فتيل أزمة كوسفو وصربيا يشتعل.. توتر سياسي وتحركات عسكرية

ضباط من قوات الشرطة الخاصة يقفون بجوار سيارة محترقة بعد اشتباكات بين شرطة كوسوفو ومتظاهرين صرب حاولوا منع العمدة المنتخب حديثًا من أصل ألباني من دخول مكتبه سمالي البلاد- 26 أيار 2023 (رويترز)

camera iconضباط من قوات الشرطة الخاصة يقفون بجوار سيارة محترقة بعد اشتباكات بين شرطة كوسوفو ومتظاهرين صرب حاولوا منع العمدة المنتخب حديثًا من أصل ألباني من دخول مكتبه سمالي البلاد- 26 أيار 2023 (رويترز)

tag icon ع ع ع

وضع الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، جيش بلاده في حالة تأهب قتالي قصوى وأمر وحداته بالاقتراب من الحدود مع كوسوفو، على خلفية تصعيد الأخيرة في قمع الاحتجاجات بالمناطق ذات الأغلبية الصربية.

وقالت وكالة “رويترز“، الجمعة 26 من أيار، إن أوامر تلقاها الجيش الصربي من الحدود مع كوسوفو جاءت على خلفية اشتباكات بين شرطة كوسوفو ومتظاهرين معارضين لرؤساء البلديات من أصل ألباني.

من جانبها، وجهت الولايات المتحدة وحلفاؤها “توبيخًا” لكوسوفو لتصعيدها التوترات مع صربيا.

واعتبر الحلفاء أن “استخدام القوة لتنصيب رؤساء بلديات في مناطق عرقية الصرب يقوض الجهود المبذولة لتحسين العلاقات المضطربة مع صربيا المجاورة”، بحسب بيان مشترك صدر عن أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا.

وفي بلدة زفيكان الكوسوفية، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق حشد حاول منع رئيس بلدية منتخب حديثًا من دخول مكتبه، بعد تصويت قاطعته الأغلبية من صرب كوسوفو في أربع بلديات شمالية بالقرب من الحدود مع صربيا، في نيسان الماضي.

ومن جانبها أدانت بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وأمريكا قرار كوسوفو فرض الوصول إلى المباني البلدية في شمال كوسوفو، يوم الجمعة، ودعت السلطات إلى التراجع ووقف تصعيد الموقف.

ما قصة الاحتجاجات؟

بلدة زفيكان الحدودية مع صربيا شهدت احتجاجات قابلتها الشرطة الكوسوفية بالغاز المسيل للدموع، أسفرت عن إصابة عشرة أشخاص، بعد أن تجمع السكان أمام مبان حكومية احتجاجًا على تعيين رئيس جديد للبلدية وفق انتخابات قاطعها معظم السكان، بحسب شبكة “BBC” البريطانية.

وبحسب “يورو نيوز“، فإن انتخابات البلديات أجريت في أربع بلديات يسكنها الصرب في شمال كوسوفو، بعد أن ترك ممثلو الصرب مناصبهم العام الماضي.

الاستقالة جاءت احتجاجًا على رفض سلطات كوسوفو السماح بإنشاء جمعية لتنسيق العمل في مجالات التعليم والرعاية الصحية وتخطيط الأراضي والتنمية الاقتصادية على المستوى المحلي، بحسب الموقع المختص بنقل أخبار دول الاتحاد الأوروبي.

وترفض صربيا الاعتراف بإقليم كوسوفو الذي يشكل الألبان أغلب سكانه وأعلن استقلاله عنها في عام 2008.

ولا تزال مسألة كوسوفو تستحوذ على اهتمام نحو 6.7 ملايين صربي يعدّون هذه المنطقة المهد القومي والديني لبلادهم.

ويرفض العديد من أفراد الأقلية الصربية في كوسوفو (عددهم 120 ألفًا) إعلان ولائهم للدولة المستقلة، بتشجيع من بلغراد، وخصوصًا في شمالي كوسوفو بالقرب من الحدود مع صربيا، والذي يشهد اشتباكات متكررة ومظاهرات وأعمال عنف أحيانًا.

اقرأ أيضًا: كوسوفو وصربيا.. النبش في جبهة قديمة بين الغرب وروسيا

حرب قديمة تتجدد

تُعتبر حرب كوسوفو ضد يوغسلافيا (المكونة من صربيا والجبل الأسود) بين عامي 1998 و1999 إحدى أبرز حروب الاستقلال خلال العصر الحديث، إذ تدخلت قوات “حلف الشمال الأطلسي” (الناتو) عسكريًا لإنهائها.

وواجهت في هذه الحرب قوات جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية، التي كانت صاحبة النفوذ في كوسوفو حينها، جماعة متمردة ألبانية كوسوفية معروفة باسم “جيش تحرير كوسوفو”، مع الدعم الجوي من “الناتو” الذي بدأ في نيسان 1999، والدعم البري من الجيش الألباني.

وبعد فشل محاولات الحل الدبلوماسي، تدخل “الناتو” وبرر حملته في كوسوفو على أنها “حرب إنسانية”، الأمر الذي عجل بإقامة معاهدة” كومانوفو”، التي وافقت خلالها القوات اليوغوسلافية على الانسحاب من كوسوفو لترك الطريق مفتوحًا أمام الوجود الدولي فيها.

حل “جيش تحرير كوسوفو” نفسه بعد فترة وجيزة من نهاية هذه الحرب، وجرى إعلان استقلال كوسوفو دولة منفصلة عن جمهورية يوغوسلافيا الموالية لروسيا في عام 2008.

ومع السياق التاريخي السابق الذي انتهى باستقلال كوسوفو، لا تزال صربيا تعتبر الدولة المستقلة جزءًا منها، إذ قال الرئيس الصربي، ألكسندر فوسيتش، في 2 من آب 2022، إن “كوسوفو ليست دولة مستقلة”، وإنها “جزء من صربيا بموجب القانون الدولي”، موضحًا خلال حديثه لوسائل إعلام صربية أن “البعض يريد أن يرى الهجوم الروسي على أوكرانيا فرصة لإظهار صربيا على أنها موالية لموسكو من أجل إثارة الغرب”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة