غلاء السيارات والنقل ينشطان سوق الدراجات النارية بريف حلب

camera iconدراجات نارية معروضة للبيع في إحدى المتاجر التجارية في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي - 26 من أيار 2023 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

tag icon ع ع ع

اعزاز – ديان جنباز

لا تخلو منطقة في ريف حلب الغربي من الأسواق والمتاجر الخاصة بالدراجات النارية، حيث يمتهن كثيرون التجارة بها كمصدر رئيس للدخل، وراجت مؤخرًا تلك المهنة والتجارة في عموم المناطق، انعكاسًا للأزمة الاقتصادية والظروف المعيشية المتردية التي يعانيها السكان.

وتعتمد هذه المهنة على مدى خبرة الشخص وقدرته على التسويق، ومن جهة أخرى تعد الدراجة النارية الوسيلة الأهم في التنقل بين المدن والبلدات لدى معظم الأهالي، نظرًا إلى انخفاض أسعارها مقارنة بالسيارات، فضلًا عن سهولة صيانتها.

أسعار الدراجات

تتفاوت أسعار الدراجات وفقًا لنوعية المحرك، وللصفات التي تمتاز بها كل دراجة.

تميم علوش، صاحب متجر لبيع الدراجات النارية الجديدة قال لعنب بلدي، إن دراجاته مستوردة من الصين، وليست هناك أوقات محددة لنشاط سوقها، كما تختلف الأسعار حسب مواصفات الدراجة والشركة المصنعة، فهناك “سي جي” و”دلتا” و”عقاد” و”لونسون” وغيرها، وتحت كل مسمى من هذه الشركات تختلف الجودة.

وذكر تميم بعض الأنواع والأسعار، حيث يتراوح سعر الدراجة الجديدة من نوع “سي جي” دون “مرش” أو “سيرفو بـ4 غيارات” بين 400 و480 دولارًا أمريكيًا، ومن نفس النوع مع “سيرفو ومرش و5 غيارات” تتجاوز 500 دولار، أما الدراجة الكاملة مع مرايا و”سيبة خلفية” وبعض الكماليات فتصل إلى حدود 600 دولار.

وبالنسبة لدراجة “لونسون”، يتراوح سعرها بين 550 و600 دولار، وفقاً لنوعية المحرك، وهناك دراجات نارية مخصصة للمناطق الوعرة، وتتراوح أسعارها بين 800 وألف دولار، بحسب ما قاله تميم.

بين الجديد والمستعمل

يرى محمد غزال (27 عامًا)، وهو تاجر وميكانيكي في ريف إدلب، أن الأهالي ومعظم الشبان يفضّلون الدراجات المستعملة التي يصفها بـ”المقطوفة” على الجديدة، نظرًا إلى انخفاض نسبي في سعرها، إذ يتراوح سعر الدراجة المستعملة “النظيفة” بين 300 و500 دولار كحد أقصى، وفقًا لنوعية المحرك والصفات التي تمتاز بها كل دراجة.

وأفاد محمد أن الدراجة النارية المستعملة من نوع “لونسون” ذات التشغيل الأوتوماتيكي، والتي تعتبر شبه جديدة، يبلغ سعرها نحو 500 دولار، أما الدراجة ذات التشغيل غير الآلي والنظيفة، فيبلغ الحد الأدنى لسعرها 350 دولارًا، وهذا للدراجات ذات سعة المحرك 150 سنتمترًا مكعبًا، وأشار إلى أن أكثر الأنواع رغبة في سوق المستعمل هي من شركة “لونسون” و”عقاد”.

الخبرة مطلوبة مع تحديات السوق

يملك محمد خبرة تزيد على عشر سنوات في بيع وشراء الدراجة المستعملة، إذ بدأ العمل والتجارة منذ صغره، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

وعند شرائه أي دراجة يأخذ منها القطع التي تعجبه مثل “الزينة والأضواء الإضافية”، وقد يستبدل أنواعًا أخرى بالقطع الأساسية، ويقوم بإصلاح بعض الأعطال إن وجدت، ثم يعرضها للبيع مرة أخرى بعد إضافة الربح الذي يراه مناسبًا إليها.

ووصف المهنة بأنها “لا سهلة ولا صعبة”، موضحًا أن تجنب الخسارة يحتاج إلى خبرة ومهارة في الفحص وعمليات البيع والشراء، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن العشرات من الشبان عانوا مشكلات خلال اقتنائهم دراجات رديئة، لعدم وجود خبرة كافية تعينهم في الانتقاء.

وسيلة رخيصة وسريعة

تعتبر الدراجات النارية وسيلة نقل أساسية بريف حلب، نظرًا إلى سهولة حركتها في الشوارع المزدحمة، كما أنها اقتصادية في كمية الوقود التي تستهلكها وبإصلاح الأعطال التي تتعرض لها، مقارنة بالسيارات.

ويعتمد كثير من الأفراد على الدراجات في التنقل، ولا سيما من يأتون من خارج المدينة بشكل يومي، وهم بالآلاف بين طلبة جامعة، وموظفين، وسكان الأرياف.

جميل المحمد، طالب جامعي في كلية المعلوماتية يقيم في دارة عزة بريف حلب الغربي، قال لعنب بلدي، إنه عندما يذهب إلى الكلية في مدينة اعزاز، يعتمد بشكل أساسي على الدراجات النارية في التنقل، فتكلفة التوصيل من نقطة تجمع “السرافيس” (الكراجات) إلى الكلية هي 40 ليرة تركية، مع احتمالية الانتظار طويلًا حتى اكتمال عدد ركاب “السرافيس”، بينما يطلب أصحاب سيارات الأجرة (التاكسي) 500 ليرة تركية كحد أدنى.

وأضاف الطالب الجامعي أنه لا يستطيع أن يدفع بشكل شبه يومي 1000 ليرة تركية ذهابًا وإيابًا كأجرة طريق من دارة عزة إلى اعزاز، ما يجعل الدراجات النارية وسيلة لا غنى عنها لطلبة الجامعة، وفق رأيه.

على الرغم من الخدمات التي تقدمها الدراجات، فإنها عالية المخاطر في الوقت نفسه، على اعتبار أن الجسم مكشوف بالكامل خلال القيادة، إلى جانب عدم التقيد بسبل الحماية، ومنها ارتداء خوذة للرأس، كما يواجه السائق مخاطر السير على طرقات غير مجهزة تمامًا وخالية من إشارات المرور، مع تأثير محتمل لأخطاء قد تصدر عن سائقين آخرين، خلال قيادتهم دراجاتهم أيضًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة