أربعة مدربين في مربع الأبطال.. مدارس كروية تتصارع على اللقب

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – محمد النجار

بدأت تتضح بشكل أكبر الجزئيات البسيطة والتفاصيل “التكتيكية” لمدربي أندية مربع الكبار في بطولة “الشامبيونزليج”، مع اقتراب رحلة دوري أبطال أوروبا للموسم الحالي من خط النهاية، بعد انقضاء مرحلة الذهاب من دور نصف النهائي.

معركة أخرى مقوماتها الذكاء والحنكة والخبرة والخطط وأسلوب اللعب، تدور في غرف تبديل الملابس وعلى خط التماس قرب البساط الأخضر، يقودها الإسباني بيب جوارديولا مع فريقه مانشستر سيتي الإنجليزي وثلاثة مدربين من إيطاليا، كارلو أنشيلوتي مع ريال مدريد الإسباني، وستيفانو بيولي مع إي سي ميلان، وسيموني إنزاجي مع إنتر ميلان.

مدارس كروية وحنكة وفلسفة تدريبية وتاريخ مليء بالألقاب والبطولات لكل مدرب من أندية الأبطال الأربعة، يبحث كل واحد منهم عن إثبات الذات وتأكيد علوّ كعبه في أعرق بطولات القارة.

فلسفة جوارديولا

فرض الإسباني بيب جوارديولا إيقاعه على لقاء الذهاب في أبطال أوروبا، الذي جمع فريقه مانشستر سيتي مع الملكي في العاصمة الإسبانية مدريد، خاطفًا تعادلًا ثمينًا بهدف لمثله في مباراة بدت متكافئة الفرص مع استحواذ أكثر من قبل النادي السماوي.

ولم تكن المباراة مفتوحة، وبدا الحرص والحذر على كلا الفريقين لعدم استقبال أهداف ومباغتة الخصم بهدف يشتت تركيزه، ودخل جوارديولا اللعبة بخطة “3-2-4-1”.

ولم يستخدم جوارديولا أي تبديل للاعبين طوال المباراة، وهو أمر لافت لمدرب اعتاد الفريق والجمهور مشاهدة تبديلات غير متوقعة منه، في حين استخدم الإيطالي أنشيلوتي ثلاث أوراق من دكة البدلاء، بدخول ناتشو وتشواميني وأسينسيو.

ولا يريد جوارديولا (52 عامًا) الخروج عن الطريق الذي يسير به نحو إحراز لقب هذه البطولة لأول مرة في تاريخ مانشستر سيتي، والثالثة للمدرب بعد أن حقق مع فريق برشلونة لقب الأبطال موسمي 2008- 2009 و2010- 2011.

ويلعب جوارديولا بعدد من الخطط، منها “4-2-3-1″ و”4-3-3″، ولديه فلسفة خاصة في التعامل مع مثل هذه المواجهات معتمدًا على أفكار وفلسفة أستاذه يوهان كرويف (المدرب الهولندي الراحل) في تطبيق أسلوب اللعب الشامل والتبادل السلس والمتواصل المعروف بـ”تيكي تاكا”.

ويمتلك جوارديولا نجومًا كبارًا في صفوف السماوي، أبرزهم النرويجي إيرلينج هالاند، والبلجيكي كيفين دي بروين، والأرجنتيني جوليان ألفاريز، والبرتغالي دا سيلفا، والجزائري رياض محرز، والألماني جوندوجان، والإنجليزيان فودين وجريليتش وستونز وولكر.

ومنذ ظفر جوارديولا مع النادي الكتالوني بلقب أبطال أوروبا عام 2011، لم يحالف المدرب الإسباني الحظ في إضافة لقب البطولة إلى خزينة أرقامه وألقابه، وطاردته لعنة الإقصاء مع ناديي بايرن ميونيخ والسيتي.

ويدخل السيتي لقاء الإياب مع الريال في 17 من أيار الحالي، وهو متصدر الدوري وملاحق من قبل الوصيف نادي أرسنال، وتفصل بينهما نقطة واحدة ومباراة مؤجّلة لم يلعبها السيتي الذي يمتلك 82 نقطة بعد 34 جولة.

حكمة شيخ الطليان

تعامل الإيطالي كارلو أنشيلوتي بواقعية مع مباراة نصف النهائي أمام السيتي، ولم يترك المساحات مفتوحة أمام الفريق الخصم الذي ينقض على أي فريق يترك له فراغات، وحاول أن يباغت السيتي في الدقائق الأخيرة من المباراة، وأجرى ثلاثة تبديلات مع فريقه الريال لكنه لم ينجح في الخروج من فخ التعادل.

واعتاد أنشيلوتي كما الريال فرض شخصيته في دوري الأبطال مهما كانت الظروف المحيطة بالنادي، كما أن الحسابات أمام المدرب ليست معقدة على صعيد الدوري المحلي الذي بات قريبًا من غريمه التقليدي برشلونة.

ورغم وجود السيتي العنيد ومن خلفه جوارديولا المصمم على تحقيق اللقب، يدخل الريال المواجهة مسلحًا بالواقعية والتاريخ، فهو سيد البطولة الأوروبية بـ14 لقبًا، وسط انتصار له مؤخرًا بتحقيق كأس ملك إسبانيا على حساب أوساسونا.

ويسعى أنشيلوتي (63 عامًا)، شيخ المدربين الطليان والمتوّج بالبطولة أربع مرات، إلى تحسين الصورة المهزوزة التي ظهر فيها خلال موقعة الذهاب، وتعادله الذي كان وقعه على الجمهور كأنه خسارة.

أحرز المدرب لقب الأبطال مع نادي إي سي ميلان موسمي 2002- 2003، و2006- 2007، ومرتين مع الفريق الملكي، في 2013- 2014، و2021- 2022 (الموسم الماضي).

دخل أنشيلوتي المباراة بخطة “4-3-3″، ويُعرف بأنه مرن “تكتيكيًا”، لأنه في كل موسم يجد طريقة وخطة لعب تناسب إمكانيات لاعبيه، ولا يبتعد عن منصات التتويج.

ويعد أنشيلوتي واحدًا من أنجح وأفضل المدربين عبر التاريخ، إذ إنه أول مدرب في التاريخ يحرز لقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات، والمدرب الوحيد الذي حصد ألقاب الدوري في البطولات الأوروبية الخمسة الكبرى، وهو واحد من سبعة أشخاص فازوا بكأس أوروبا أو دوري أبطال أوروبا كلاعب ومدرب.

ويمتلك النادي الملكي ترسانة من النجوم، أمثال الفرنسيين كريم بنزيما وتشواميني وكامافينجا، والبرازيليَّين فينيسيوس ورودريجو، والألماني توني كروس، والكرواتي لوكا مودريتش، والأوروغوياني فالفيردي، والإسباني أسينسيو، والحارس البلجيكي كورتوا.

بيولي وإنزاجي.. معارك إيطاليا في أوروبا

في الضفة الأخرى من صراع نصف النهائي، يصطدم مدرب إي سي ميلان ستيفانو بيولي مع مواطنه مدرب الإنتر سيموني إنزاجي، في مواجهة إيطالية خالصة انتهت معركة الذهاب منها بفوز الإنتر بهدفين دون رد.

ميلان صاحب السبع نجمات في أبطال أوروبا، بدا مهزوزًا ومتأثرًا بغياب بعض الأسماء لديه، وتلقى هدفي المباراة في أول عشر دقائق، ولم يتمكن من تسجيل أي هدف على نظيره الإنتر ذي الثلاثة ألقاب في أبطال أوروبا.

وشهد “ديربي الغضب” خمسة تبديلات لكل مدرب، تقاسم فيه كلا المدربَين الأدوار من خلال سيطرة كل فريق على شوط من اللقاء، ولعب الإنتر مع إنزاجي (47 عامًا) بخطة “3-5-2″، في حين لعب الميلان مع بيولي (57 عامًا) بخطة “4-2-3-1”.

ويعيش الناديان صراعًا على مستوى الدوري المحلي مشابهًا لصراع دوري الأبطال، ويرغب كل منهما باقتحام مربع الكبار في الدوري، وحجز مقعد تأهل إلى البطولة القارية الموسم المقبل خاصة مع حسم لقب الدوري لمصلحة نابولي، إذ يحتل الإنتر المركز الرابع برصيد 63 نقطة بفارق نقطتين عن ميلان الخامس.

ولم يحقق المدربان لقب دوري أبطال أوروبا في تاريخهما، وابتعدت الأندية الإيطالية عن التتويج باللقب القاري منذ 13 عامًا، حين توّج الميلان في موسم 2006- 2007.

بعد مباراة ذهاب نصف النهائي، قال بيولي في تصريحات صحفية، إن فريقه كان الأفضل في الشوط الثاني رغم افتقاده التسجيل، وذكر أن الإنتر لعب بصورة أفضل في الشوط الأول، ونجح في ترجمة ذلك التفوق بتسجيله هدفين.

وأضاف بيولي، “نريد نتيجة أخرى وعلينا الإيمان بأنفسنا، هدفنا اللعب بكثافة وعدائية هجومية، لكنني أعتقد أن الإنتر كان الأفضل في المواجهات الثنائية، علينا رفع مستوانا في المباراة المقبلة للتأهل إلى الدور النهائي”.
من جانبه، أبدى إنزاجي سعادته بالأداء الذي ظهر عليه الإنتر، وقال بعد اللقاء، “نعلم أن هذه المباراة ليست سوى جولة واحدة، وفي موقعة الإياب سيكون خلفنا حشد من جماهيرنا، ونعلم أنه لا تزال هناك دفعة أخرى من جانبنا لتحقيق الحلم”.

ويعوّل بيولي على عودة النجم البرتغالي رفائيل لياو الذي كان غائبًا في لقاء الذهاب، بالإضافة إلى الإسباني إبراهيم دياز، والفرنسي أوليفيه جيرو، والبرازيلي جونيور ميسياس، والجزائري إسماعيل بن ناصر.

ويعتمد إنزاجي على لاعبين مميزين في صفوف الإنتر، أمثال الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز، والبوسني إدين دجيكو، والبلجيكي روميلو لوكاكو، ونيكولو باريلا، وفيديريكو ديماركو.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة