رأس العين.. عودة الهدوء بعد توقف حفر خندق تركي قرب الحدود

مقاتلون في "الجيش الوطني السوري" قرب خطوط التماس مع "قوات سوريا الديمقراطية" في منطقة رأس العين بريف الحسكة- 8 من شباط 2022 (عزم/ تويتر)

camera iconمقاتلون في "الجيش الوطني السوري" قرب خطوط التماس مع "قوات سوريا الديمقراطية" في منطقة رأس العين بريف الحسكة- 8 من شباط 2022 (عزم/ تويتر)

tag icon ع ع ع

عاد الهدوء إلى مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة، بعد احتجاجات شهدتها قرى تابعة لها على خلفية حفر القوات التركية، خندقًا محاذيًا للحدود السورية- التركية، في أراضٍ خاصة تعود ملكيتها للمزارعين.

وأفادت مصادر محلية لعنب بلدي، بأن عمليات الحفر توقفت، بعد توجه عشرات الأشخاص من القرى الحدودية في رأس العين، إلى مكان إنشاء الخندق، والتظاهر أمام القوات التركية اعتراضًا على حفره.

وقال عناصر القوات التركية للأهالي، إن هدف حفر خندق في منطقة المبروكة التابعة لرأس العين، هو منع عمليات التهريب، وبدؤوا الحفر عبر آليات ضمن أراضي المزارعين بمسافة تبعد 300 مترًا عن الحدود.

وتدخّل عناصر من “الجيش الوطني السوري” لإبعاد الأهالي تجنبًا لأي صدام، وتحدثوا مع عناصر القوات التركية، الذين تراجعوا، إذ توقفت عمليات الحفر منذ مساء 24 من نيسان الحالي، وفق المصادر.

ولفتت المصادر إلى أن القوات التركية أبلغت الأهالي، بأن الهدف من إنشاء الخندق، هو إيقاف عمليات تهريب البشر إلى داخل الأراضي التركية.

مصدر مطّلع في “الجيش الوطني السوري”، قال لعنب بلدي، إن مشروع حفر الخندق في قرى رأس العين توقف بعد احتجاجات الأهالي، وأوضح أن هناك محاولة لحفر خندق عند مخفر قرية نص تل، التي تقع شرقي مدينة تل أبيض وتحاذي الجدار التركي، ولكنها توقفت أيضًا.

وذكر المصدر (غير مخول بالتصريح) أنه في حال تم استئناف عمليات الحفر، ستزداد الاحتجاجات، لأن الأهالي غير راضين عن ذلك، ويعتبرون الحفر بمثابة خسارة لأراضيهم، وتهجير وحصار لهم على طول الشريط الحدودي.

وتواصلت عنب بلدي مع المجلس المحلي في مدينة رأس العين، للحصول على توضيحات، وما إذا كان إيقاف عمليات الحفر مؤقتًا، أو تم التواصل مع الجانب التركي والاستجابة لمطالب الأهالي، لكنها لم تتلقَ ردًا حتى لحظة نشر هذا التقرير.

خريطة توضح مكان حفر خندق في رأس العين شمال شرقي سوريا (Guerra map)

خريطة توضح مكان حفر خندق في رأس العين شمال شرقي سوريا (Guerra map)

منطقة “محظورة”

منتصف نيسان الحالي، أصدرت وزارة الدفاع في “الحكومة السورية المؤقتة” تعميمًا، بإقامة منطقة عسكرية “محظورة” الدخول بعمق 300 متر، ولم تتحدث عن إنشاء خندق ضمن الأراضي الخاصة، كما لم تذكر أن المنطقة محاذية للحدود التركية.

وقالت الوزارة حينها، إن المنطقة تبدأ من خط التماس مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وعلى امتداد جميع الأرياف الواقعة على طول الحدود في مدينتي تل أبيض ورأس العين شمال شرقي سوريا (منطقة عمليات “نبع السلام”).

ويستثنى من المنطقة العسكرية، القرى والأحياء السكنية التي تقع داخل هذه المنطقة، وفق ما نشره المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع في 14 من نيسان، لافتًا إلى أن مهام الحفاظ على الأمن ضمن المنطقة العسكرية “المحظورة” على عاتق “الشرطة العسكرية” فقط.

ويمنح المزارعون تصريحًا خاصًا للدخول إلى هذه المنطقة، من قبل المجالس المحلية المعنية، بهدف متابعة الأعمال في الأراضي الزراعية الواقعة ضمن المنطقة.

وأرجعت الوزارة سبب تعميمها الموجه إلى تشكيلات ووحدات جناحها العسكري “الجيش الوطني السوري”، إلى تعزيز أمن واستقرار المناطق في المدينتين.

وسيطر “الجيش الوطني السوري” مدعومًا من تركيا على مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة ومدينة تل أبيض شمالي الرقة بعد معركة عملية “نبع السلام” التي أطلقتها تركيا في تشرين الأول 2019، ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

اقرأ أيضًا: المؤقتة تنشئ منطقة عسكرية “محظورة” على خط التماس مع “قسد”




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة