ذبح إناث المواشي يهدد الثروة الحيوانية بدرعا 

camera iconجزار يفرم اللحوم في درعا 28 كانون الأول 2022 (عنب بلدي/ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

درعا – حليم محمد

أدى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في محافظة درعا جنوبي سوريا إلى إجبار مربي المواشي على ذبح إناث الأغنام والماعز والأبقار، لانخفاض سعرها مقارنة بلحم ذكور الأنواع نفسها.

وتسهم هذه الظاهرة في فقدان الأمهات من هذه المواشي، ما يهدد الثروة الحيوانية بضرر جسيم على المدى الطويل.
ويعتبر لحم ذكور المواشي المفضّل بالنسبة لمستهلكي اللحوم، إلى جانب كونه الأغلى سعرًا.

ارتفاع أسعار ذكور المواشي في السوق المحلية بمحافظة درعا، دفع المستهلكين إلى شراء الإناث منها.

“استنزاف” الثروة الحيوانية

اشتهرت محافظة درعا خلال السنوات التي سبقت اندلاع الثورة السورية بكونها من أكثر المناطق التي تشهد ولائم جماعية تعتبر اللحوم فيها أساسية، ومن عادات وتقاليد المنطقة.

وبمرور الوقت، تدهور الوضع المعيشي في عموم الجغرافيا السورية، إذ يحتاج البعض إلى العمل ليوم كامل لتأمين خبز يومه، ما جعل من لحوم الحيوانات سلعة يتطلب شراؤها الحذر.

محمود (32 عامًا)، معيل لأسرة مكوّنة من ستة أشخاص، قال لعنب بلدي، إن ارتفاع أسعار اللحوم يدفعه لشراء لحوم الإناث، كونها أقل تكلفة من لحوم الضأن الذكر.

ووصل سعر الكيلوغرام من لحم الخروف إلى 75 ألف ليرة سورية (حوالي عشرة دولارات)، والكيلوغرام من لحم العجل إلى 60 ألف ليرة سورية (حوالي ثمانية دولارات).

وتتباين أسعار لحوم المواشي بين الأنثى والذكر، إذ وصل سعر كيلو الخروف الحي مؤخرًا إلى 32 ألف ليرة سورية، في حين يصل سعر كيلو أنثى الخروف الحية إلى 24 ألف ليرة سورية.

محمود أضاف أنه يفضّل شراء لحوم أنثى الأغنام كونها الأرخص ثمنًا، وهذا لا يعني أنه يشتريها باستمرار، فهي صعبة المنال بالنسبة له في معظم الأحيان.

ويحاول محمود شراء كيلوغرام واحد من اللحوم خلال شهرين، إذ لا يمكنه رفع الكمية أكثر من ذلك.

حال محمود تنطبق على كثيرين في محافظة درعا، حسب شهادات أرباب أسر تواصلت معهم عنب بلدي، إذ باتوا يفضّلون لحوم إناث المواشي كونها الأرخص سعرًا.

وسبق أن قال رئيس جمعية حماية المستهلك في دمشق، عبد العزيز المعقالي، لإذاعة “شام إف إم”، إن ذبح إناث الأبقار والعوس يهدد بانقراض الثروة الحيوانية.

وأشار إلى أن هذا السلوك يدعو لـ”دق ناقوس الخطر، وتدخل الدولة في إعفاء مربي المواشي ومستوردي الأعلاف من رسوم الاستيراد والجمارك، والعمل على دعم الفلاح بتكاليف الإنتاج المرتفعة”.

الطلب يزداد

مع مرور الوقت، يزيد طلب السكان على اللحوم الحمراء ولحوم الدجاج، خصوصًا في شهر رمضان.

وفاقم الإقبال على اللحوم خلال شهر رمضان الحالي من حالة ذبح إناث المواشي في محافظة درعا، كما زادت قلة الأمطار وعدم توفر الرعي للمواشي من هذه الظاهرة.

يعمل يوسف (38 عامًا) في تجارة المواشي، إذ لاحظ منذ منتصف آذار الماضي، ومع قدوم شهر رمضان، ارتفاع الطلب الذي حاول التجار تعويضه من خلال إناث الأغنام والأبقار، نظرًا إلى كون الموسم المطري لم يكن وافيًا هذا العام.

وتوجه معظم تجار اللحوم لشراء إناث المواشي لخلط لحمها مع لحم الذكور، وبيعها على أنها لحوم أكباش حمراء بغرض الكسب المادي، وهو أمر شائع في ظل غياب الرقابة التموينية منذ سنوات، لكنه تفاقم مؤخرًا.

احتكار وتهريب

لارتفاع أسعار اللحوم أسباب عدة، منها تصدير الأغنام وتهريبها، وكذلك تسمين الخراف لعيد الأضحى المقبل، بحسب ما قاله يوسف لعنب بلدي.

وأضاف أن أهم عوامل ازدياد الطلب على الخراف، هو احتكارها من قبل التجار خلال شهر رمضان، بغرض تسمينها وبيعها في عيد الأضحى المقبل.

وقال رئيس لجنة مربي ومصدّري الأغنام في اتحاد غرف الزراعة بحكومة النظام، معتز السواح، في حيث لصحيفة “الوطن” مطلع آذار الماضي، إن تصدير الأغنام “معلّق إلى ما بعد رمضان”، كون شهر آذار يعتبر فترة الولادات بالنسبة للمواشي.

وأضاف أن أسعار لحم الخروف “غير منطقية” في السوق المحلية، إذ يجب ألا ترتفع فوق 50 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة