صداع وقطعة سكر… مع الكاتبة دانة عدنان الحبال

tag icon ع ع ع

حوار ريم الحمصي

الفرق رصاصة!

يموتون قصفًا…. نموت قلقًا

يموتون جوعًا…. نموت قهرًا

يموتون قنصًا…. نموت رعبًا

يموتون غرقًا…. نموت عجزًا

يموتون سجنًا…. نموت حسرة

تموت أجسادهم مرة واحدة وتبقى أرواحهم للأبد

تموت أرواحنا ألف مرة ولا يبقى منها غير هذا الجسد

ذلك الفرق بين سوريّ على أرض الوطن

وسوريّ منفي هناك خارج أسوار البلد

كهذه الرسالة المعبرة جمعت دانة كتابها الأول، كلماته مُزجت بين الأنين والحنين والأمل، رسائلها أهدتها إلى دمشق التي علمتها كيف تعشق العشق، وكيف تكتب على جدران الشوق شوقًا، علمتها الحنين في عتمة الحزن الدفين.

 من هي عاشقة الياسمين “دانة الحبال”؟

دمشقية المولد والمنشأ والعشق، تبلغ من العمر واحدًا وثلاثين عامًا، خريجة كلية الاقتصاد من جامعة دمشق، أم لثلاثة أطفال، بدأت بالكتابة في السادسة عشر من عمرها، نشرت لها حينها قصيدة متواضعة في الجريدة كمكافأة من والدها، ثم انقطعت فترة وعادت بشغف تحتضن قلمها وتسافر معه في أوجاع وطنها تبكي معه ألمًا وتبتسم أملًا بالسلام والعودة يومًا ما.

– أصدرتِ كتابك الأول “صداع وقطعة سكر” عنوان جميل ويحمل الغرابة، لماذا أسميته بهذا الاسم؟ وعن ماذا يتحدث؟

سأبدأ بالإجابة على الشطر الثاني من السؤال لأصل بها إلى الشطر الأول، الكتاب بمجمله هو جملة من الأوجاع التي طالت السوريين في سنوات الحرب الصعاب، وكوني مغتربة فكان النصيب الأكبر لنا نحن الغائبين والمغيبين، حنين قلوبنا إلى وطننا، الذي احتضن ذكرياتنا وذواكرنا، عشقنا إلى تلك البقعة من الأرض التي لم يغننا كل أوكسجين العالم عن عبق من نسيمها، إضافة إلى عدة رسائل إنسانية منها ما يخص قضية اللجوء سواء عن أهلنا الذين يلتحفون العراء في مخيمات العار، أو أولئك الذين فضلوا المخاطرة بحياتهم فاختاروا الهجرة “اللا شرعية”، ورسائل أخرى تترواح بين الوجع والأمل، لذا أسميته صداع وقطعة سكر، لأن النصوص جميعها تقفز بينهما، تارة تجعل الحنين يفتك بالجبين وأخرى تذيب الأمل في الروح كقطعة من سكر، في نهاية الكتاب هناك فصل صغير أسميته على هامش الصداع، هو من وحي معاناة المرأة الشرقية في بعض المجتمعات المنغلقة التي مازالت تنظر للمرأة على أنها حرف ساقط للأسف.

– ما الذي قصدته من تأليف هذا الكتاب؟

ما قصدته هو الذي لطالما أردته ومازلت، سأشرح، مهما كبرت أو صغرت أوجاع الإنسان وأحلامه وحتى لو رافق ذلك لديه قدرة على كتابتها، فهو بحاجة لقراءتها مكتوبة بقلم غيره، ترتاح بذلك نفسه وتهدأ وتيرة أحزانه فيصفو ذهنه ويستعيد كينونته، لذا أردت أن ألامس أوجاع أهل وطني فأخفف بذلك من وطأة همومهم ما استطعت وبنفس الوقت أوصل رسائلي إليهم وإلى العالم أجمع.

– ربما قد تكون دانة قد ورثت الحس الأدبي من الفنان القدير عدنان حبال رحمه الله، فهل تشبهين والداك؟ وبمن تقتدين؟

نعم دانة حبال نسخة عن والدها بمبادئه بأخلاقه، بطباعه وبشكله حتى، وأتمنى أن أكون يومًا بعلمه وثقافته وموهبته رحمه الله.

أقتدي بكل ما هو أخلاقي ومحفز بغض النظر عن الشخص الذي أتعلم منه.

– هل سنشهد دانة بأعمال أدبية أخرى وما هو جديدك؟

بضعة نصوص مبعثرة لم تنضو بعد تحت أي عنوان إضافة إلى رواية جديدة وهي روايتي الأولى مازالت قيد الكتابة وقد شارفت على الانتهاء.

– عبارة تهديها للنساء السوريات؟

لطالما كانت السورية مضرب المثل في الجمال، جمال الأخلاق والروح قبل جمال الشكل، أرجوك ابق كما أنت لا تسمحي للظروف أن تغيركِ، وتذكري أنكِ أينما ذهبتِ ومهما كبر محيطك الاجتماعي أو صغر فأنت جزء مهم من صورة المرأة السورية فلا تشوهيها ولا تجعليها ناقصة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة