بعد “أبولو”.. مهمة فضائية للبشر على القمر

camera iconصواريخ من نوع "ستارشب" من شركة "سبيس اكس" الأمريكية التي ستسخدمها وكالة "ناسا" لمهمة "أرتميس"- (رويترز)

tag icon ع ع ع

أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، بعد أكثر من نصف قرن، عودتها إلى القمر بمهمة مأهولة تستهدف إنزال رواد فضاء على جارنا الأقرب، الذي زرناه ست مرات حتى الآن، قبل أن توقف “ناسا” الرحلات المأهولة إلى القمر في السبعينيات بعد عودة مهمة “أبولو 17”.

وتأمل “ناسا” عبر مهمة “أرتميس 2” المرتقبة، رسم مسار لوضع البشر على سطح المريخ، بينما يتوقع العلماء استخدام ما هو موجود على القمر للإجابة عن أسئلة حول كيفية تشكّل النظام الشمسي.

ما الفائدة؟

توقفت رحلات “ناسا” إلى القمر مع “أبولو 17” عام 1972، الذي أنهى 17 رحلة، نجحت ست منها في الهبوط على سطحه، بتكلفة بلغت حينها 25 مليار دولار، وهو ما يعادل اليوم 150 مليار دولار، ما أنهك الميزانية الأمريكية في الفترة التي اشتدت بها حرب “فيتنام”، وأدى إلى توقف الرحلات.

ولانعدام جدوى المستعمرة القمرية حينها، والمردود العلمي والاستراتيجي الضئيل، توجهت “ناسا” نحو إرسال أول محطة فضاء أمريكية، ذات مردود أكبر لكونها مختبرًا يزوره رواد الفضاء دوريًا لتنفيذ التجارب ودراسة تأثيرات وجود الإنسان لفترات طويلة في الفضاء.

وبمرور السنوات، انخفضت ميزانية “ناسا” بشكل كبير، وتحول الاهتمام من القمر إلى أجرام سماوية أخرى بتكلفة أقل، ومردود علمي أكبر، وهو ما صعّب من وصول الإنسان إلى القمر مرة أخرى بالنسبة إلى الوكالة الأمريكية.

وتغيرت المعطيات اليوم بعد انخفاض تكلفة الرحلة حاليًا بنسبة 80% تقريبًا، بفضل التطور التقني، ومشاركة القطاع الخاص في الرحلة، متمثلًا بشركة “سبيس إكس” المملوكة لرجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك.

في آذار الماضي، اقترح البيت الأبيض ميزانية قدرها 27.2 مليار دولار لوكالة “ناسا”، بزيادة قدرها 7% على العام الحالي، لزيادة التمويل نحو مهمة “أرتميس”.

ويرى مسؤولو “ناسا” أن بعثات القمر أساسية لبرنامج رحلات الفضاء البشرية إلى كواكب أبعد، وليست مجرد تكرار لرحلات “أبولو”، كما تأمل دفع الشركات التي تتطلع نحو إنشاء أعمال ثابتة من الأجهزة العلمية وغيرها من الحمولات إلى القمر، وإلهام الطلاب لدخول مجالات العلوم والهندسة.

وهناك اهتمام خاص بكمية الجليد المائي على القمر، الذي يمكن استخدامه لإمدادات المياه والأكسجين لرواد الفضاء في المستقبل، ويمكن أن يوفر الوقود للبعثات في أعماق الفضاء.

ولا يعرف العلماء مدى كمية المياه الموجودة على سطح القمر، أو مدى سهولة استخراجها من الصخور والتربة المحيطة، حيث يمكن للبعثات المقبلة أن تساعد على حل هذه المسألة.

متى الوصول؟

منذ نحو أربعة أشهر، نجحت رحلة “أرتميس 1″، وهي الاختبار الذي أُطلق لإرسال كبسولة من إنتاج شركة “سبيس إكس” دون وجود أي رواد فضاء على متنها، في مدار حول القمر، أما “أرتميس 2” فتهدف إلى تحقيق هبوط على سطح القمر في أواخر عام 2025، مع وجود توقعات أن تؤجل إلى عام 2026.

أما مهمة “أرتميس 3″، وهي عبارة عن مركبة فضائية تطورها “سبيس إكس”، فهي لنقل رواد الفضاء من المدار القمري إلى السطح، ومن المقرر أن يبدأ أول إطلاق تجريبي لهذه المركبة إلى الفضاء في الأسابيع المقبلة، وأن تحدث أول محاولة هبوط على سطح القمر للمركبة في نهاية نيسان الحالي.

ويعد الهبوط على سطح القمر أمرًا محفوفًا بالمخاطر، إذ انتهت محاولات الهند ومنظمة إسرائيلية غير ربحية بحوادث في عام 2019.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة