"الفرقة الرابعة" و"الدفاع الوطني"..

“نيويورك تايمز”: قوات النظام السوري تبتز جامعي الكمأة لحمايتهم

سوريون يعرضون فطر الكمأة التي جمعوها للبيع في مدينة حماة- 6 من نيسان 2023 (AFP)

camera iconسوريون يعرضون فطر الكمأة التي جمعوها للبيع في مدينة حماة- 6 من نيسان 2023 (AFP)

tag icon ع ع ع

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إن قوات النظام السوري ومجموعات تابعة لها تستغل عمال جامعي الكمأة شرقي سوريا، وتبتزهم وتقاسمهم رزقهم مقابل تأمين الحماية لهم.

وذكرت الصحيفة، الاثنين 10 من نيسان، أن قوات تابعة لـ”الفرقة الرابعة”، التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام السوري، وقوات “الدفاع الوطني” (الرديفة لقوات النظام)، تجبر جامعي الكمأة على إحضار هذه القوات من أجل الحماية.

وأضافت أن القوات ترافق العمال وتقدم معلومات حول مكان زرع الألغام وتطالب بجزء كبير من الأرباح، ومن يرفض يواجه خطر الدوس على الألغام أو الخطف أو المهاجمة من قبل مسلحين.

ويعتقد بعض جامعي الكمأة أن بعض الهجمات يتم تنفيذها من قبل نفس القوات التي توفر الحماية، من أجل ثني الناس عن الذهاب بمفردهم إلى أماكن جمع الكمأة، وتركهم خارج الموسم، الذي يدر أرباحًا وفيرة.

ونقلت الصحيفة عن أحد أبناء محافظة دير الزور شرقي سوريا ويعمل بجمع الكمأة، أنه انضم إلى مجموعة من العاملين تحت حماية من قوات “الدفاع الوطني”، وكان الجنود مسلحين ببنادق آلية وعدد قليل من الرشاشات.

وذكر أن المقاتلين أنفسهم خائفون، وفي نهاية اليوم كان على العاملين بيع كل ما لديهم من كمأة لتاجر دفع نصف سعر السوق، وقال إن بقية الأرباح ذهبت إلى “رجال الميليشيا”.

وجاء في تقرير الصحيفة أن شابًا برفقة والده في مدينة دير الزور خرجا في مجموعات إلى الصحراء لجمع الكمأة، وكانوا برفقة جنود من “الفرقة الرابعة” للحماية، وفي نهاية كل يوم من البحث، كان عناصر “الفرقة الرابعة” يأخذون نصف محصولهم ويشترون الباقي بنصف سعر السوق.

وتابعت أن الشاب سئم من تسليم ما يعادل ثلاثة أرباع أرباح اليوم إلى الجنود، ونسق مع رجال قبيلة محلية مسلحة لتوفير الحماية، وفجأة تعرضوا لهجوم من مسلحين ودارت اشتباكات بين رجال القبائل والمسلحين، ولم يصب أحد بأذى لكن لم يعد جامعو الكمأة إلى المكان بعدها.

ويعد جمع الكمأة من الأنشطة الموسمية في مناطق البادية السورية، لكنه بات محفوفًا بالمخاطر منذ سنوات، ويتوجه الأهالي لجمع الكمأة مدفوعين بالفقر والبطالة وانهيار العملة والتضخم.

وتحول الموسم من نشاط ممتع ومحبب إلى موسم قتل وإصابات وموت، وبدلًا من الخروج إلى الصحراء مع العائلات بأدوات التسلية والترفيه، يأخذ جامعو الكمأة البنادق وأدوات الإسعافات الأولية.

وصارت حوادث الموت بسبب جمع الكمأة شبه يومية، وفقد العديد من الأشخاص حياتهم فيها جراء العديد من الأسباب، كالهجمات التي يقف خلفها مجهولون، أو انفجار الألغام الأرضية والقنابل من مخلّفات الحرب.

وقُتل في شباط الماضي، ما يقارب 75 شخصًا من جامعي الكمأة في البادية السورية، في ظروف غامضة، واتُهم بتنفيذ الهجوم تنظيم “الدولة الإسلامية” وقوات إيرانية نشطة في المنطقة.

اقرأ أيضًا: موسم الكمأة شرقي سوريا.. فرصة دخل “لا تعوض” محفوفة بالمخاطر




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة