تقرير يحصي مواقع قطع الأشجار الحرجية في عفرين

بحيرة ميدانكي أحد المواقع المتضررة جراء قطع الأشجار الجائر في عفرين شمالي سوريا - 15 من كانون الثاني 2023 (عنب بلدي/ أمير خربطلي)

camera iconبحيرة "ميدانكي" أحد المواقع المتضررة جراء قطع الأشجار "الجائر" في عفرين شمالي سوريا- 15 من كانون الثاني 2023 (عنب بلدي/ أمير خربطلي)

tag icon ع ع ع

نشرت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” اليوم، الأربعاء 12 من نيسان، تقريرًا لعمليات القطع “الجائر” للأشجار الحرجية والبرية في 114 موقعًا بمنطقة عفرين في حلب شمالي سوريا.

وبحسب التقرير، فإن 57 موقعًا تضرر بشكل كبير وقُطعت أشجاره بشكل شبه تام، كما بلغ عدد المواقع المتضررة بشكل متوسط 42 موقعًا، والمتضررة بشكل جزئي 15 موقعًا.

ويصل عدد الأشجار التي قُطعت في المنطقة ذاتها منذ عام 2018 إلى عشرات آلاف الأشجار، بناء على تقديرات المنظمة التي أشارت إلى حديث مصادر محلية عن أن عددها يصل إلى مئات الآلاف.

واعتمدت المنظمة في تقريرها على شهادات مباشرة حصلت عليها من أشخاص موجودين في الميدان، بالإضافة إلى الأدلة والمعلومات البصرية المتوفرة في المصادر المفتوحة، بعد مقارنتها بصور الأقمار الصناعية.

وأثبت التقرير عمليات قطع الأشجار في المنطقة بعد سيطرة فصائل للمعارضة السورية، مستندًا إلى 36 مقابلة وشهادة مباشرة، مع شهود ومصادر من السكان المحليين والنازحين داخليًا، ومصادر في “الجيش الوطني السوري”، وتاجرين يعملان في بيع الخشب، وعمال إغاثة لفت أحدهم إلى شراء المنظمة التي يعمل بها الأشجار المقطوعة من عفرين عبر أسواق بريف حلب الشمالي.

وركزت المنظمة على عمليات القطع “غير القانونية” للأشجار الحرجية في غابات عفرين، ونشرت 72 صورة لتحديد نسب القطع في كل مكان بعد ربط بعض الصور بأخرى حية للتحقق، على أن تخصص تقريرًا آخر لمسألة قطع أشجار الزيتون التي يملكها السكان الأصليون في المنطقة.

تحذيرات عمرها سنوات

منذ سيطرة “الجيش الوطني” على عفرين، حذرت جهات محلية ومؤسسات عسكرية من قطع الأشجار الحرجية في المنطقة وريفها، تحت طائلة المحاسبة ومصادرة أي سيارة محمّلة بالحطب، وتوقيف الجهة المسؤولة ومحاسبتها، لكن ذلك لم يوقف أو يخفف وتيرة الاحتطاب التي ترتفع قبل شتاء كل عام.

ونقلت عنب بلدي في وقت سابق، عن مصادر أهلية في المنطقة، تحفظت على نشر أسمائها لمخاوف أمنية، أن قطع الأشجار يتبعه بيع للحطب بما لا يقل عن 140 دولارًا أمريكيًا للطن الواحد.

وتعتبر الغابات أيضًا ضحية في الحروب والعمليات العسكرية الطويلة، إذ يمكن أن تتعرض أشجارها للقطع للتدفئة أو استخدام المنطقة لأغراض عسكرية، إلى جانب حركات النزوح التي تعمق مستوى الحاجات ضمن منطقة ضيقة، لكن هذه العملية تترك تأثيرًا على المستوى البيئي لا يمكن معالجته أو ترميمه بسهولة، إضافة إلى تهديدات باختلال النظام البيئي في المنطقة.

بحيرة ميدانكي في عفرين شمالي سوريا - 15كانون الثاني 2023 (عنب بلدي/أمير خربطلي)

فوائد وتوصيات

زاهر هاشم صحفي سوري مختص بالقضايا البيئية، كان أوضح لعنب بلدي أن القطع “الجائر” للأشجار يؤثر في حياة الناس وصحتهم، بالنظر إلى الفوائد الكبيرة التي تحققها الأشجار، كتوفير الهواء النقي والإسهام في الحد من تغير المناخ، إذ يمكن لشجرة واحدة امتصاص حوالي 150 كيلوغرامًا من ثاني أوكسيد الكربون سنويًا.

تسهم زراعة الأشجار في المدن بتنقية الهواء من الملوثات والجسيمات الدقيقة التي تضر الجهاز التنفسي، وتوفر بعض أنواع الغذاء مثل الفواكه والمكسرات، وتنظم تدفق المياه وتحسن من نوعيتها، إلى جانب دورها في الحفاظ على تماسك التربة، ومنع انجرافها، وتقليل العواصف الترابية، وتحسين الصحة الجسدية والنفسية.

أوصى هاشم في سبيل تسريع وتيرة التعافي، بزراعة الأشجار بشكل مستمر في مناطق القطع، والمناطق التي تتعرض للحرائق أيضًا، مع ضرورة مراعاة الأنواع التي تتلاءم مع الظروف البيئية المحيطة مثل الجفاف أو نقص الموارد المائية، كما يجب تعزيز إجراءات الحماية من الحرائق ونقاط المراقبة وتقنيات الإنذار المبكر في مناطق الغابات والمناطق السكنية القريبة منها، والتوقف عن قطع الأشجار أولًا.

وتشتهر عفرين بعدة أنواع من الأشجار الحرجية، منها البطم والسنديان والعرعر والزيتون البري والسماق والعناب البري والدلب والقطلب والكنار والشكوكة والمرخ.

ويؤثر إزالة الغابات وقطع الأشجار في التنوع الحيوي والمجتمعات المقيمة بالمنطقة، وتؤدي إلى تآكل التربة والفيضانات والتغير المناخي، وتهدد بعض الكائنات الحية بالانقراض.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة