسه من العشاق والمتابعين والنقاد، لماذا الآن؟ أو لماذا تأخرتم حتى الآن؟

وفعلًا، في هذا الموسم وعلى اعتبار أن بايرن ميونيخ ليس الفريق المرعب في أوروبا ولا حتى محليًا، فإنه ما زال يحارب على بطولة الدوري مع بوروسيا دورتموند ويونيون برلين، وهذا أمر طبيعي في ظل سيطرته على البطولة خلال المواسم العشرة السابقة، ويلعب في الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر سيتي مطلع الشهر المقبل، أي ما زالت حظوظه موجودة بالبطولة واللقب، وفي مسابقة الكأس يلعب أمام فرايبورغ في ربع النهائي.

ماذا استجد حتى جاءت خطوة الإقالة السريعة؟ هل خسارة الفريق أمام ليفركوزن طبيعية ومنطقية أمام ظروف المشاركة في عدة بطولات والمنافسة عليها كلها؟

شخصيًا، لست مقتنعًا بأن ناغليسمان قادر على تطوير الفريق البافاري كما كان رأيي مع آراء كثيرين عندما جاءت خطوة تعيين نيكو كوفاتش مدرب آينتراخت فرانكفورت السابق، إذ تشعر بأن هذه القرارات جاءت كمغامرة غير محسوبة ولا يحتاج إليها الفريق الألماني العظيم، ولكنها حدثت وانتهى الأمر، لماذا لا يتم الخروج بأقل الأضرار؟

السؤال الآن، اسم توماس توخيل مهم لأي فريق ولأي ملعب يدخله بعد سلسلة النتائج المبهرة التي حققها في الأندية التي درب لها، ولكن من يضمن بأنه سيمشي بالبايرن لخطف البطولات الثلاث؟ بعبارة أدق، لماذا تضحي إدارة البايرن وتدخل مغامرة غير محسوبة، لماذا لم تترك ناغليسمان لنهاية الموسم ومن ثم يبدأ توخيل بتحضيراته وأسلوبه وتعاقداته قبل أي مباراة في الموسم الجديد؟

من المتعارف عليه أن نادي بايرن ميونيخ يعتز بلاعبيه ومدربيه القدامى والمعتزلين، وله طرق وأساليب بروتوكولية جميلة في تكريم عظمائه وأبنائه، ولكن في بعض المواسم، تظهر ملامح “قلة الاحترام” مع الكوادر في غرفة الملابس أو مع المدربين المراد إزاحتهم من المنصف وترحيلهم خارج الفريق، وهنا لا بد من التنويه بأن الصحافة والمجلات والمواقع هي من سربت أخبار إقالة السيد ناغيلسمان والتعاقد مع توماس توخيل للتدريب، ولم يصدر عن النادي أي بلاغ للمدرب أو للإعلام، ولم يتم توجيه الدعوة للمدرب ناغيلسمان لإبلاغه قرار الإدارة قبل أن يصل إلى وسائل الإعلام، ما ضرورات هذا التصرف بحق من كان مديرًا فنيًا للفريق الأول؟

نحن هنا لا نستخف بإمكانيات توماس توخيل، ولا نعظم دور ناغيلسمان، أبدًا، فلكل منهما اسمه ودوره وأدواته في المستطيل الأخضر، لكن من حقنا سؤال إدارة البافاري، ماذا لو كان الموسم بلا ألقاب أو دون لقب دوري أبطال أوروبا. هل سيكون الفشل مسجلًا لمنصب المدير الفني فقط؟

من يضمن ألا تكون العاصفة في الأيام المقبلة على رقبة توماس توخيل، المواسم العشرة الماضية لم تشهد استقرارًا إلا في زمن هانز فليك وبيب غوارديولا وبوب هاينكس، وفيما تبقى من أسماء دارت حولها العاصفة البافارية.. وما زالت تدور.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة