أحداث جديدة تعدّل مزاج جمهور “ابتسم أيها الجنرال”

tag icon ع ع ع

“جميع شخصيات المسلسل وأحداثه من وحي الخيال، وإن أي تشابه بينها وبين شخصيات حقيقية هو من قبيل المصادفة”.

بهذه الجملة التي يبدأ بها مسلسل “ابتسم أيها الجنرال” كل حلقة من حلقاته، ينفي العمل ارتباطه بالواقع، لكن للمشاهد السوري رأي آخر باعثه إمكانية إسقاط كل الأحداث دفعة واحدة على واقعه المعاش، وواقع بلاده السياسي أو ماضيها الذي قاد إلى هذا الواقع المر.

ورغم بداية بطيئة لم يعبّر بها العمل عن نفسه في الحلقات الأولى، استطاع “ابتسم أيها الجنرال” انتزاع إعجاب المشاهدين في حلقة أمس الأربعاء التي شهدت تصعيدًا على مستوى الحركة والقصة.

وتناولت الحلقة وفاة الرئيس السابق، ومحاولة ابنيه السيطرة على نظام الحكم رغم حالة عدم توافق بين قيادات الدولة من العسكريين، على اعتبار أن الابن الكبير للرئيس ما يزال دون السن المحدد للترشح للرئاسة.

إلى جانب ذلك فهناك بند في الدستور يعارض التوريث، ما دعا “الأوفياء” لـ”الرئيس الراحل” لاقتراح تعديل الدستور وإعادة تفصيله بما يتناسب مع قياسات الرئيس الشاب.

وفي المسجد، حيث جرى احتجاز الجسم العسكري للدولة لإنجاح الانقلاب، وأمام معارضة ضابط رفيع المستوى لخطوة من هذا النوع قد تودي بالبلاد نحو الهاوية، قتل فرات، المتعطش لخلافة والده في الرئاسة، الضابط، بنصحية من أمه، لتقابل هذه الخطوة بهتافات الآخرين “بالروح بالدم، معك”.

تشابه وتقاطع أحداث

هذه التفاصيل تشبه إلى حد بعيد، وتتقاطع بجزئيات معينة مع طريقة تولي الأسدين، الأب والابن، للسلطة في سوريا، فالأب جاء إلى الحكم على خلفية انقلاب عسكري تحت عباءة “التصحيح”، ووصول الابن إلى رأس هرم السلطة تطلّب تعديلًا دستوريًا خفّض سن الترشح للرئاسة إلى 35 عامًا، مرّ بالتصفيق تحت قبة “مجلس الشعب”.

وهناك أيضًا خلاف طارئ مع بلد شقيق وجار لـ”دولة الفرات” (كناية عن اسم رئيسها)، حضورها العسكري فيه يشبه أيضًا حالة الهيمنة العسكرية من قبل الجيش السوري في لبنان منذ سبعينيات القرن الماضي، وحتى عام 2005.

العمل الذي تعرضه محطتا “العربي 2″ و”تلفزيون سوريا” أحاطت به الكثير من ردود الفعل التي رحّب بعضها بحالة الجرأة في الطرح، كسابقة فنية في تاريخ الدراما السورية، بينما انتقد البعض حالة “التملّص” أو “التهرّب” من المواجهة مع النظام السوري عبر العمل.

الممثلة السورية ريم علي، التي تؤدي دور صوفيا، السيّدة الأولى، زوجة الرئيس في العمل، رحبت بحالة عدم توافق الآراء أو إجماعها على العمل.

وقالت عبر “فيس بوك”، “ما عملنا ثورة لحتى نقول للعالم ممنوع النقد، نحتاج النقد لننهض من جديد في دراما سورية تليق بأفكارنا، نحتاج لأصواتكم، و لكلماتكم”.

كما أبدى موالون ومقرّبون من النظام انزعاجهم من المسلسل، وعبر “فيس بوك”، قال دريد الأسد، ابن رفعت الأسد، عم رئيس النظام السوري، العائد إلى سوريا في 2021 هربًا من المحاكمة في فرنسا، بعد غياب 37 عامًا، “صرلنا 13 سنة عم نحضر مسلسل واحد بس عنوانو انتصِر أيّها البشّار”.

العمل من تأليف الكاتب السوري سامر رضوان، وإخراج عروة محمد.

ويتشارك البطولة كل من مكسيم خليل (الرئيس)، وسوسن أرشيد (سامية أخت الرئيس)، وعبد الحكيم قطيفان (العميد حيدر)، وغطفان غنوم (الضابط عاصي شقيق الرئيس) ومازن الناطور (رجل الأعمال المقرّب من السلطة أنيس الرومي)، وريم علي (صوفيا زوجة الرئيس) وعزة البحرة (والدة الرئيس)، ومرح جبر، وهو من إنتاج شركة “ميتافورا”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة