المقداد: فرصة سانحة لتحقيق الأهداف والمصالح

بالتنسق مع وزارات الدفاع.. “رباعي” سوريا يتفقون على إعداد “خارطة طريق”

اللقاء الرباعي في موسكو حول سوريا- 10 من أيار 2023 (مولود جاويش أوغلو/ تويتر)

camera iconاللقاء الرباعي في موسكو حول سوريا- 10 من أيار 2023 (مولود جاويش أوغلو/ تويتر)

tag icon ع ع ع

اتفق وزراء الخارجية الأربعة (تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري) على توجيه نوابهم لإعداد خارطة طريق لتطوير العلاقات بين أنقرة ودمشق، وفق بيان للخارجية الروسية جاء في ختام اللقاء الرباعي.

ونقلت وكالة “تاس” الروسية، أن المشاركين في اللقاء اتفقوا على إعداد خارطة الطريق بالتنسيق مع وزارات الدفاع في الدول الأربعة.

كما أشار الوزراء إلى “أجواء إيجابية وبناءة”، مع الاتفاق على مواصلة الاتصالات رفيعة المستوى والمحادثات الفنية بالشكل الرباعي خلال الفترة المقبلة.

وأجرى الوزراء مناقشة مركزة وصريحة حول القضايا المتعلقة باستئناف العلاقات بين أنقرة ودمشق في مختلف المجالات، وفق “تاس“.

المشاركون أكدوا التزامهم بسيادة سوريا ووحدة أراضيها ومكافحة الإرهاب يجميع أشكاله ومظاهره، مع التأكيد على أهمية زيارة المساعدات الدولية لسوريا، وتسهيل العودة الطوعية والآمنة الكريمة للسوريين إلى وطنهم، وإعادة الإعمار بعد “الصراع”.

وذكر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، عبر “تويتر”، أن الاجتماع تطرق إلى التعاون في توفير البنية التحتية للعائدين، ودفع العملية السياسية، والتعاون في مكافحة الإرهاب، وضرورة حماية وحدة أراضي سوريا.

من جانبها، أعادت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) نقل البنود التي تضمنها بيان الخارجية الروسية.

 

النظام مصرّ على الانسحاب التركي

وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، قال خلال الاجتماع، “نحن مستعدون للانخراط بشكل منفتح وبناء انطلاقًا من قناعتنا الدائمة بأن الحوار والنقاش هما السبيل الأفضل للوصول إلى الأهداف المرجوة”.

وتحدث المقداد عن الحدود الطويلة بين تركيا وسوريا وأهداف ومصالح مشتركة، مشيرًا إلى وجود فرصة سانحة للعمل بشكل مشترك لتحقيق الأهداف والمصالح، رغم كل “سلبيات السنوات الماضية”.

في الوقت نفسه، شدد المقداد على مسألة الانسحاب التركي وإنهاء الوجود العسكري “غير الشرعي” على الأراضي السورية، مؤكدًا أنه دون التقدم في هذا الموضوع “سنبقى نراوح مكاننا دون التوصل إلى نتائج حقيقية، وسنبقى نطالب ونصر على موضوع الانسحاب”، وفق تعبيره.

كما جرى تداول صورة لوزير الخارجية التركي، مصافحًا المقداد، في لقاء هو الأول من نوعه منذ بدء الثورة في سوريا عام 2011.

وزير الخارجية التركي يصافح المقداد على هامش اللقاء الرباعي في موسكو (متداول)

وزير الخارجية التركي يصافح المقداد على هامش اللقاء الرباعي في موسكو (متداول)

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، اقترح في كلمته الافتتاحية للقاء الرباعي وضع خارطة طريق لتطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أهمية إعادة الروابط اللوجستية بين أنقرة ودمشق.

وقال “قد تتمثل أفضل نتيجة لاجتماعنا اليوم في التوصل إلى اتفاق على توجيه الخبراء لوضع مسودة خريطة طريقة للتطبيع التركي السوري، بحلول موعد الاجتماع الوزاري المقبل”.

كما أشار إلى إمكانية رفعها إلى الرؤساء بعد ذلك، وفق ما نقلته قناة “روسيا اليوم”.

لافروف اعتبر أن خارطة الطريق يجب أن تتيح تحديد مواقف تركيا والنظام بوضوح، بشأن القضايا ذات الأولوية بالنسبة لهما، ما يعني حل مشكلة استعادة السيطرة على جميع أراضي البلاد، وضمان الأمن الموثوق به للحدود المشتركة بطول 950 كيلومترًا، ومنع وقوع هجمات عبر الحدود وتسلل “الإرهابيين”.

لأنقرة رأي مختلف

كان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قال في 6 من أيار، تعليقًا على مسألة الانسحاب التركي من سوريا، إن “إدارة الأسد” ليست لديها القدرة على إدارة هذه المناطق، موضحًا أنه حتى لو انسحبت تركيا من هناك، فإن المعارضة المعتدلة والقوات المدربة والمعارضة المعترف بشرعيتها من قبل الجميع، بما في ذلك الولايات المتحدة، موجودة.

ولكي يدخل النظام إلى هذه المناطق، يجب عليه أن يصطدم مع هذه القوات في النهاية، بحسب الوزير.

“إذا قال (النظام) سأستخدم الأسلحة الكيماوية، سأستخدمها مرة أخرى، سأقتل الجميع. هذا شيء آخر، لكن هذا سيؤدي إلى مذبحة خطيرة (…) وهذا يعني موجة هجرة، وملء التنظيمات الإرهابية للفجوة، والأهم أنها ستكون تهديدًا خطيرًا جدًا لأمننا القومي”، قال الوزير التركي، متسائلًا، “لماذا ندفع الثمن؟ هناك شهداء أيضًا”.

ودعا جاويش أوغلو النظام السوري للإجابة بوضوح عن سؤال، هل ما زال يؤمن بالحل العسكري، أم أن الحل السياسي ممكن، فلا يوجد حل وسط بينهما، والحل العسكري غير ممكن، حسب تعبير الوزير التركي.

وأضاف، “إذا قال سأستمر في محاربة الجميع، بصرف النظر عما يحدث، قد يستغرق الأمر عقودًا، وهناك خطر الانقسام في سوريا، والمخاطرة أن الهجرة مرتفعة، لأن الوضع الاقتصادي في الداخل ليس جيدًا”.

الدفاع من قبل

يأتي اللقاء الرباعي بعد آخر جرى في 25 من نيسان، وضم وزراء الدفاع وقادة الاستخبارات للأطراف الأربعة ذاتها.

وجرى وصف أجواء المباحثات حينها بـ”البناءة”، قبل أن يتبعها تكذيب متبادل بين أنقرة ودمشق، حول ما دار خلال الاجتماع من مناقشات.

وكان مسار التقارب التركي مع النظام انطلق رسميًا وبشكل علني، في لقاء وزراء دفاع تركيا والنظام وروسيا في موسكو، في 28 من كانون الأول 2022، قبل إعلان لافروف في 31 من كانون الثاني الماضي انضمام إيران إلى المباحثات.

اقرأ المزيد: لا رهانات كبيرة قبل الانتخابات في مسار تقارب أنقرة- دمشق




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة