“النار بالنار”.. من انقسام سوري- لبناني إلى خلافات صنّاع العمل

كاريس بشار بدور مريم تقف أمام جورج خباز بدور عزيز في "النار بالنار"- (أحد مشاهد العمل)

camera iconكاريس بشار بدور مريم تقف أمام جورج خباز بدور عزيز في "النار بالنار"- (أحد مشاهد العمل)

tag icon ع ع ع

يواصل مسلسل “النار بالنار” إثارة المزيد من ردود الفعل، بعد عرضه خلال موسم دراما رمضان 2023، وهو ما بدا من خلال المقابلات الإعلامية المتتابعة التي أجراها بعض صناع العمل.

المسلسل الذي جاء لتصوير حالة عدم الوفاق بين السوريين واللبنانيين، والعودة لجذور جزئية للقصة لا تعكس المشهد كليًا، ثم معالجتها عبر الدراما على الأقل، كرس حالة انقسام بين العاملين عليه أنفسهم بعد عرض العمل.

والقضية أن بطلة “النار بالنار”، كاريس بشار، أطلت منتصف أيار في برنامج “كلام نواعم”، عبر شاشة “MBC”، وانتقدت آلية إخراج العمل، وقالت كاريس إن رسالة العمل لم تصل كما يجب، وتحولت المقولة من مكان إلى آخر.

كما أوضحت أن المخرج وظّف بعض المشاهد في غير مكانها، ومنها مشهد كتبه الممثل جورج خباز، ليظهر به يضع الخاتم في يد مريم، وهي المشرحة، تعبيرًا عن تبدل موقفه من السوريين، لكن المخرج سرق المشهد واستعمله بين المراهق (يؤدي دوره ابن المخرج)، والمراهقة، وكان دور المراهق لا يتعدى 25 مشهدًا ليتحول بعد تعديلات والده على النص إلى دور بطولة.

وأوضحت أن 27 حلقة من النص كانت جاهزة قبل التصوير لكن الحذوفات التي تجري على أرض الواقع كانت تخل ببنية العمل، في الوقت الذي كان يجري به تعزيز مشاهد في طرف آخر.

وبيّنت الممثلة أنها لم تكن على دراية بعمليات الحذف والتعديل على النص، وهو ما اعتبرته قلة أمانة ممن كان يحذف ويعدل ويهدر مشاهد مصورة خلال عملية المونتاج.

كاتب العمل رامي كوسا أثنى من جانبه على ما قالته البطلة، لوجود خلافات بينه وبين فريق العمل بدت منذ بداية العرض، حين اتجه لكتابة المشاهد الأصلية عبر “فيس بوك” كما كتبها، قبل التعديلات، ووضع المشهد والمشاهد في خانة مقارنة بين كان مأمولًا، وما جرى تنفيذه فعلًا، تعبيرًا منه عن رفضه للتعديلات التي طرأت على النص، رغم حديث المخرج في وقت سابق عن أن الكاتب كان حاضرًا على التعديلات حتى الحلقة 25، قبل أن ينسحب من المتابعة دون توضيحات.

المنتج إلى جانب المخرج

في 19 من أيار، رد مخرج العمل، محمد عبد العزيز، على تصريحات كاريس بشار دون تسميتها، وقال عبر “فيس بوك”، إن قلة الأمانة تكمن في الجحود والنكران والنميمة والوصولية، وفي الغيرة المجانية من زملائها، وقلب الحقائق.

وتابع، مع مثل هذه النماذج لا ينفع سوى نشر الحقائق بالصوت والصورة “قريبًا”، والتي يطال محتواها آراء مخجلة بحق الكثير من زملاء العمل، ولزملائها وزميلاتها في آخر عمل، ومنهم الكاتب الذي يمكن أن يكسب أمامها عشرات دعاوى وقضايا الذم والقدح، وفق المخرج.

 

وأحدث المقابلات في هذا السياق كانت لمنتج العمل، صادق الصباح، الذي انتقدت حديث كاريس بشار حول كواليس العمل بعد التفاخر بنجاحه، معتبرًا أن المصطلحات خانتها، وأنها انبهرت بلقائها الإعلامي، لكنه أكد في الوقت نفسه أنه إذا شاءت العمل مع الشركة مجددًا يجب التفاهم على أن الممثل هو من يؤدي الدور، لكن الرؤية الأخيرة للمخرج.

وقال الصباح إن المخرج محمد عبد العزيز أنقذ العمل، وهو ما أثنى عليه الأخير بالشكر والمديح.

 

ورغم مساعي العمل لتجسيد إشكالية حاضرة، خلافًا للأعمال المشتركة التي تحلّق بعيدًا عن قضايا الناس نحو عوالم نموذجية وحياة ترف لا يراها المشاهد إلا عبر الشاشة، مع تركيزه على قضية ملموسة لا يمكن إخفاؤها أو تجاهلها، فإن ما جرى فعلًا هو تحجيم وتوجيه للمشكلة في مسار واحد فقط، رغم وجود آخر أقرب زمنيًا، ويعتبر امتدادًا للمسار الأول.

بطولة “النار بالنار” لكل من عابد فهد وكاريس بشار، ومن لبنان جورج خباز وزينة مكي، وهو من إخراج محمد عبد العزيز، وسيناريو وحوار “ورشة الصباح للكتابة”، وأنتجته شركة “سيدرز آرت برودكشن” (صباح إخوان).

ويشارك في التمثيل أيضًا جمال العلي، وهدى شعراوي، وطارق تميم، وساشا دحدوح.

اقرأ المزيد: العنصرية تخسر في “النار بالنار”.. الواقع مختلف




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة