مسلسل “تحت الوصاية”.. قوانين الماضي تنظم حياة اليوم

tag icon ع ع ع

يتناول المسلسل المصري “تحت الوصاية” واحدة من القضايا الملحة النابعة من المجتمع، لا يكتفي فيها بنقل لمحات عامة من حياة الناس، بل يتجه أكثر نحو التخصيص، وتبني المشكلة، لنقل الكثير من الرسائل على هامشها.

والقضية أن حنان، سيّدة مغلوب على أمرها، تقع بعد وفاة زوجها تحت رحمة عائلته، وتحديدًا والد زوجها، وشقيقه، على اعتبار أن جد طفليها صار وصيًا عليهما بعد وفاة الأب، كما أن العم الذي يدير إرث الطفلين (سفية صيد) يسرقهما في وضح النهار.

كل محاولة من الأم للاستقلال بطفليها، وتربيتهما كما ترغب، استمرارًا لنمط حياتهما حين كان الأب حيًا، تجابه بنمط مختلف ومتخلف يسعى الجد لفرضه بنعومة عبر تحكمه بموارد العائلة.

وبدعوى الحفاظ على أموال الأطفال وتأمين مستقبلهما يبعد الجد حفيده ياسين، وهو في العاشرة من العمر، عن نادي تدريب لكرة القدم، والكثير من السلوكيات الأخرى التي تدفع الأم لأخذ طفليها والهرب بهما بعيدًا عن سلطة الجد، الذي يريد تربية حفيديه على معطيات زمنه هو، لا زمنهما.

التسجيل بالمدارس، أو النقل من مدرسة لأخرى، أو سحب مبلغ بسيط من أرصدة الطفلين في البنك، كل ذلك لا يحق للأم القيام به في ظل وصاية الجد، ما يبدو وكأنه انعدام ثقة من السلطة أو القضاء والمحكمة بأهلية الأم في رعاية طفليها، وهو ما عبرت عنه بطلة العمل، عند سؤالها أحد الموظفين عن تخوين غير منطوق في قانون الوصاية الذي تسير مصر على هديه منذ خمسينيات القرن الماضي، متيحة لقانون الماضي تنظيم حياة اليوم.

لا وقت للعواطف

لا يتيح العمل فسحة لقصة عاطفية تسلّي المشاهد، لأن واقع حياة النساء اللواتي يشبهن حنان لا يكون حافلًا بالمغامرات عادة، فالمرأة تتحدى نفسها لتثبت للجد والعم معًا قدرتها على حماية طفليها وتنشأتهما بنجاح وهدوء ونظرة ناصعة للمستقبل، فتعمل بمهن يحّرمها المجتمع على المرأة، كالصيد على متن سفينة كبيرة، حيث يشقى الرجال.

المبررات في الدراما حاضرة كحضورها في الواقع، فالعم المتشبث بإدارة سفينة ابن وابنة أخيه مقبل على زواج تدعم فيه إدارته للمركب أو السفينة فرصه بالرضا والقبول، والطمع والحسد والاستغلال، توابل حاضرة في العمل، إلى جانب البحث عن الهوية والجدوى وقيمة الحياة أو القيمة فيها، وهو ما جسّده حرفيًا “الريّس ربيع”، الذي أدى دوره الممثل رشدي الشامي.

عرض العمل لأول مرة في رمضان الماضي، ويتكون من 15 حلقة فقط، ومتاح للمشاهدة عبر منصة “شاهد”.

“تحت الوصاية” من تأليف خالد دياب وشيرين دياب، وإخراج محمد شاكر خضير، وبطولة كل من منى زكي، ودياب، وعلي الطيب، ومها نصار، وأحمد خالد صلاح، وخالد كمال.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة