الاجتماع الرباعي يبدأ في موسكو.. النظام يتمسك بموقفه

الوفد السوري إلى اللقاء الرباعي يجري مباحثات ثنائية مع الجانب الروسي- 3 من نيسان 2023 (الوطن)

camera iconالوفد السوري إلى اللقاء الرباعي يجري مباحثات ثنائية مع الجانب الروسي- 3 من نيسان 2023 (الوطن)

tag icon ع ع ع

بدأ اليوم، الثلاثاء 4 من نيسان، اللقاء الرباعي لنواب وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري، في موسكو، بعد لقاءات ثنائية تمهيدية انعقدت، الاثنين، وسط مزاج سياسي لا يوحي بإمكانية تحقيق تقدم ملموس من اللقاء.

وحضر اللقاء، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مع إصرار دمشق على “مبادئها” الخاصة بالحصول على ضمانات للانسحاب التركي من أراضيها، ووقف “دعم الإرهاب”، وسعي روسي للتوصل إلى صيغة توافقية.

وتحدثت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام اليوم، الثلاثاء، على لسان “مصادر متابعة” لم تسمِّها، عن إصرار تركي على الاستثمار الانتخابي لهذا الاجتماع، مع غياب أي تصريح أو تأكيد رسمي تركي علني حول الاستعداد للانخراط جديًا في المباحثات بناء على “ثوابت” النظام.

واعتبرت المصادر أن رفض الجانب التركي الخوض في المباحثات على هذه الأسس، وعدم التعهد بالانسحاب من الأراضي السورية، سيعني بالضرورة أن الاجتماع لم يصل إلى نتائج يمكن البناء عليها للتقدم نحو الخطوة السياسية والأمنية التالية.

وكان نائب وزير الخارجية السوري، أيمن سوسان، وصل إلى موسكو، الاثنين، وعقد لقاءات ثنائية مع نظيريه الإيراني، والروسي.

ومن المقرر أن يركّز وفد النظام خلال الاجتماع الرباعي اليوم على الوجود العسكري التركي على الأراضي السورية، ومكافحة الإرهاب، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية، وفق ما ذكره مصدر مطلع في موسكو لـ”الوطن”.

لقاءات ثنائية

بحث كبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني، علي أصغر خاجي، مع نظيره الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أحدث المستجدات في سوريا والمنطقة، وأكد الجانبان ضرورة حل القضايا القائمة بين سوريا وتركيا عبر الطرق السلمية والحوارات السياسية، وفق ما نقلته وكالة “تسنيم” الإيرانية.

وأبدى الطرفان دعمهما لتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، في إطار اللقاءات الرباعية، وعلى أساس القوانين والقواعد الدولية، ومبدأ حسن الجوار.

وذكرت وكالة “تاس” الروسية أن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي فيرشينين، ناقش، الاثنين، مع نظيره التركي، بوراك أكجابار، الوضع في سوريا، وضرورة تكثيف المساعدات الإنسانية للمتضررين جراء الزلزال الذي ضرب عشر ولايات تركية وأربع محافظات سورية في 6 من شباط الماضي.

ومنذ انطلاقه في 28 من كانون الأول 2022، عبر لقاء وزراء الدفاع لكل من تركيا وروسيا والنظام السوري، واجه مسار التقارب التركي مع دمشق مواقف مختلفة لم يحقق تعارضها، وتمسك النظام بسقف مطالب مرتفع، خطوة تضاهي اللقاء الوزاري ذاك، رغم الحديث عن خارطة طريق كان مأمولًا أن تفضي للقاء رئاسي يجمع الرئيس التركي بنظيره الروسي، ورئيس النظام، قبل الانتخابات التركية المزمع إجراؤها في 14 من أيار المقبل.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك لوزيري الخارجية، الروسي سيرغي لافروف، والإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي زار موسكو، في 29 من آذار الماضي، قال عبد اللهيان، إن هدف اللقاء تقريب وجهات النظر والمواقف بين أنقرة ودمشق، وإن زيارته السابقة إلى دمشق كانت بهذا الصدد.

لا تغيير

منذ بداية العام الحالي، ظهرت مجموعة مؤشرات لا توحي باتفاق يفضي إلى لقاء بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام السوري، بشار الأسد، وآخرها وأكثرها وضوحًا وصراحة، ما جاء على لسان الأسد خلال مقابلة أجراها مع قناة “روسيا اليوم”، في 16 من آذار الماضي، خلال زيارته الخامسة خلال الثورة إلى روسيا.

وحينها شن الأسد هجومًا على تركيا والقيادة السياسية فيها، بالتزامن مع فشل انعقاد لقاء نواب وزراء الخارجية الذي كان مقررًا في اليوم نفسه، قبل أن تنسفه علنيًا تصريحات الأسد الذي تحدث عن مطامع لدى السياسيين الأتراك يريدون تحقيقها من خلال الحرب في سوريا، لكن موسكو ربطت التأجيل بعدم الجاهزية، وفق وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو.

وبيّن الأسد أن المقترح التركي الذي وصل بشأن الاجتماع الرباعي على مستوى نواب وزراء الخارجية، هو ألا يكون هناك أي جدول أعمال للقاء، أو أي شروط من أي طرف، وألا يكون هناك أي توقعات.

وتابع، “نحن لم نضع شروطًا (…) طرح موضوع الانسحاب ثابت ولن يتغير، هو موضوع وطني، وليس سياسيًا”.

وردًا على سؤال حول إمكانية عقده لقاء مع الرئيس التركي قبل الانتخابات التركية، اعتبر الأسد أن كل طرف يعمل بأولويات مختلفة، وإذا جرى الانسحاب التركي من سوريا فلن يكون اللقاء مستبعدًا، لكنه لن يكون قبل تحقق الشروط بالنسبة للنظام، التي تركّز على بند الانسحاب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة