مسار الأردن تجاه العلاقة مع الأسد يواجه “شروطًا أمريكية”

مجلس جامعة الدول العربية (AFP)

camera iconمجلس جامعة الدول العربية (AFP)

tag icon ع ع ع

يرغب الأردن بإعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية، وفق مسار سياسي حمل اسم “المبادرة الأردنية”، وسط شروط أمريكية بدأت تظهر ملامحها، لتلبية مصالح واشنطن قبل الانخراط في المسار.

وخلال مقابلة أجرتها قناة “CNN” الأمريكية مع وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، قال إن “كل التحركات في العالم العربية ومحاولة الحصول على دور قيادي في الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة السورية سياسيًا حدثت في ظل الواقع الذي لم يكن فيه جهد فعال لحل الأزمة”.

الصفدي أضاف أن جامعة الدول العربية “تنظر قريبًا جدًا عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية”، مشيرًا إلى أن الأردن ناقش “مبادرة السلام” في سوريا مع الولايات المتحدة الأمريكية.

واعتبر أن “الوضع كانت تحكمه سياسات الوضع الراهن، التي نتج عنها المزيد من العلل، والمزيد من الألم والمعاناة للشعب السوري، وتهديدات متزايدة للمنطقة، بما في ذلك الأردن”.

“توصل الأردن منذ فترة إلى ورقة تطورت إلى مبادرة تستند إلى دور عربي رائد، وفق نهج خطوة مقابل خطوة، بالتنسيق مع شركائنا وحلفائنا، وتماشيًا مع القرار 2254 للتقدم نحو الحل في سوريا”، قال الصفدي.

أحدث إحاطة لوزارة الخارجية الأمريكية، في 3 من أيار الحالي، نوهت إلى أن الأردن وبعض الدول العربية “ضمنت المصالح الأمريكية في المنطقة بعد دخولها في مسار التطبيع مع نظام الأسد”، دون الإشارة إلى ماهية هذه المصالح.

وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قال خلال اتصال مع وزير الخارجية الأردني، بحسب ما نشرته الخارجية الأمريكية، الخميس، إن على النظام أن يعمل على خلق ظروف تحفز اللاجئين على العودة “بشكل طوعي وآمن وكريم”، متضمنة تحسين احترام حقوق الإنسان بدرجة كبيرة، وأكد أن القرار “2245” هو “الحل الوحيد” للصراع في سوريا.

وكان الأمين العام المساعد المشرف على شؤون مجلس جامعة الدول العربية، حسام زكي، قال في نهاية آذار الماضي، إن من المنتظر انعقاد القمة العربية في دورتها الـ32 بالمملكة العربية السعودية، في 19 من أيار الحالي.

وتأتي القمة المقبلة في ظل أجواء تقارب سياسي بين الرياض والنظام السوري، بعد اتفاق الجانبين على إعادة فتح سفارتيهما بعد عيد الفطر، إثر قطيعة سياسية منذ بداية الثورة في سوريا، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”، عن مصدر إقليمي موالٍ لدمشق في وقت سابق.

اقرأ أيضًا: مؤشرات تقلّص المسافة بين الأسد و”الجامعة العربية”

في 1 من أيار الحالي، التقى وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، بوزراء خارجية الأردن ومصر والعراق والسعودية، في العاصمة الأردنية عمان، وانتهى اللقاء ببيان ختامي، تضمن الاتفاق على وضع أجندة محادثات ستتواصل وفق جدول زمني يتفق عليه.

ويأتي اللقاء استكمالًا للاجتماع التشاوري لدول مجلس “التعاون الخليجي” والأردن والعراق ومصر، الذي استضافته السعودية في جدة منتصف نيسان الماضي، لبحث الموقف من عودة النظام السوري للجامعة العربية، لكن اللقاء انتهى دون التوصل إلى اتفاق حول ذلك.

وفي 12 من تشرين الثاني 2011، قرر وزراء الخارجية العرب، خلال اجتماع طارئ في القاهرة، تعليق مشاركة وفد النظام السوري في اجتماعات الجامعة العربية والمنظمات والمؤسسات التابعة لها، مع اتخاذ إجراءات أخرى، كفرض عقوبات سياسية واقتصادية.

كما طالب القرار الدول العربية بسحب سفرائها من دمشق، مع اعتبار القرار “سياديًا لكل دولة”، في إشارة إلى عدم إلزامية هذه الخطوة، ويما يتيح إمكانية التراجع عن أي خطوة من هذا النوع بمعزل عن “الجامعة”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة